بقلم سيندي الرايخ | ترجمة (الأصالة)
لقد اقترب شهر أبريل، وكذلك حلت ولادة العديد من المهور. وهو أيضاً شهر مليء بالنشاط في حظيرة الإنتاج، لأن تلك الأفراس التي لم تسلط عليها الأضواء قد بدأت الدخول في طور الشبق المنتظم أكثر فأكثر. هل أنت مستعد؟ هل أعددت العدة جيدا لولادة فرسك؟ هل فعلت كل ما تستطيع مع فرسك المعدة للتشبية لتوفير أفضل الفرص للحمل؟.
التكاثر عمل يحتاج إلى عمالة أكثر بكثير مما كان عليه الحال في الماضي. كنا في الماضي ندخل الفحل على الأفراس في وقت مبكر من الموسم ونخرجه في نهاية الصيف. وكانت الخيول تعيش في البرية وأجسامها يكسوها الصوف الكثيف ولكنها كانت بصحة جيدة للغاية. ومع ذلك؛ فقد فرض التقدم المحافظة على خيولنا بطريقة مختلفة، ومع التقدم يأتي المزيد من العمل والاهتمام بالتفاصيل.
قد يكون الوقت مناسباً لاستعراض بعضاً من أهم الأشياء الجديرة بالنظر في هذا الوقت من السنة والتي تتعلق بثلاثة أنواع من الخيول؛ هى الفحول والأفراس المعدة للتشبية والأفراس المرضعة .
الفحول:
إذا كنت تربي فحلاً فماذا فعلت لتجهزه لموسم الإنتاج؟
- البيئة: هل يتمكن الفحل الذي تربيه من رؤية أفراساً أخرى أو أي من الخيول الأخرى أو أنه يعيش في عزلة؟الفحول حيوانات تعيش في قطيع والعزلة تجهدها عقلياً. تأوي بعض مزارع الإنتاج جميع الفحول معاً في حظائر معدة للفحول التي تخرج إلى منطقة مجاورة للإسطبلات المعدة للفحول. وقد ثبت من خلال البحوث أن الفحول الموجودة في حظائر الفحول فقط يمكن أن تكون أقل خصوبة من الفحول التي تتواجد مع أفراس! فهل الفحل في بيئة مسورة آمنة؟ حتى الفحل الذي يسلك سلوكاً أفضل سوف يجد صعوبة في مقاومة محاولة تخطي السور إذا كانت بالقرب من السور فرس في طور الشبق. وسوف يخبركم الفحل عن مقدار مستوى راحته في المنطقة المجاورة للإسطبل بهذا السلوك. فإذا كان الفحل يعمل باستمرار على تسور الإسطبل أو تتم إثارته في المنطقة المجاورة للإسطبل على الدوام، فينبغي النظر في خيارات أخرى لإخراجه من الإسطبل. عليك أن تتجنب حبس الفحول بعيداً في إسطبل أو عزلهم من الخيول الأخرى.
- التمرين: هل يخرج الفحل يوميا؟وهل يعمل بأي شكل من إشكال العمل؟ إذا قام الفحل بالتشبية بطريقة مكثفة، فسوف يحتاج إلى أن يكون في حالة بدنية جيدة. إن التمارين اليومية تحافظ على لياقة الفحل وسعادته، موجهاً طاقته إلى العمل واللعب بحيث عندما يحين وقت التشبية؛ فلن تكون للفحل طاقة مكبوتة قد يعبر عنها بطريقة سلبية عند ترويضه. إن الفحول كائنات مرحة ومفعمة بالحيوية ويتم التوجيه الأفضل لطاقاتها في اتجاه إيجابي.
- التدريب والترويض: هل يتصرف الفحل بشكل جيد ومحترم تجاه مروضه في حالة التشبية اليدوية؟ وهل له طريقة مختلفة للتشبية وأداء مهامه/ التدريب/الركوب؟ وهل يعرف وقت التشبية والوقت الذي لا تتم فيه التشبية؟ هل لديه منطقة مخصصة للتشبية أو التجمع؟
- الحالة الإنجابية: هل أجري فحص الحالة الإنجابية على الفحل في وقت مبكر من موسم الإنتاج؟ وهل أجري تقييم للسائل المنوي للفحل واستنباته؟ فلن يعجبك أن تكتشف أن الفحل الذي تربيه يعاني إما من ضعف في جودة السائل المنوي أو يحمل أمراضاً بعد التشبية السابقة.وهل تم جمع الفحل في وقت مبكر من السنة أو قبل موسم الإنتاج للتخلص من احتياطيات السائل المنوي المخزنة؟ إذا كان قد تم تزاوجه من قبل، فما هي نوعية سائله المنوي مقارنة بالعام الماضي؟ وينبغي أن تكون كل هذه المعلومات في متناول اليد من أجل اتخاذ قرارات واثقة للإنتاج للسنة القادمة. وإذا لم يتم تبريد السائل المنوي وشحنه من قبل، أو لم يتم الإنتاج بسائل منوي مجمد وأن هناك خطط لاستخدام هذه الأساليب، فيجب أن يخضع سائله المنوي لفحص قبل وصول الأفراس للتشبية أو وصول شحنة من السائل المنوي .
