حاوره رئيس التحرير: سلطان السويلم
”نحن نبتغي معرفة الرجال لا الفوز بالجوائز”.. كلمات رائعة ختم بها الشيخ حمد بن علي آل ثاني، مدير مربط الشقب حديثه مع (الاصالة) تنم عن عودة بافق واسع، وأدب جم، ودعوة للوحدة، ونبذ للتفرق. تواصلنا هاتفيا مع الشيخ فكان هذا اللقاء..
الاصالة: بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله في البداية؛ نود من الشيخ أن يعطينا نبذة عن تاريخ مربط الشقب؟
الشيخ حمد بن علي آل ثاني: تأسس الشقب بتعليمات من صاحب السمو الأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، وكانت البداية في سبتمبر عام 1992م. وقد كانت ادارة المربط من قبل السيد يوسف بن احمد الرميح رحمة الله عليه، وكان يتولى منصب رئيس نادي السباق والفروسية. في الفترة منذ الثمانينات والى ماقبل 1992 كان مع سمو الأمير الوالد وقام باقتناء بعض الخيل، وكان توجههم في الغالب للسلالة المصرية، وخاصة السلالة الموجودة في مصر ومحطة الزهراء. وقد بدأت من بعده مع سمو الامير الوالد منذ 1991 إلى هذا اليوم.
تأسس الشقب في 1992 ليكون تاريخا كبيرا في قطر، ولأن اسم الشقب يرمز الى المعركة التي انتصر فيها القطريون بخيولهم العربية على الاتراك ابان حكم الدولة العثمانية، وقد سمى سمو الامير الوالد حمد بن خليفة آل ثاني المربط بهذا الاسم للاحتفال بذكرى هذا الحدث العظيم في تاريخ البلاد. ويعد الشقب من أهم المواقع الاثرية في البلاد منذ الغزو العثماني، كما ان هنالك مواقع لمعارك اخرى كالاسطبل القديم والبرج وغيرها. ولذلك كان سمو الامير الوالد يحب المحافظة على التاريخ الاثري والخيل العربية والاصالة وسلالات الخيل العربية بمختلف انواعها، فهي عنده كلها خيل عربية.
وبغض النظر عن خطوط انتاج الخيل سواء كانت بولندية أم مصرية أم جزيرية؛ فإن توجه المربط هو المحافظة على السلالات والانساب والدماء، وتجاوز الخلاف، فنحن نحافظ على الخيل العربية لانها عربية، وهو نفس توجه سمو الامير الوالد، باعتبار ذلك جزء من تاريخنا وحياتنا، فالهدف العام هو المحافظة على الاصالة والخيل العربية. ومهما تحدثنا عن اهمية الخيل العربية بالنسبة لنا كعرب وخاصة اهل الجزيرة العربية؛ فلن نوفيها حقها، ويكفي أن الخيل هي الوحيدة التي جعلت للوقف من بين سائر الحيوانات.
الاصالة: بعد استلامكم لدفة القيادة؛ ما هي رؤية الشقب عموما، ورؤيته للانتاج على وجه الخصوص؟
الشيخ حمد بن علي آل ثاني: هي تكملة لمسيرة، فأنا بدأت منذ عام 1992 وحتى 2010، ثم توقفت هذه الفترة البسيطة، ونكمل بإذن الله نفس المسيرة، وأقصد بذلك انه لم يتغير شيء بخصوص السلالات وماشابه. لكن الزمن يفرض علينا التغيير والسعي للتطور، فالانسان بطبيعته يمل عند تكرار نظرته للشيء نفسه، ولذلك يتوجه إلى التغيير، حتى لا يحدث الملل، في الخيل قد يحدث الملل عندما يكون لديك نفس نوعية الخيل وبنفس النمط لفترة طويلة. بالضبط كما أن التغيير يحدث حتى في الاشياء الاخرى من حياتنا كالسيارة والساعة وغيرها من ضروريات الحياة. وبالتالي يجب ان يطرأ التغيير في مجال الخيل لغرض التطوير، بشرط المحافظة على القاعدة الأساسية، وعدم الخروج عن ما تتميز به الخيل العربية من أصالة.
