بقلم: ويندي قاردنر | ترجمة (الأًصالة)
تقريبا، ينطبق على أي فعل يتعلق بالخيول القول المأثور:” إذا خصصت خمس دقائق لعمل ما، فإنه سوف يستغرق يوما كاملا؛ وإذا خصصت يوما لعمل ما، فإنه سوف يستغرق خمس دقائق“. هذا شيء جيد، فينبغي أن تضعه في الحسبان في أي وقت تعلم فيه حصانا شيئا ما، لكنك سوف تتأكد من صحة هذه المقولة عندما تعلم حصانا تقبل مقصات الحلاقة على وجه الخصوص. في الحقيقة، كلما أكثرت من حلاقة حصانك زاد نجاحك وسهلت عملية الحلاقة. لذلك باشر تعليمه تقبل مقصات الحلاقة متبعا خطة متأنية – هذا ليس نموذجا لعمل يستغرق يوما واحدا. وإذا داومت على فعله العديد من الأوقات، فسوف تحصل على حصان هادئ ومطمئن عند حلاقته، كما أن عملك المتعلق بالحلاقة سوف يكون خاليا من التوتر حسب الإمكان.
في كثير من الأحيان ننتظر حتى الدقيقة الأخيرة، وهي اللحظة الحاسمة وأنت سوف تغادر إلى ميدان المنافسة في الصباح. ويا للأسف، إن حصانك الآن يكره مقصات الحلاقة! فلنشده بقوة لننهي عملية الحلاقة. لكن حصانك سوف يحمل ذكريات مرعبة وفي المرة المقبلة سوف يصعب ذلك عليك – لا يوجد حصان يحب أن يكره على فعل شيء، والخيول العربية الأصيلة بصفة عامة ذكية، فإذا أجبرتها على فعل لا تفهمه، فسوف تحمل ضغينة عليك. أنا على يقين من أن جميعنا قد مر بهذه الظاهرة.
ربما ليست هناك منافسة، وأنت تريد أن تلتقط له صور فحسب، أو تنتظر مجي مشترين. وحصانك لا يعرف التأقلم مع الحلاقة ولا يبدو أنه يتقبل الفكرة العامة، لذلك علينا أن نستدعي الطبيب البيطري لتسكين آلامه. أخلق بيئة خالية من التوتر لجميع المشاركين في عملية الحلاقة – فمن الأفضل أن يختلط الجميع ويعيشون مع بعضهم البعض! فبالرغم من أن الفكرة العامة قد تتضح للخيول، وأنا أعرف أننا جميعا نملك بعض الخيول سهلة التعامل عندما تكون في أسعد أوقاتها، إلا أن ذلك لا يجعلها تتعلم أي شيء ما لم تكرره مررا لمدة عام أو عامين, ولكن التكرار مكلف ويشكل صعوبة على الحصان، وبما أنه ليس في مقدورك إشراك حصانك الذي تعاطى مسكنا في المنافسات خلال السبعة أيام أو أكثر الأخيرة، فلن يكون ذلك ذا جدوى.
لذلك يجب أن يتعاون الجميع – إنه أمر مثالي أن تعلم الحصان فعلا أن مقصات الحلاقة أصدقاء لهم. السيد/ مقص لن يؤذيها، وكلما يريده هو لمس رؤسهم الجميلة وجعل الخيول تبدو مثل الأبطال العالميين – على كل حال تريد جميع الخيول أن تكبر وتصير أبطالا عالميين، أليس كذلك؟
بكل جدية، إن أخذ الوقت الكافي لتدريب الحصان على تقبل مقصات الحلاقة بدلا من إجباره على تقبلها بأي طريقة سوف يترتب عليه نتائج تدوم طويلا، وسوف يسهل حياة الحصان، بغض النظر عن حياة الناس الذين يعملون معه. لذلك دعونا نطور خطتنا.
