بقلم: ماري روزنتال | ترجمة الأصالة
في لعبة حدوات الخيول فإن الإغلاق جيد بما فيه الكفاية ولكن أحذية وحوافر الخيول تتطلب مهارة ومعرفة ودقة أي أنها بالأساس تحتاج لبيطار مناسب للحصان وتخصص ركوب الخيل.
يقول ديفيد دوكيت البيطار والحداد الخبير المقيم ببنسلقانيا ” الرعاية الجيدة للقدم تعد أساسية ليس للأداء فحسب وإنما لطول عمر الحصان”.
البيطار الجيد يعمل أكثر من مجرد تركيب حدوة قدم الحصان، فهو يعمل على تقليم الحوافر ويُقيّم مشيته ويعالج أية مشكلات مرضية قد يعاني منها الحصان في قدميه بجانب مساعدته في تخليص الحصان من الألم.
يمكن للشخص عديم الخبرة خلق مشاكل كثيرة للحصان من خلال التسبب في العرج على طول ولكن الأهم من ذلك أنه يمكن أن يخلق مشاكل أكثر خطورة على المدى الطويل كما يقول دوكيت الذي يضيف أيضا: ” إذا لم يتم تلبيس النعل بشكل صحيح، فإن الحصان يكون مجبرا على تعويض ذلك النقص الناجم عن عدم ضبط الحافر والتقليم ونتيجة لذلك، تبلى العديد من الأجزاء التشريحية قبل الأوان.
“وعلى المدى الطويل يمكن أن يصاب الحصان بحالات قد لا ترتبط بالتقليم غير الصحيح الذي أجري منذ مدة”. ويضيف أن البيطرة شبيهة بالصيانة الجيدة للمركبة. فإذا كنت بحاجة لأن تعمل سيارتك بكفاءة وسلاسة فهناك حاجة لتغيير الزيت بانتظام وإذا لم تقم بذلك فإن السيارة قد تسير بشكل جيد في الوقت الحالي ولكن ليس علينا سوى الانتظار حتى تسير لبضعة أميال ثم تتعطل. إذن كيف يحصل المالك على البيطار المناسب لحصانه؟
أهمية التعليم
ينبغي أن يكون البيطار على دراية بحقله. للأسف أي شخص تقريبا يمكنه تقليم الخيول وتلبيسها الحدوات لأنه ليس المطلوب الحصول على أي ترخيص أو شهادة”. تقول تريسي أ. تيرنر اختصاصية الطب البيطري ” بعض الحلبات تلزم بالشهادات المعتمدة، ولكن على عكس الأوروبيين الذين لديهم اشتراطات النقابة، فإنه في الولايات المتحدة لا توجد أية اشتراطات قانونية ليصبح الشخص بيطارا. يمكن لأي شخص وضع لوحة خشبية وعمل حدوة لقدم الحصان”.
ينحدر دوكيت من المملكة المتحدة، حيث إن طريق البيطار البارع طويل وشاق. يقول دوكيت: “في انكلترا هناك قوانين ضد أي شخص يعمل على تلبيس حدوة الحصان لتحقيق مكاسب ما لم يكن قد أكمل الاشتراطات القانونية والتعليم المناسب،”.
التحق دوكيت بالتعليم الإلزامي لمدة خمس سنوات، وكان عليه النجاح في الامتحانات المكتوبة أو الشفوية، والعملية قبل أن يتمكن قانونا من أخذ مقابل عن خدماته. هذا ليس سوى المستوى الأول من التعليم ولكنه يمكن الطالب الناجح من وضع اسمه في سجل المهنية. لكي يصبح المرء بيطارا ماهرا أو خبيرا فإن الأمر يتطلب المزيد من الوقت والجهد والنفقات.
“هناك مستوى ثان غير إلزامي وهو شهادة الزمالة” كما يقول دوكيت ثم هنالك المستوى الثالث وهو الأصعب والذي يتطلب أطروحة حول موضوع معين وعمل حدوة باليد للحالات المرضية وقراءة الصور الشعاعية وتقديم المحاضرات والامتحان الكتابي الذي يليه مناقشة شفاهية مع بيطار ماهر وأطباء بيطريين. … كل هذه تضيف إلى تدقيق واسع لمستوى الشخص وعمق معرفته ليصبح زميلا في زمالة البيطارين المبجلة”.
قبل أن يعالج البيطار الحصان ينبغي عليه/عليها أن يكون على دراية جيدة بتشريح الخيول، علم وظائف الأعضاء، وعلم الميكانيكا الحيوية. وينبغي عليه كذلك أن يكون قادرا على قراءة الصورة الشعاعية للقدم للتحدث مع الطبيب البيطري حول أي مشكلة معينة للحصان.