أيضاً من رؤى الشقب قديماً ولازالت؛ الفصل بين الخيل الجزيرية التي تسمى بـ “الخيل المصرية” ونفتخر بتسميتها بالخيل الجزيرية، فنحن نحب تسميتها بذلك، لأن أصل الخيل وأساسها هو الجزيرة العربية، وذلك من غير عنصرية ولا انحياز (ولا يزعلون علينا اخوانا المصريين) ولكن يحق لنا ايضاً ان نفتخر بالخيل التي خرجت من عندنا، واعتقد هذا حق مشروع لنا بأن نسميها بالتسمية التي نرغب بها، من غير تجاهل فضلهم في المحافظة عليها وتربيتها.
الاصالة: ماهي نظرتكم للدماء المنتقاة والتحفظ في التربية والإنتاج في سلالات (الخيل المصرية) أو الخيل الجزيرية كما تحب تسميتها بذلك؟
الشيخ حمد بن علي آل ثاني: الهدف الأول والاخير هو المحافظة على تربيتها بطرق صحيحة بأرسانها وانسابها، منفصلة عن خطوط الإنتاج الأخرى مثل البولندية والروسية وغيرها. والسبب هو الحفاظ على هذا النوع، ومحاولة انتاج الافضل، مع تجنب سلبيات التوليد الداخلي، وبذل الجهد في ذلك. ولذلك لدينا (مربط الريان) محافظا على هذه النوعية، وحتى في الشقب لدينا فرع من هذه النوعية، وانا اعتبر ان انتاج الخيل نوع من الفن بعد توفيق الله، لكن يختلف ذوق كل انسان عن الآخر، فلكل واحد حرية الاختيار في أن يدخل أو يخرج ماشاء من الخيل على نهجه في انتاج الخيل، وله ان يحب صفات ويكره أخرى. وقد بدأ الشيخ عبدالعزيز بن خالد آل ثاني مسيرته مع خيل (مربط الريان) بنهج وعمل قاعدة جيدة، وأنا سأكمل بها نفس المسيرة وأحسّن من هذه الخيل برؤيتي، من غير ادخال الدماء التي أبعدها ونقاها في تربيته، من غير قدح فيها.
الاصالة: مؤخراً تم ادخال الفحل (دبليو اتش جستس) لبرنامج الإنتاج بمربط الشقب؛ ومن المعلوم أن لديه ايجابيات في اضفاء الهوية والرأس، لكن هناك سلبية ضعف الجسم، هل هناك نظرة لتفادي السلبيات، ام سيكون هناك تحول للنمط الحالي الى نمط جديد؟
الشيخ حمد بن علي آل ثاني: كما قلت لك إن الانتاج فن، وبركة من عند الله سبحانه وتعالى، وليست مقصورة على الخيل، فحتى في عدد من الحيوانات كالهجن والطير وغيرها. ولا اعتبر نفسي متميزا بل هو توفيق من عند الله، ومنذ أيام الوالد حفظه الله؛ كل ما وزعنا الخيل على الاهالي نجد مردوده من الله جل في علاه، متمثلا في أحد الخيل المعروفة، رالمشهورة حالياً كمروان وغزال والعديد الشقب وغيرها، فقد رُزقنا بها بعد كل توزيع من خيلنا للأهالي، وبالنية الطيبة، والتوكل على الله.
الاصالة: لكن من التجارب السابقة الواضح أن الفحل (جستس) سيحدث تأثير في خيل الشقب؟
الشيخ حمد بن علي آل ثاني: الآن دعني اتكلم معك بالشكل العملي، الأكيد التوكل على الله والتوفيق عامل مهم، ولكن سبب اختيارنا لـ(جستس)وكما ذكرت لك سابقاً بالنسبة لي شخصياً النظرة لـ (مروان) مع أنه انتاجي اصبحت مملة. وقد اصبحنا نأتي الى بطولات الجمال فلا نجد اللون الاصفر ولا الأزرق، فما عاد الا الاحمر والأدهم والاشقر، الى اين نذهب بألوان الخيل اقتربنا من (الثيربرد) في مجموع الألوان المشاهدة في البطولات، أين بقية الالوان الجميلة الاخرى (وين المرشوشة والصفرا والشعلا…) التي نحبها في الخيل؟ أين العين البراقة الواسعة؟ فقد اصبح فقط؛ خطم (بوز) ورقبة. أين الجبهه العريضة؟ أين القصرالمعروف عن الخيل العربية؟ فقد صارت الخيل طويلة جدا تعدت الخيل العربية الـ ١٦ قبضه . إلى أين سنصل بها! لكل ذلك يجب علينا الرجوع، وهذا ليس عيبا.