مستلزمات العمل:
- الفرشاة الأساسية للجسم
- منشفة صغيرة
- رسن متين ومقود من القطن
- مساحة آمنة ومغلقة تعود عليها الحصان ويرتاح لها، مثل الكشك أو منطقة تقديم الرعاية، حيث يمكنك العمل بهدوء
- سهولة الوصول إلى التيار الكهربائي (إلا إذا كان مقصك مزودا بوصلة كهربائية)
- مقص حلاقة وزيت تشحيم
المقصات الموصى بها:
- المقصات غير المزودة بوصلات كهرباء هي أكثر ملائمة، ولكن إذا لم يكن لديك مقصا من هذا النوع، يمكنك استعمال أي مقص صغير أو متوسط الحجم، ولكن سوف تحتاج وصلة كهربائية حتى تتوفر لك حرية التحرك دون أي أن تصادف معوقات أثناء عملية الحلاقة.
- حاول أن تجد مقصات لا تحدث ضجيجا حسب الإمكان، على ألا تحدث اهتزازات شديدة. فبعض المقصات تحدث اهتزازات أشد من غيرها، وبعضها تحدث ضجيجا أكثر من غيرها – فقط يجب أن تعي ذلك وحاول أن تستعمل مقصا يكون الأقل ترهيبا لحصانك.
باشر عملك، وأقترح أن يكون ذلك بينك وبين حصانك دون تدخل من الآخرين. ولكن يفضل أن يكون شخص ما بالقرب منك في حال احتجت إلى مساعدة، أو ساعي، أو حتى الدعم المعنوي بسبب حضور شخص ما لسقاية الماء…. ولكن للحصص الأولى من الحلاقة فإن اقتصار التواجد عليك وحصانك فحسب سوف يقلل من التوتر وتجري عملية الحلاقة دون مراقبة من الآخرين بقدر الإمكان.
أنت لست في حاجة إلى التوجه إليه بالمقص مباشرة كما لو كان حصانا مدربا. خذ وقتا وابدأ ببطء شديد فسوف تتجنب المسائل التي يمكن تعرضكما (أنت وحصانك) إلى الخطر.
قبل أن تشرع في استخدام المقص، تأكد من أنه بمقدورك لمس رأس الحصان بيدك. امسح بيدك على كل أنفه وشفتيه وعلى عينيه، مرورا بجبينه، لتستقر يدك على مؤخرة رأسه حيث يكون اللجام.
ربما تكتشف أن حصانك لا يرغب في لمسه على وجهه ولا حتى بيديك – فإذا كان الأمر كذلك، أبطيء في هذا وتلطف وتقمص عدم المبالاة. وأنجز القليل وتوقف عن العمل بقية اليوم. وإذا تقبل الحصان يدك عن طيب خاطر، انتقل إلى الخطوة التالية. وإذا كان متوترا أو قلقا، قم بأي ردة فعل قوية أو قل له مباشرة “لا” – أي أنك غير قادر على المواصلة. أنجز القليل كل يوم. ابدأ كل حصة حلاقة دون وضع حدود للوقت أو توقعات، وتأكد دائما من الانتهاء من عملك وحصانك هادئ كما كان عند البداية أو أكثر هدوءا. واجعل النهاية تكون سعيدة وأترك حصانك يفكر في الحلاقة في الليل – وغدا يوم جديد. إن الخيول العربية الأصيلة على وجه الخصوص تفكر جيدا إذا أتيحت لها الفرصة للقيام بذلك!
أفعل نفس الشيء بمنشفة صغيرة، ومن ثم استعمل فرشاة. فيدك، من منظور الحصان، هي عبارة عن شيء صغير مخيف. وأي شيء يمكن أن يكون أكثر إخافة له، ولكن الأشياء المألوفة له سوف تشكل تهديدا أقل من الشيء المعدني المرتعش المزود بثعبان (سلك كهربائي) عند نهايته. لذلك خذ وقتك لجعله يهدأ بينما تلمس رأسه وأنفه وعينيه بفرشاة قبل التفكير في استعمال مقص الحلاقة.
