بقلم: شانون برات- فليبس، ماجستير ودكتوراه في علوم الخيل | ترجمة الأصالة
النظام الغذائي للمهر له دور كبير في تطوره ووقايته من الأمراض وأدائه في المستقبل
يمكن أن تؤثر التغذية السليمة طوال السنة الأولى من حياة المهر على صحة عضلاته وعموده الفقري وأدائه في المستقبل. يمر المهر في نموه بثلاث مراحل تغذوية: الرضاعة والتغذية الإضافية والفطام. إن التغذية السليمة لأم المهر أثناء الرضاعة يضمن أن إنتاج حليبها وجودته يكونان كافيين للمهر. وأما التغذية الإضافية (إطعام المهر مركزات منفصلة عن الفرس) فإنها سوف تمد المهر فيما بعد بالعناصر الغذائية عندما يبدأ إنتاج الحليب في النقصان ويخفف التوتر المصاحب للفطام. وأخيرا، عندما يتم فطام المهر، ينبغي وضع نظام غذائي لتزويده بجميع العناصر الغذائية التي يحتاج إليها الحصان في مراحل نموه.
يقول و. بيرتون ستانيار، ماجستير ودكتوراه ، وأستاذ مساعد في علم الفروسية في جامعة ولاية بنسلفانيا: “للتغذية، خلال السنوات القليلة الأولى من حياة المهر، تأثير كبير على العديد من أجهزة جسمه”. ويضيف قائلا: “فخلال هذا الوقت، يتطور الهيكل العظمي، وهذا أمر بالغ الأهمية للمهر، حيث تنسجم الأغشية والأعضاء مع البيئة الغذائية للمهر. تتطور جميع الأغشية بمعدل كبير، وهذا يعني أنه أثناء هذا الوقت من حياة المهر ربما يتمكن الذين يطعمون المهر أن يتركوا أكبر الأثر على مستقبل المهر من حيث الصحة والأداء”.
يؤكد ستانيار أنه ينبغي على الذين يهتمون مباشرة بالمهر في أطوار نموه أن يراقبوا حالته عن قرب ويعدلوا في غذائه بالطريقة السليمة.
المهر الرضيع
ينبغي أن يبدأ المهر الرضاعة خلال الساعتين الأوليتين من حياته. وهذا يضمن أنه يتلقى الكمية الكافية من السرسوب من أمه لتذويده بما يكفي من المناعة السالبة (المضادات الحيوية التي تنتقل من الفرس إلى مهرها عبر السرسوب). سوف تستمر الأمهار في الرضاعة عدة مرات في اليوم. وبالرغم من أن بعض الأمهار قد تبدأ بقضم أغذية صلبة خلال اليومين الأولين من ولادتها، إلا أنه ينبغي أن يلبي الحليب الذي تنتجه الفرس (ويستهلكه المهر) جميع الاحتياجات الغذائية للمهر حتى يبلغ ما يقرب من شهرين من العمر. وهكذا، فإن التغذية الكافية للمهر الرضيع تتطلب توفير التغذية الكافية للفرس المرضعة.
وفقا لكاري ويليامز، دكتوراه، أخصائي الإرشاد الخيول جامعة روتجرز، والمدير المساعد للإرشاد في مركز العلوم، “النظام الغذائي للفرس لا يقل أهمية عن (النظام الغذائي للمهر). وتأتي غالبية المواد الغذائية في الأشهر القليلة الأولى من الحياة من حليبها “.
تنتج الفرس خلال هذين الشهرين الأولين من الرضاعة (“الرضاعة المبكرة”) حوالي 3 كغم من الحليب لكل 100 كجم (220 رطل) من وزن جسمها يوميا، على الرغم من وصول معلومات عن إنتاج يتراوح ما بين 2.3 –3.8 كجم. خلال أواخر الرضاعة تنتج الأفراس ما يقرب من 2 كيلوغرام من الحليب لكل 100 كغ من وزن جسمها. يختلف تكوين الحليب أيضا مع مرحلة الرضاعة، ويميل الحليب خلال الأسابيع الأربعة الأولى من الرضاعة إلى أن تكون له أعلى مستويات من الطاقة والبروتين والكالسيوم، والفوسفور مقارنة بالحليب في الأسابيع من 5-8 أو في الأسابيع من التاسع إلى 21 بعد الولادة. يؤثر تركيز مغذيات الحليب وكمية الحليب الذي تنتجه الفرس على متطلباتها من المغذيات مثلما في أوائل الرضاعة، عندما يكون إنتاج الحليب أعلى، والاحتياجات الغذائية لها أعلى، وأنها يجب أن تغذى وفقا لذلك.