وللحديث بصراحة؛ نحمد الله الامكانيات الموجودة في الشقب تدفعك بأن تغامر بأي شيء، لدينا مخزون من الأمهات (الأفراس) التي تساعدك وتعينك على الإنجاز بفضل الله. هنالك مجموعة من جميع أنواع الدماء حتى النادرة منها، ونتمنى التوفيق من الله. لهذا أدخلت الفحل (جستس) كذلك الفحل (ماجيك ون) من مربط الزبير أيضاً قريباً سندخل الفحل ********** ، بإذن الله ويلاحظ الجميع من اللون الأصفر!. وفي الجهة المقابلة أيضاً في الدماء المصرية تم إضافة الفحل (سنان الريان) والفحل (فاروس).
الاصالة: هل هناك فكرة بالإدخال على أمهات (السلالة المصرية) أو ماتحب تسميتها بالخيل الجزيرية، مع سلالات أخرى أم أن كلٌ في خطه؟
الشيخ حمد بن علي آل ثاني: كل جزء منفصل لوحده في الشقب، وهذا مستحيل، حتى دماء (نصر الله) لن ندخلها ، وهذا اختيار شخصي بعدم استخدامه ولا يوجد لدي شك أو قدح في أصالته.
الاصالة: ماذا عن افحل الشقب العالمية خارج قطر، هل هنالك توجه الى عودتها؟
الشيخ حمد بن علي آل ثاني: لم تصل امكانيات دول الخليج الى المستوى المطلوب بعد، وكل انسان يملك ثروة، فلا بد ان يهتم بها ويرعاها، لذلك نحن مجبرون على ترك افحلنا خارج البلاد لوجود المستشفيات الكبيرة الضخمة التي ترعى هذه الفحول، بالاضافة لعدم وجود ترخيص وامكانية تصدير السائل المنوي الى الخارج، عوضا عن ملائمة الطقس لهذه الافحل خارج البلاد.
الاصالة: يقودنا هذا الحديث الى مستشفى الشقب، الى أين وصل؟
الشيخ حمد بن علي آل ثاني: لم يكتمل بعد، وان شاء الله سيرى النور قريبا.
الاصالة: يلاحظ مؤخراً في الشقب توزيع الأفحل على عدد من مراكز التدريب في الإسطبلات العالمية بين أوربا وأميركا؟
الشيخ حمد بن علي آل ثاني: هذه سياسة انتهجتها حديثاً لكي لا يكون أحد هذه المراكز محتكر لمربط الشقب، ولقيت شكاوي كثيرة من المربين بضعف جودة السائل المنوي المجمد، وعدم التجاوب معهم والرد على اتصالاتهم، فلذلك احببنا أن نحدث التوزيع، لكي لا يعتقد أحدهم انه يملك كل شيء، والأفضل سيبقى!.
الاصالة: حدثنا عن خطة الشقب المستقبلية بخصوص المشاركات والبطولات، سواء على المستوى العربي، أو الاوروبي والعالمي؟ وماذا عن شراء خيل جديدة؟
الشيخ حمد بن علي آل ثاني: كما اسلفت؛ المهم بالنسبة لنا هو الانتاج لا الفوز. والشراء لدينا ممنوع ممنوع الى ابعد حد، لن نشتري لنفوز بالبطولات، المشاركة فقط بالإنتاج.
وفيما يخص البطولات الداخلية أعد الجميع بأن يكون الهدف أن نفرح جميعاً، ولن نحتكر ألقاب البطولات للشقب فلضيوفنا علينا حق وواجب، والهدف مرة أخرى أن نفرح جميعاً.
أما بالنسبة للمشاركات الخارجية فالمنافسة للجميع. وفيما يخص موضوع الحكام أقول؛ يجب ان لا نتدخل في مثل هذه الامور، ولنتركها للجان المنظمة، عليك بإنتاج المميز والمشاركة به وستجبر كائناً من كا أن يعطيك حقك.