مرة أخرى، لا تنتقل إلى الخطوة التالية حتى يتقبل هذه الأشياء دون توتر أو ردود أفعال سلبية. واجعل النهاية تكون سعيدة وحصانك هادئا. وإذا تقبل ما تفعله عن طيب خاطر، فإنه مستعد للخطوة التالية. قد يستغرق هذا العمل يوما واحد مع بعض الخيول ومع أخرى قد يستغرق أسبوعا. ولكن حصانك سوف يدهشك.
وبعد ذلك أحضر مقص الحلاقة، ولكن لا تدر ماكينته. اقترب من الحصان من أحد جانبيه وألمسه أولا على رقبته. وأما إذا اقتربت منه من أمامه وأنت ممسك بهذا الشيء المخيف فمن المحتمل أن يجفل، أو يجري مبتعدا، أو يشب (يقف على قائمتيه الخلفيتين)، أو يضرب بقائمتيه الأماميتين. لذلك كن مسالما بقدر الإمكان وتقدم إليه من الأمام أولا. وما تزال ماكينة مقص الحلاقة غير مدارة وأنت واقف على أحد جانبيه، أمسح بجسم الماكينة على أنف الحصان وامتداد فكه وجبهته وعلى طول عينيه. استعمل جسم الماكينة وليس الشفرة، لأن الشفرة، والماكينة غير مدارة، يمكن أن تمسك بشعر الحصان أو شعر ذقنه وتشده، مما يسبب ضيقا له. وكذلك إذا كنت تستخدم الشفرة وحصانك يقوم بحركة مفاجئة أو يهز رأسه إلى الأسفل فيدخل شعره في الحواف الحادة للشفرة، مما يسبب له الأذى ويخلف تجربة مريرة أن مقصات الحلاقة أعداء له. وكذلك تجنب لمس الأجزاء الحديدية للرسن بالشفرة – فسوف يرعب صوت الصلصلة حصانك الذي كان يظن أن هناك وحوش.
هذه الخطوة قد تكون سهلة لحصانك بعد استخدامك للفرشاة، أو قد تكون مضطرا للعمل من جديد. كل حصان يختلف عن غيره، ومرة أخرى، لا تضع خطة أو جدول أعمال. فهدفك هو إنجاز القليل والانتهاء مع ترك انطباع للحصان، وقد صار هادئا وواثقا من نفسه.
قد تشكل الأذنان وموضع اللجام مصدر رعب للحصان، وهما من المشاكل التي تعاني منها العديد من الخيول الكبيرة المدربة, فبعض الخيول تتقبل بسرعة. وأخرى ولدت خجولة عند لمس مؤخرات رؤوسها أو آذانها. يمكن أيضا أن تعزى الاختلافات بين هذه الخيول إلى طريقة تربيتها – فالأمهار التي تعرضت للشد الكثير للأذن سوف تكون متحفزة بطبعها للدفاع عن نفسها، لذلك توقع أن يستغرق ذلك وقتا كثيرا. يمكن أن يتعلم أي حصان تقبل حلق أذنيه دون تعرضها للشد، ولكن بعضها تأقلمت أن تكون دفاعية فلذلك سوف تستغرق حلاقة أذنيها وقتا أكثر مما تستحقه. ومع ذلك وفر لحصانك فرصة وخذ وقتا كافيا لمحاولة التعامل معه.
ابتداءً من رقبته، ابدأ بالتربيت في حركة دائرية في اتجاه أذنيه. أجذب شعر عرفه بلطف وواصل ذلك حتى مؤخرة رأسه، حيث يوضع لجامه أو سوف يوضع. امسح (حاول أن تمسح) مؤخرة الرأس ودع يدك تستقر بين أذنيه (محاذرا لمسهما) أعلى شعر جبهته.
