إعداد كلية علوم الزراعة والأغذية والبيئة في جامعة كنتاكي (الولايات المتحدة) | ترجمة (الأصالة)
أصبحت مورغان بايلز، وهي طالبة دكتوراه في قسم علوم الحيوان والغذاء في جامعة كنتاكي، مهتمة بتغذية الأفراس والأمهار عن طريق الصدفة.
قالت مورغان “عندما بدأت بحثي في كلية الدراسات العليا، كنت أفكر في أيهما أختار، البحث في تكاثر الخيول أم البحث في تغذية الخيول”. وأضافت قائلة: “عملت مع مجموعة الصحة الإنجابية في مركز غلوك لأبحاث الخيل بجامعة كنتاكي لفصل الصيف، بعد الانتهاء من دراستي الجامعية ومقابلتي للدكتورة لوري لورنس (دكتوراه، وأستاذ في قسم العلوم الحيوانية والغذائية في جامعة كنتاكي ) من خلال هذه الدراسة. كان ما يزال هناك مكان واحد شاغر لطالب خريج لبدء العمل في فصل الخريف، الأمر الذي ساعدني في اتخاذ قراري بدراسة تغذية الخيول”.
ركزت الدراسة على تأثير مصدر النشا على الأفراس والأمهار وبكتيريا المعى الخلفي للمهر (المِعَى الخلفي هو الجزء الخلفي (الذيلي) من القناة الهضمية في الجنين)، والتي أصبحت أطروحة دراسة بايلز.
اشتملت دراسة بايلز، التي كانت تحمل عنوان “تأثير النظام الغذائي للفرس الأم على بكتيريا برازية معينة في الأفراس وأمهارها،” على إلحاق الأفراس الحوامل من سلالة معينة بواحدة من مجموعتي التجارب المقارنة: تمت تغذية مجموعة واحدة على مركزات من الشوفان والمجموعة الأخرى على مركزات من نواتج وسطية من الذرة الشامية والقمح. اختار الفريق الشوفان والذرة الشامية مصدرين للنشا في مركزات العلف المصنع لأن الشوفان يعتبر الأكثر سهولة للهضم لدى الحصان، في حين أن الذرة الشامية والقمح نواتج وسطية أقل قليلا سهولة للهضم. ومن شأن هذه الاختلافات في درجة سهولة الهضم المساعدة في توضيح ما إذا كان لدى هذه المصادر المختلفة من النشا في مركزات العلف المصنع تأثيرات مختلفة على البكتيريا في الجهاز الهضمي. وكانت هناك أيضا دراسات سابقة أجريت في مختبر لوري لورنس قد أشارت إلى أن مصادر النشا لها آثار تفضلية على مجتمع البكتيريا في المِعَى الخلفي للحصان. من ثم جمعت بايلز ولوري لورنس وزملاؤهم عينات البراز وأجروا تقييما لمجتمع الميكروبات المِعَى الخلفي للأفراس “في أواخر الحمل، ومباشرة بعد ولادة الأمهار، وبعد ولادة الأمهار. كما فحص فريق البحث ميكروبات الأمهار “بعد الولادة.
وقالت بايلز إنه على الرغم من أنه لم تقع مشكلات كبيرة أثناء الدراسة، إلا أن عددا قليلا من الأشياء جعلت جمع البيانات اللازمة أصعب قليلا. كان التحدي الأول، كما قالت بايلز، هو التنبؤ بالوقت الذي تلد فيه الأفراس، لأن واحدا من العينات التي أرادوا جمعها كانت عينة ما قبل الولادة وكانت على مقربة من الولادة.
وقالت: “كل فرس مختلفة عن غيرها، وتعمل وفقا لجدول زمني خاص بها، وبعض الأفراس قابلة للتنبؤ بمواعيد ولادتها لحد كبير جدا، كما في الحالات حيث نعلم أن الفرس سوف تلد قبل الموعد المحدد لها في كل مرة، والبعض الآخر يظهر إشارات قليلة قبل الولادة”.
وقالت بايلز أيضا إن مصدر الإزعاج الآخر الذي يثير الاستغراب كان هو انتظار عينات البراز من الأمهار.
وأضافت قائلة: “لقد وجدنا من خلال هذه الدراسة أن الأمهار لا تتبرز بشكل متكرر في الأيام القليلة الأولى بعد الولادة. لذلك قضينا الكثير من الوقت في الجلوس ننتظر الحصول على عينات من الأمهار”.