الاصالة: هذا يعني سنرى في الموسم القادم منافسات للشقب في بطولات دول الخليج في الامارات مثلاً؟
الشيخ حمد بن علي آل ثاني: إن شاء الله ١٠٠٪ إن مد الله في الآجال ستجدنا مشاركين، ولا يهمني أن أخسر، المهم أني شاركت ربعي واخواني.
الاصالة: ختاما نود منك توجيه رسالة بكونكم مربٍ خبير وعاشق للخيول العربية الاصلية، للمربين وكل مجمتع الخيل العربية الاصيلة؟
الشيخ حمد بن علي آل ثاني: أقول لهم إننا نملك ثروة تتمثل في هذا الكائن الذي نحبه ونشاركه، وانا احزن لنعته بالحيوان من شدة حبي له. حافظوا على هذا المخلوق الجميل ولا تعاملوه بقساوة، والله أعطانا منه بركات لا تعد ولا تحصى، ويكفي حبة شعير يكتب الله بها حسنة؛ (ما من امرئ مسلم ينقي لفرسه شعيرا، ثم يعلقه عليه إلا كتب الله له بكل حبة حسنة)
ويكفي انه يدعو في كل فجر؛ (ما من فرس عربيٍ، إلا يؤذن له عند كل سحر بدعوتين: اللهم خولتني من خولتني من بني آدم، وجعلتني له، فاجعلني أحب أهله وماله إليه، أو من أحب ماله وأَهله إليه).
اهتموا به واعتنوا به، وكما قلت إنه الحيوان الوحيد من بين سائر الحيوانات الذي جعل للوقف، ويكفي انه شارك في كل الفتوحات الاسلامية وكان سببا من أسباب النصر على الاعداء، وهو جزء لا يتجزا من حياتنا وتاريخنا، ونتمنى ان يجمعنا نحن العرب بهذه الصفات، ولا نركز على العروض التي تفرقنا، وننسى؛ من فاز، ومن خسر. فنحن نبتغي معرفة الرجال، لا الفوز بالجوائز. وجمعنا الله على الخير ونحمد الله على كل نعمه علينا.
رجعةالشيخ حمد بتغير كثير من الموازين وبيغير نكهة البطولات بالاثاره
Ana ohibou lkoyeul wa orideu memarasat rekeuba alkhayl
جريء ومغامر اتوقع سينتج اساطير جديدة
بل سيدمر خيل الشقب والاجيال القادمة
شو القصد من اقحام الحصان نصر الله في السالفة!!!
يعطيكم العافية حوار ممتع وشيق واسئلة جاوبت عن استفهامات كثيره وكشفت لنا اسرار للمستقبل.
شكراً لكم وننتظر المزيد مثل هذي القائات
ها قد عاد قلب الشقب ينبض من جديد، وها هي مواقع التواصل الاجتماعي تأخذ جرعة جديدة من الدماء ، أحدهم يقول ، إشتَروا جستس ، يرد عليه آخر لا بل استأجروه !!! نقاش آخر عبر الواتساب ” هل سيعود حريري لمايكل بايت أم سيذهب لوودي !!!!
يالها من عودة !!!!! الشيخ حمد يعتمر عقالين ، الاول عقال المدير الذكي والعقال الآخر عقال المربي الشغوف . أما عن عقال المدير ، فليس أذكى من قرار توزيع الفحول على مراكز مختلفة شيئ ، ليثبت كلٌ وجوده . و إذا تركنا ذلك جانباً و تناولنا الصفة الاخرى ( المربي ) سنجده حاضر في كل تفاصيل المربط ، في أي ولادة ستجده في غرفة الفرس يقبل صغيرها و تجده حاضراً مع السياس مداعباً كأنه أحدهم ، و تارة اخرى يشارك في ترتيب أرضيات مفالت الخيل ( البادوك ) و هكذا ….. قرأت له مقال جميل باللغة الانجليزية يقول ” فرحتي بمولود جديد تضاهي او تزيد على فرحتي بتتويج الخيل في المسابقات . حالة جميلة من الفِصَام نعيشها بكل تفاصيلها مع الشيخ حمد .
شكرًا للشيخ حمد المربي و شكرًا للشيخ حمد مدير مربط الشقب و شكرًا للشيخ حمد مدير مربط الريان و شكرًا للشيخ حمد المدرب ، شكراً للشيخ حمد بكل الصفات التي تحملها . شكرًا للأصالة على هذا اللقاء .