تقول تيرنر: “عندما يحين الوقت للبحث عن بيطار جيد، ينبغي البحث عن شخص قد تجاوز الدورات التدريبية القصيرة. ينبغي سؤال البيطارين المحتملين عن أين تعلموا كيفية تلبيس الحدوات. هل نالوا تدريبا مهنيا ؟ هل درسوا في مدرسة؟“
لأنه لا توجد اشتراطات رسمية في الولايات المتحدة فإن العديد من البيطارين العاملين مسبقا بحاجة للتوثيق. الجهة الأساسية والأكثر شهرة هي رابطة البيطارين الأمريكيين، وشهادة البيطار الماهر والزمالة المبجلة للبيطارين في لندن، انكلترا، والتي أجازت مؤخرا مركزا للامتحانات في ولاية كولورادو ومن شأن ذلك أن يتيح للمرشحين الراغبين في متابعة المستويات العليا للبيطرة والجلوس للامتحانات دون كلفة الرحلة إلى إنجلترا كما يقول دوكيت.
وبالإضافة إلى ذلك، يقترح دوكيت سؤال البيطار عما هي مجلات رعاية الحوافر أو الأوراق العلمية التي يقرأها وما إذا كان ينتمي لأي من جمعيات البيطارين. أسألوا ما إذا كان البيطار يتلقي أية دورات في التعليم المستمر أو حضر أية محاضرات في الآونة الأخيرة. الشخص الذي يريد أن يكون في طليعة الصنعة سوف يكون مواكبا لأحدث التقنيات والاكتشافات العلمية.
أهمية التجربة
تعد تجربة البيطار في المجال مهمة أيضا، خاصة إذا لم يكن للشخص أي تعليم رسمي أو شهادة. سيكون البيطار بحاجة إلى تلبيس حدوة القدم على أساس منتظم لبضعة سنوات كما تقول تيرنر، إذ الأمر ليس شيئا يمكن الحصول عليه بنهاية عطلة الأسبوع. علاوة على ذلك، فليس مجرد أن الشخص يعمل على قدم الحصان يؤهله تلقائيا ليكون بيطارا.
يضيف دوكيت: ” البيطار هو ذلك الشخص الذي تعلم جيدا في الميدان ومارس بشكل جيد. في السنوات الأخيرة هناك عددا لا بأس به من البيطارين الذين لديهم شهادات جامعية في الكليات والجامعات التي برعت في فن وعلم البيطرة عن طريق إدخال المفاهيم المبتكرة الجديدة والبحوث. جهودهم ليست بجديد فحسب، بل كسرت أواصر تقليد عمره قرون عن طريق التشكيك في الوضع الراهن بالتكنولوجيا الحديثة، وأجهزة الكمبيوتر، والتحليل بالحركة البطيئة، وأجهزة استشعار لوحة القدم. إن العمل الذي يقوم به البيطارون مثال يحتذى وينبغي أن يستمر بدعم من قطاع الفروسية “.
تأكدوا من سؤال البيطارين المحتملين لأي مدة ظلوا يعملون على تقليم الحوافر أو تلبيسها وعما إذا كانوا يقومون بذلك بشكل منتظم.
أهمية الفروسية
لاحظوا كيف يتفاعل البيطار المحتمل مع الحصان وذلك للعثور على شخص يعرف كيفية التعامل مع الخيول بشكل صحيح.
تقول تيرنر: “عندما يخرج البيطار راقبوا كيفية تقييمه للقدم وكيف يقترب من الحصان وكيف يلتقط القدم وماذا يصنع مع الحصان الذي يقف هناك. هل هو هادئ وما إلى ذلك؟ كل هذه الأمور جيدة”.
علاوة على ذلك، إذا كانت للبيطار مهارات فروسية جيدة فإنه من المرجح أن يكون مدركا لتعلم كيفية التقليم الأفضل وتنعيل الحصان. إنكم بحاجة للعمل مع شخص يهتم حقا برعاية خيولكم.
هل قضى البيطار وقتا في مشاهدة كيفية تحرك الحصان ووضع قدميه؟ هل نظر بعناية وقيّم القدم؟ هل يعمل البيطار بهدوء حول الحصان، أم أنه يهز الحصان؟ هل يرفع صوته بأعلى مما هو ضروري للحصول على اهتمام الحيوان؟.
يقول دوكيت: “أنتم لستم بحاجة لرؤية أي إساءة للحيوان، ولكن عليكم في بعض الأحيان أن تكونوا حازمين ” ويوصي فقط أصحاب الخيول أو مدربيها، وليس بالضرورة البيطار، بكبح جماح الحيوان إذا لزم الأمر.
طلب الترشيح
مجتمع الخيول عبارة عن عالم صغير، لذلك هناك العديد من الأشخاص الذين يمكنكم الذهاب إليهم من أجل الحصول على تزكية بخصوص البيطار.. تحدثوا إلى المدرب، الطبيب البيطري، واطلوا مساعدة الاسطبل، وغيرهم من أصحاب الخيول حول من يستخدمونه وما الذي يحبونه في ذلك البيطار. الطبيب البيطري يمكن أن يكون مرجعا مفيدا بشكل خاص إذا كانت للحصان مشكلة بالقدم موجودة من قبل، مثل متلازمة الزورقي أو مينيتيس المزمن، مما يتطلب ارتداء أحذية خاصة.