يعتبر تأثير الوضع الغذائي للفرس على إنتاج الحليب ونوعيته ذا أهمية كبيرة للباحثين والأطباء البيطريين. ففي دراسة، حيث تم تغذية الأفراس إما بـ 80 أو 100 أو 120٪ من الطاقة اللازمة لها، لم يكن هناك اختلاف في نمو المهر، على الرغم من أن الأفراس فقدت أو اكتسبت وزنا وفقا لذلك (باقان وآخرون، 1984، مجلة علم الحيوان). وإذا كانت الفرس نحيلة ولم تتلقى التغذية الكافية، فإن كمية ما تنتجه من الحليب تميل إلى الانخفاض. كما أن مكونات النظام الغذائي (أي نسبة النخالة إلى الحبوب والدهون المضافة) والطاقة الزائدة تظهر أيضا تأثيرا على مكونات الحليب (دهون الحليب أو محتوى البروتين).
يقول وليامز إنه خلال الرضاعة، قد “تستخدم الأفراس طاقة لإنتاج الحليب تكون أكثر مما تستهلك. ومن أجل منعهم من فقدان الوزن فإنها تحتاج إلى أن وجبات غذائية غنية بالطاقة.” وبالتالي، ينبغي أن يقدم للفرس قش ذا نوعية جيدة (حرية الاختيار) ومركزات غذائية (يقدم إليها حوالي 0.5-1.5٪ من وزن جسمها، وأكثر من ذلك عند الرضاعة المبكرة، للحفاظ على وزن الجسم وحالته).
ويؤكد ستانيار أنه: “ينبغي إيلاء عناية خاصة لسلوك المهر الرضيع،”. وأضاف قائلا:”هذا مؤشر مهم للصحة والحالة الصحية العامة للمهر. وخلال الأيام القليلة الأولى من الحياة يجب أن تشاهد مهرا يرضع عدة مرات في الساعة. وإذا أصبح ضرع الأم منفوخا أو يقطر حليبا، فإنه قد يكون مؤشرا على أن المهر لا يرضع، وهذا هو الوضع الذي يجب أن يثير انتباه أولئك الذين يعتنون بالمهر على الفور “.
إذا لم يكن المهر يقوم بالرضاعة، فهذا يمكن أن يشير إلى وجود حالة مثل متلازمة المهر المتوهم، فاتصل بالطبيب البيطري على الفور.
التغذية الإضافية
في الغالب، سوف يبدأ المهر في قضم المركزات الغذائية لأمه في غضون الأيام القليلة من حياته إذا ما أتيحت له فرصة الوصول إليها. لذلك ينصح وليامز ملاك الخيل بتوخي الحذر عند تقديم الأغذية الإضافية قائلا إن: “كثير من الناس لا يدركون أن الأمهار سوف تأكل غذاء أمها بالإضافة إلى غذائها.”
إن التغذية الإضافية ليست مهمة غذائيا حتى يبلغ المهر حوالي ثمانية أسابيع من العمر، وحينئذ يبدأ إنتاج حليب الفرس وجودته في الانخفاض. وفي هذا الوقت، لا يجد المهر احتياجاته الغذائية من خلال الرضاعة وحدها، ولذا يصبح تقديم التغذية الإضافية مهم على نحو متزايد. وعلاوة على ذلك، فقد أظهرت الدراسات أن الأمهار التي تتلقى تغذية إضافية تحصل على متوسط وزن يومي أعلى مما تحصل عليه الأمهار التي لا تتلقى تغذية إضافية وتمر كذلك بإجهاد فطام أقل.
احرص على توفير تغذية إضافية باستخدام علافات أغذية إضافية من النوع الذي يتيح وصول المهر إليها، وليس أمه. ويقول ستانيار: “أنا حقا أحب السيناريو حيث تعطى الأمهار فرصة تشارك فيها أمهاتها غذاءها أو تحصل على أغذية إضافية قبل الفطام”. ويضيف قائلا: “كما هو الحال مع أي تحول غذائي، فمن الأفضل أن يحدث هذا التحول تدريجيا، وأن تسمح التغذية الإضافية للمهر بأن ينتقل بنفسه إلى إتباع نظام غذائي مماثل لما سيتوفر له بعد الفطام.” كما سوف تبدأ الأمهار أيضا باستهلاك القش و/أو المراعي حسب توفرها، على الرغم من أنها سوف تستهلك مركزات غذائية أكثر من العلف خلال هذه الفترة.
ينبغي أن يقدم للمهر قبل بلوغه أربعة أشهر من العمر، 0.5-1 كغ من العلف لكل 100 كغ من وزن جسمه يوميا. يجب أن تصاغ المركزات الغذائية خصوصا للحصان في طور النمو، على الرغم من أن العديد من الشركات تنتج أعلافا للأفراس مناسبة على الخصوص للتغذية الإضافية. لا ينصح باستعمال الحبوب الكاملة لأنها تميل إلى أن تكون منخفضة في الكالسيوم والنحاس والعناصر الغذائية الهامة لنمو المهر وصحته. وينبغي أن تتضمن التغذية الإضافية حوالي 14-16٪ من البروتين الخام، و0،7-0،9٪ من الكالسيوم، و0،5-0،6٪ من الفوسفور، و50-90 جزء في المليون (جزء في المليون) من النحاس، 120-240 جزء في المليون من الزنك.