وضعت الدراسة العديد من الأشياء تحت الأضواء الكاشفة بالنسبة للمستعمرة الجرثومية في المعى الخلفية للمهر وتغذيته.
وأضافت قائلة: “إننا جمعنا العينات في غضون الـ24 ساعة الأولى بعد الولادة، وفوجئنا بكمية البكتيريا الموجودة بالفعل”.
وأما البكتيريا محللة السيللوز، التي تعتبر أساسية في المعى الخلفية للخيول الكبار، كانت في الواقع بطيئة التكاثر في دراسة بايلز.
والمفاجأة الأخرى، كما قالت بايلز، هي أنه لم تكن هناك فروق بين مجموعتي المقارنة من الأفراس، وإن كانت هناك بعض الاختلافات مع مرور الوقت.
قالت بايلز: “كان هناك انخفاض في البكتيريا محللة السيللوز والعصيات اللبنية بعد الولادة مباشرة، وكانت هناك الكثير من التغييرات في الأفراس حوالي زمن الولادة، وبالتالي، فإنه ليس من المستغرب أن نرى بعض التغييرات في البكتيريا في تلك الفترة الزمنية.”
ومع ذلك، كانت هناك اختلافات في المقارنة بين الأمهار، الأمر الذي ساعد على فتح مجالات جديدة للدراسة في مجال تغذية الخيول.
وأضافت قائلة: ” لم نر اختلافات في المقارنة بين بكتيريا الأمهار، وتحديدا في الأيام القليلة الأولى بعد الولادة، وهذا أمر مثير للاهتمام لأن الأمهار عادة لا تستهلك علفا صلبا كثيرا في ذلك الوقت. ومن هذه النتائج، يتحول انتباهنا إلى تكوين الحليب”.
إن مصدر التغذية الرئيسي للمهر هو الحليب خلال الأيام القليلة الأولى من حياته. ونظرا للتغيرات المبكرة في بكتيريا المعى الخلفية للمهر التي لاحظتها بايلز وغذاء الأمهار في هذا الوقت، فإنها تعتقد أن تركيبة الحليب يمكن أن تلعب دورا حيويا في الاستعمار الجرثومي، وهو اكتشاف مهم ساعدت الدراسة على إثباته.
وقد تساعد الدراسة أيضا في فهم التطور الطبيعي للميكروبات في الحصان، منذ الولادة وحتى الكبر، والتي يمكن أن تساعد في تصحيح مشاكل، مثل انتشار مسببات الأمراض، عندما تنشأ، وفقا لما ذهبت إليه بايلز.
والإسهال عند الأمهار هو أيضا قضية، رغم إنه عادة لا يهدد الحياة، إلا أنه يمكن أن يسبب خسائر اقتصادية فادحة. وقالت بايلز إن استعمار المعى الخلفية بالبكتيريا الطبيعية يمكن أن يساعد في حدوث هذه المشكلة.
ووفقا لبايلز، ففي ذات الوقت، تكون الأفراس بعد الولادة أكثر عرضة لخطر الإصابة بالمغص، وأن الحصول على فهم أفضل للتغيرات في الميكروبات حوالي فترة الولادة يمكن أن يساعد في حل هذه المشكلة أيضا. هذه الدراسة تساعد على وضع الأبحاث على الطريق الصحيح للحصول على معلومات أكثر حول هذا المجال.
وقالت: “هناك القليل جدا من البحوث التي تستقصي حول التغييرات في الميكروبات في الجهاز الهضمي للأفراس في فترة الولادة. ولكن التغييرات في البكتيريا ارتبطت بالعديد من الآثار الصحية السلبية، مثل التهاب الصفيحة والمغص. ولذلك، فإن فهم ما تقوم به الميكروبات في هذا الوقت (ما بعد الولادة) ووضع استراتيجيات لمنع الاضطرابات قد توفر بعض الفوائد الصحية للفرس بعد الولادة “.
وقالت بايلز إن نمو الأمهار هو بالتأكيد “موضوع ساخن” في صناعة أبحاث الخيل، وبالفعل فقد فتحت دراستها الأبواب أمام إمكانيات جديدة للبحث في النظام الغذائي للأفراس والأمهار.