بقلم: كريستا ليشتي-لاسير | ترجمة (الأصالة)
في الواقع تحاول الخيول عن قصد التواصل معنا لتحقيق أهداف معينة.
“مهلا! أنظر إلى دلو العلف الذي هناك؟ نعم، هذا الذي هناك. هل يمكنك قضم ذلك من أجلي من فضلك؟
أنا جائع قليلا “.
مهلا. هل يتحدث إليك حصانك؟ في الواقع، قد تكون لديه طريقته الخاصة بطبيعة الحال. لقد كشف بحث جديد أجراه علماء أوربيون أن الخيول تحاول التواصل معنا عن قصد لتحقيق أهداف معينة. وفي دراستهم الرائدة حدد الباحثون للمرة الأولى أن الخيول قادرة على الاتصال المرجعي غير المحدد وهو أساسا القدرة على التواصل حول شيء ما مع شخص محدد، وبتعبير أدق القدرة على التواصل معنا نحن البشر. فهل يعني ذلك أن خيولنا “تتحدث” إلينا؟.
إنها بالتأكيد تفعل ذلك كما تقول راشيل مالافاسي اختصاصية الطب البيطري التابعة لمدرسة الفروسية الأخلاقية في مونشيقولي دي فيفزانو بإيطاليا. أجرت مالافاسي بحثها بالاشتراك مع لودفيج هوبر، اختصاصي الطب البيطري والأستاذ في وحدة الإدراك المقارن بمعهد بحوث ميسيريلي في جامعة الطب البيطري في فيينا في النمسا. وأوضحت مالافاسي بقولها: ” الخيول حيوانات اجتماعية طورت مهارات للمحافظة على وحدتها الاجتماعية وعلاقات انتسابها والحماية ضد الأغراب، وحتى التعلم الاجتماعي وأضافت: “نحن نعرف الآن أن مهاراتها تشمل أيضا القدرة على التواصل المقصود مع البشر.”
في دراستهما لسلوك 14 حصانا وضعت مالافاسي وهوبر اثنين من الدلاء بعيدا عن متناول كل حصان. احتوى كل دلو إما على الجزر، التفاح، أو الشوفان لأنه على الأرجح سوف تتم مكافأة كل حصان بواحدة من هذه المكافآت كما ذكرا. وقف كل حصان مع سائس داخل منطقة ذات سياج بحيث يمكنهما رؤية الدلاء على الجوانب المواجهة للسياج بالقرب من البوابة.
لم يفعل السائس شيئا سوى الوقوف هناك. يكون على الحصان إذن إيجاد طريقة للتواصل مع السائس ولسان حالها يقول “ناولني ذلك الدلو!” وهكذا فعلت. في الواقع، بالنسبة لمعظمها فعلت ما في وسعها لإيصال الرسالة.
قالت مالافاسي: “كانت الخيول تعمل على تبديل نظراتها بين الإنسان والمكافأة (الدلو)، وذلك بهدف لفت انتباه المُجرِّبْ نحو المكافأة المرجوة” وأضافت: “ولكن إذا لم ينجح ذلك، فإنّ الخيول كانت تظهر مرونة حقيقية في استراتيجياتها التواصلية. كانت تومئ برؤوسها، تحرك ذيولها، وتحرك رؤوسها بسرعة نحو الدلو الذي به المكافأة من خلال سلوك ” الإيماء”.
تقول مالافاسي ما هو أكثر من ذلك أن الخيول بذلت جهودا كبيرة عندما كان الإنسان ينظر إليها. وجه العلماء الشخصية “المختبرة” لتحويل جسدها في مختلف الاتجاهات، لأن الخيول على ما يبدو قادرة على تتبع انتباهها نحوها. عندما كانت الباحثة المختبرة غير آبهة حاولت الخيول في البداية لفت انتباهها قبل التواصل بشأن الدلو الذي يحتوي على المواد الغذائية.
قالت مالافاسي : “كانت الخيول تبحث عن التواصل بالعين مع المختبرة من خلال إدارة رؤوسها نحوها ” وأضافت “لكنها عندما لم تحصل على مكافأة انتقلت إلى إستراتيجية أخرى حيث مشت نحو المختبرة ولمستها”.
حتى الآن، كما تقول مالافاسي، فإن الحيوان الأليف الوحيد القادر على التواصل المرجعي المغاير هو الكلب. الآن بتنا نعلم أن الخيول يمكنها فعل ذلك أيضا ومن الممكن استقراء أهمية النتائج إلى أبعد من ذلك، لأنها تشير إلى أن الخيول قادرة على ” الحل المدروس للمشكلات.
تقول مالالفاسي: ” إن الحصول على هذه القدرة يعني أن الخيول لا” تتصرف” هكذا فقط دون النظر في عواقب أفعالها، بل على العكس من ذلك فإنها قادرة على وضع خطة عقلية (مثل الوصول إلى الهدف بمساعدة من الآخرين من حولها)، لتقييم حالة انتباه المتلقي وتعديل إستراتيجيتها التواصلية وفقا لذلك. يبدو أن الخيول بالتالي قادرة على الإستراتيجية المتكررة لحل المشكلة “.
ذكرت مالافاسي في حين أنه ربما تكون كل الخيول قادرة على التواصل معنا بصورة مقصودة إلا أن العديد من السائسين لا يلاحظون ذلك. كما يبدو أن بعض الخيول قد تكون “تخلت” عن محاولة التواصل معنا خاصة إذا كانت قد تعلمت عدم المساعدة من خلال العزلة و/أو إساءة المعاملة المستمرة.
تقول مالافاسي: “أوصي بقضاء بعض الوقت دون القيام بأي شيء سوى مراقبة الخيول في الحقل، وإن لم يكن مع الخيول أخرى فبصورة منفردة”. وتضيف” أصحاب الخيول بحاجة إلى معرفة كيفية تواصل الخيول لاسيما كيفية تواصل خيولهم معهم”.
وتقول: ” لقد وجدنا أن بعض الخيول ثرثارة جدا في حين أن أخرى تستخدم إشارات خفية جدا “، وأضافت. “إن تعلم استراتيجيات تواصل حصانك الخاص لهو مثل التعرف على شخص آخر: فأنت لا تتوقف عن التعلم، ولكن كلما تعلمت أكثر كلما أحببت ذلك أكثر.
“من الممكن أيضا أن يكون حصانك قد تخلى عن التواصل معك لأنك لا تستمع إليه” كما تقول مالافاسي التي تضيف أيضا: “هذا وضع مؤسف، ولكن يمكن إصلاحه. إذا كنت لا تعرف ما يريد الحصان، فكن خلاّقاً واختبر الحلول. قد تكون لعبة مسلية لكليكما ولسوف تتأكد من رؤية تغير كبير في تصرف حصانك! “
العرب كانت تعلم عن ايمائات الخيل (ولُغتها)
قال فارس العرب عنتره العبسي :
فازور من وقع القنا بلبانه**و شكا إلي بعبرةٍ و تحمحم
لو كان يدري ما المحاورة اشتكى**ولكان لو علم الكلام مكلمي .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. تحية طيبة وألف مبروك. وجزاكم الله خيراً. جميل جداً جداً .