تغذية المهر الفطيم
عندما يتم فطام المهر تماما، ينبغي تزويده بعشب ذي نوعية جيدة وفقا لاختياره أو عشب وماء مخلوطين بقش وبقول ، ومقدار محدد من المركزات الغذائية. وينبغي أن تقدم المركزات الغذائية بمعدل حوالي 1-1.5٪ من وزن جسم المهر. ومرة أخرى، يجب أن تصاغ المركزات الغذائية المقدمة لتناسب الخيول في طور النمو. ويجب أن تحتوي على حوالي 14-16٪ من البروتين الخام ، و 0.8٪ من الكالسيوم، و0.5٪من الفوسفور، و50-80 جزء في المليون من النحاس، و100-200 جزء في المليون من الزنك.
يحذر ستانيار قائلا: ” من المعروف أن معدل نمو الأمهار المفطومة ينخفض بشكل كبير خلال أول شتاء لها”. ويضيف: “وهذا يؤدي إلى النمو التعويضي السريع في فترة لاحقة في الربيع التالي، وإذا ضمن نمو كاف في المقام الأول (عن طريق التغذية السليمة)، لن تكون هناك حاجة للخضوع لنمو تعويضي في وقت لاحق.”
اعتبارات أخرى
وثمة عنصر رئيسي في إدارة تغذية الخيول في طور النمو هو رصد معدلات نموها. والعديد من شركات التغذية ترسل ممثلا لها إلى منشأتك لوزن مهرك (أو أمهارك) (مستخدما مقياس محمول)، ولكن قياس الارتفاع مفيد أيضا. يضع البعض في الحسبان محيط الصدر وطول الجسم، بالإضافة إلى طول ومحيط الأجواء الأمامية، ولكن المعادلة البسيطة تكون باستخدام شريط قياس الوزن هي: الوزن (كلغ) = محيط الصدر (متر) 3 × 90. وقم أيضا برصد حالة الجسم لضمان أن مهرك لم يصبح بدينا للغاية أو نحيفا للغاية.
إن متوسط الزيادة اليومية لحجم المهر يتباطأ كلما تقدم في العمر، لكن الحجم سيكون حوالي 0.84 كجم/ يوم لمهر عمره 4 أشهر (من المتوقع أن يكون وزن المهر الناضج 500 كجم، أو 1100 رطلا)، و0.72 كجم/يوم لمهر عمره 6 أشهر، و0.45 كجم/يوم لمهر عمره سنة. عرض ستانيار وطالبه المتخرج، أندريا جرايف، بيانات في اجتماعات الجمعية الأمريكية لعلم الحيوان في ولاية كولورادو في يوليو 2010. اكتشف عملهما في الخيول الأمريكية أن المهر الأصغر سنا قد ينمو بمعدل 0.25 سم في اليوم الواحد، في حين أن الفطيم قد ينمو بمعدل أبطأ، حوالي 0.05 سم في اليوم الواحد. وأن الحصان في طور النمو الذي يظهر طفرات نمو واسعة ويتخلف في النمو يكون أكثر عرضة للإصابة بأمراض العظام.
وثمة عامل مهم آخر يؤثر على الحصان في طور النمو هو ممارسة الرياضة. وبغض النظر عن حصته الغذائية، تجد أن الحصان الصغير في طور النمو الذي يخضع لممارسة الرياضة (حتى مجرد الممارسة الحرة في المراعي) تكون متانة عظامه أكبر من حصان يقتصر تواجده على حجيرته. في الواقع، تشير الأبحاث الأخيرة إلى أن الاختلافات في السماح بممارسة الرياضة للخيول تؤثر على التمثيل الغذائي في العظام لدرجة أكبر من تأثير الاختلافات في التغذية (نيلسن وسبونر، 2008، مقارنة فسيولوجيا الجهد البدني). ومع ذلك، فهذا لا يعني أن التغذية ليست مهمة. وكما ينصح ستانيار: ” إن الفارس الناجح هو الذي يطور برنامجا لإدارة خيوله في طور النمو التي تحصل على تغذية ممتازة بالإضافة إلى ممارسة برنامج رياضي مناسب.”
وكحال الاتجاهات الغذائية للخيول الناضجة، نجد أن الكثير من منتجات الأعلاف للخيول الصغيرة أصبحت متاحة، وهي تحتوي على الكثير من السعرات الحرارية من مصادر مثل الدهون والألياف، وليس من النشا. وقد صممت هذه الصيغ الغذائية للحد من مستوى تقلبات الجلوكوز والأنسولين، والتي قد تلعب دورا في تطوير الاضطرابات الأيضية أو الاضطرابات في العظام. ويقول ستانيار: “إن توفير الألياف بوصفها مصدر طاقة تتناسب كثيرا أيضا مع إستراتيجية التغذية الطبيعية للحصان”،.
وخلاصة القول، اعمل بشكل وثيق مع طبيبك البيطري وأخصائي تغذية الخيول لضمان أن مهرك ينمو بشكل مطرد وأنك تلبي احتياجاته الغذائية.