قم باستخدام شفرة المقص، متبعا نفس الأساليب البطيئة المفصلة أعلاه، وعندما يكون الحصان مستعدا لفعل نفس الشيء مع مقصات الحلاقة الموجودة في اليد، حتى لا تطعنه. إن القيام بالحلاقة في اتجاه أذنيه يحتمل أن يستغرق وقتا أطول، لاسيما لحصان تعرض للكثير من الشد أو لم تتح له فرصة أن يكون مطيعا عند حلق أذنيه.
وما إن تلمس مؤخرة رأسه وهو يحافظ على استرخائه، ابدأ بوضع يدك على جبهته وبلطف دعها تنزلق على طول رأسه وفي اتجاه أذنيه. تلطف في استعمال أصابعك، ولكن بحزم، ودع يدك جميعها تنزلق على أذنه القريبة منك (بينما تقف على جانبه)، وأصابعك في اتجاه فتحة الأذن. فأنت تريد أن تكتسب القدرة على غلق الأذن بلطف وتدع يدك تنزلق إلى أعلى وأسفل المنطقة الخارجية للأذن دون أن يبدي الحصان أي ردة فعل كبيرة سالبة قبل أن تفكر في استخدام مقص الحلاقة أو حتى الفرشاة. وما إن تصل إلى اللحظة التي يمكنك فيها أن تدير ماكينة المقص، ابدأ بحلق الحافة الخارجية للأذنين بالسرعة الدنيا (أو استعمل أبطء مقص من مقصاتك). إن مقصات أوستر(Oster) للمسات الأخيرة مناسبة جدا للأذنين لأنها صغيرة جدا وهادئة وليس لها اهتزازات كبيرة. وبمجرد أن يتعود الحصان على ما ناقشناه أعلاه والمقص لم تدر ماكينته، أعد ذلك مرة أخرى وقد أدرت ماكينة المقص بالسرعة الدنيا أو الأهدأ. ابدأ مرة أخرى وأنت تقف بجانب كتفه وربت بيدك الخالية بينما تشرع في تشغيل ماكينة المقص. حرك المقص إلى رقبته وربت عليه بظهر يدك، والحصان يحس بالاهتزازات عبر يدك وليس بالاتصال المباشر. كرر هذه الخطوة البطيئة على جانب أنفه، ويدك تمتص الاهتزازات قبل بدأ الاتصال المباشر. وإذا أطمأن الحصان لذلك، ضع المقص على أنفه لترى إذا ما كان يريد شمها أو يحرك شفتيه طواعية في اتجاهه. وإذا أبدى فضوله تجاهه، فهذه إشارة جيدة أن الحلاقة لن تمثل تجربة مريرة له.
الحصان في هذه الصور الفوتغرافية يبلغ الخامسة من العمر ولم يحلق قبلا دون استعمال المسكنات. ألتقطت هذه الصور بعد مرور ثلاثة أيام على حلاقة هادئة. لقد بدأ يتقبل مقصات الحلاقة ولكنه ليس مستعدا بعد لإبداء الحماس المطلوب كما درب.
لا تتوقع حدوث معجزات، ولا تضع جدول أعمال. فالخيول تعتقد أننا متوترون عندما نكون في عجلة ولا تعرف ما يقلقنا، لذلك تصير أكثر قلقا عندما تقود قطيعها. خذ وقتا كافيا. ربما تنجح في حلق جميع وجه حصانك للمرة الأولى في ذات اليوم الذي قدمت له المقص – أو قد يستغرق ذلك القليل من الأسابيع ن العمل اليومي الدؤوب.
ولكن أهم نصيحة هي أن تحافظ على الهدوء، ولا تضع جدول أعمال للحلاقة، ولا تتعجل في القيام بهذه العملية. وتذكر أننا نقوم بهذه العملية لأننا نحب الخيول، وهي تستحق أن تعامل بطريقة خالية من العيوب وبالصبر المطلوب. وسوف يعود جميع ذلك عليك بالفائدة الكبيرة.