تقول تيرنر: “العرف أو الكلام المتداول مفيد للغاية” ولكن علينا أن نضع في الاعتبار أن الناس لديهم تعريفات مختلفة للعمل الجيد”.
يمكن لأي شخص الحصول على توجيهات من المدرب أو مدير الحظيرة أو مالكين آخرين في الحظيرة ولكن هناك أوقات عندما يكون هناك اتصال شخصي مع ملبس النعل الموصى به ولذلك يمكن أن تكون هناك صعوبة في الغربلة للحصول على شخص جيد”.
وعلى الرغم من أن كل البيطارين المجازين الذين اثبتوا كفاءة في تلبيس الحدوات على أقدام الخيول فإن بعضهم متخصصون في سلالة معينة أو تخصص ركوب معين. على سبيل المثال، إذا كنتم تركبون خيول ذات مشيات خاصة فقد تكونون بحاجة لبيطار لديه خبرة واسعة في متطلبات تلبيسات أقدام تلك السلالة أو التلبيسات الخاصة. اتصلوا على مدربي المنطقة أو المنظمات التي تشارككم اهتمامات الفروسية واطلبوا توصيات بشأن البيطارين ذوي الخبرة بتلبيس الأقدام. إذا كان للبيطار عملاء في منشأة ذات سمعة أو مع مدرب كبير، فإنه من المرجح أن يكون جيد جدا في وظيفته.
التفكير في الشخص المسئول
عند التفكير في البيطار ينبغي التأكد من أنه متحمس لعمله ولا يندفع نحو التقليم أو التنعيل ويقوم بالمهمة على وجهها الصحيح. ينبغي أيضا اختيار شخص من يسهل التواصل معه، لأن التواصل بين صاحب الحصان والبيطار مهم لتطوير علاقة جيدة وفهم احتياجات الحصان والحدود المالية.
يقول دوكيت إنه من المفيد أن يفي البيطار بكلامه ومواعيده. البيطار الجيد الذي يحدد مواعيد يخبركم ما إذا كان سوف يتأخر بمجرد اتصال هاتفي”. لأنه إذا كان يتأخر باستمرار أو لا يحضر مطلقا، فإنكم سوف تبحثون عن شخص آخر وإذا لم يكن مسئولا معكم أو بعمله فإنه لن يكون مسئولا عن خيولكم”.
عليكم أن تحددوا قبل وقت كاف ما إذا كان البيطار على استعداد للعمل مع الطبيب البيطري في حال وجود أية إصابة أو حافر. عليكم أيضا التأكد من سهولة الوصول إليه أثناء حالات الطوارئ أو في حالة وجود سقوط نعل أو التوائه.
لا تعولوا على التكلفة وحدها
تختلف تكاليف خدمات البيطار حسب المنطقة واحتياجات الرعاية. ولأجل معرفة الرسوم المعقولة في منطقتكم، توصي تيرنر بسؤال من حولنا لمعرفة ما إذا كان الناس الآخرين يدفعون تكلفة مماثلة للحصول على العناية بحافر الحصان. أسالوا البيطار المحتمل حول التسعير، والدفع، وغيرها من الشواغل (على سبيل المثال، زيارات الطوارئ، استبدال الحدوة المفقودة ، ومتطلبات تلبيس أحذية خاصة. قارنوا رسوم العديد من الأشخاص، ولكن لا تختاروا بيطار واحد فقط لأنه أرخص، أو سوف يدفع حصانكم الثمن على المدى البعيد.
يقول دوكيت: ” التجربة ليست شيئا تحصلون عليه من المكتبة أو الإنترنت وإنما هي شيء تعيشونه وتقومون به، والمسألة المهمة ليست هي التكلفة، وإنما نوعية الخدمة التي تحصلون عليها”.
تقول تيرنر: “أنتم بحاجة لحصان سليم ذو قدم حسنة المظهر عندما ينتهي البيطار من عمله. إذا كانت القدم تبدو سيئة أو الحصان يعرج عند إنجاز المهمة فإن هناك شيء خاطئ. ليس هناك بيطار يجعل الحصان أسوأ”.
الخلاصة
قد لا يستغرق الأمر جهدا للعثور على بيطار ولكن من أجل حصانكم وسلامته فإن الأمر يستحق العناء. لا تستخدموا شخصا يفتقر إلى الصبر، ومشغول جدا للقيام بالمهمة المطلوبة أو يعامل الحصان بقسوة. إذا اتبعتم هذه الأشياء فإنكم سوف تعثرون على شخص قد أدى ذلك كثيرا وسوف تمضي الأمور بسلاسة.