- الصحة: هل الفحل بصحة جيدة؟هل يتم تجديد تلقيحه والتخلص من ديدانه؟ فمن الأفضل القيام بهذه اللقاحات والتخلص من الديدان قبل أن يبدأ موسم الإنتاج. وإذا كان للفحل رد فعل سلبي تجاه لقاح أو أدوية أخرى، فينبغي أن لا يحدث ذلك في منتصف موسم الإنتاج.
- السجلات: هل لديك جميع النماذج اللازمة لتوثيق عملك؟هل شهادات السائل المنوي متوفرة؟ وكذلك العقود؟ إذا كنت تقوم بشحن السائل المنوي من الفحل الذي تربيه، فمن المهم توفير وثائق لجمعه، وعدد الخلايا المنوية في العينة، وحركيته، …الخ. واحتفظ بسجلات عن تلقيح الفحل وجدول زمني للتخلص من الديدان. واحتفظ أيضاً بسجلات لجميع عمليات جمع السائل المنوي، وتقييماتها، الخ.
الأفراس المعدة للتشبية:
- حالة طور الشبق: سوف يتم توفير الوقت والمال إذا كنت تستطيع متابعة وتوثيق حالة طور الشبق للفرس التي تربيها قبل تشبيتها. ويكون استخدام فحل مهيج مفيداً جداً لتحديد وقت بلوغ الفرس طور الشبق. والبديل لذلك هو الاهتمام بالتفاصيل ومراقبة التغييرات على السلوك التي قد تشير إلى أن الفرس في طور الشبق. ومجرد وجود طبيب بيطري للقيام بمسح عشوائي لتحديد حالة الفرس ليست هي الاستخدام الأكثر فعالية للوقت والمال.وإذا لم تسلط الأضواء على الفرس فمن المرجح أن لا يكون بلوغها طور الشبق متناسقاً في وقت مبكر من الموسم.
- السجلات: كلما استكملت سجلات انتاج الفرس يكون من الأسهل بالنسبة للأطباء البيطريين، ومديري الانتاج، ومديري الفحل، وغيرهم؛القيام بعملهم. كما ينبغي الاحتفاظ بسجلات لطور الشبق وحجم المسام وعنق الرحم والرحم والمبيض للفرس …الخ. وينبغي أيضاً الاحتفاظ بسجلات كاملة عن حالة الفرس الصحية واللقاحات والتخلص من الديدان والعلاجات التي خضع لها، وغير ذلك.
وإذا كان يتم تشبية الفرس للأجنة أو نقل البويضة، فينبغي عندها حفظ وترتيب الشهادات والأوراق الخاصة بذلك. وإذا سيتم نقل الفرس إلى مركز انتاج أو مزرعة نائية، فينبغي أن يكون لها شهادة صحية وتفتيش العلامة التجارية (إذا كانت الدولة أو الجهة المرسل إليها تطلب ذلك) وينبغي كذلك أن يكون لجميع الأفراس نسخ من أوراق النسب والتسجيل في سجلاتها، كما ينبغي أيضاً أن تجدد عقود الانتاج وإدراجها في ملف.
- الحالة الإنجابية: إذا كانت الفرس متاحة، فإن فحص الحالة الإنجابية في بداية موسم الانتاج قد يوفر الوقت والمال. وإذا كانت الفرس تعاني من مشاكل مثل تراكم السوائل في الرحم والإلتهابات والخراجات أو غيرها من المشاكل، فيمكن وضع علامة عليها قبل إنفاق المال بعد أن يتم تشبيتها وإبقاءها متاحة.وإذا كانت الفرس لم يتم تشبيتها، فهل هي سهلة الترويض؟ وهل كانت في أي وقت مضى في مجموعة من الخيول؟ إن تهيئة الأفراس قبل التشبية ليتم ترويضها عن طريق التأكد من أنها يمكن أن تدخل مكانا ضيقاً، أو تقف فيه، أو تربط عنده، سوف يقطع ذلك شوطاً كبيراً لجعل العمل معها أكثر أمناً وأكثر نجاحاً. إن العمل عند جميع أعضائها الخلفية، ورفع الذيل، وما إلى ذلك لكي تعتاد على الترويض سيؤتي ثماره عندما يحين وقت تشبيتها.
ينبغي أن تخضع الأفراس صعبة المراس إلى فحص كامل لحالتها الإنجابية قبل موسم الانتاج بحيث يمكن وضع برنامج خاص لها. وكلما بدأ ذلك مبكراً في الأفراس صعبة المراس كان من الأرجح تحقيق الحمل خلال موسم الانتاج.
- الحالة الصحية: ينبغي أن تبدأ الأفراس سنة الانتاج بحالة صحية جيدة قدر الإمكان. وينبغي أن تكون الأفراس المعدة الانتاج في حالة بدنية جيدة، بمعنى أن لا تكون سمينة جداً أو نحيلة جداً. وينبغي أن تجدد اللقاحات والتخلص من الديدان قبل تشبية الفرس.وكذلك إبقاء مستويات التوتر إلى أدنى حد. وإذا كان يتم نقل الفرس إلى مرفق للتشبية، فيجب التأكد من وصولها قبل أسبوع أو اثنين من الوقت المتوقع لتشبيتها، حتى يمكنها أن تتعافي من إجهاد النقل والتأقلم مع الوضع المعيشي المختلف.إذا كان يتم تشبية فرس داخل المزرعة، فيجب إبقاء مستويات التوتر إلى أدنى حد في حالة الشحن في مجموعات أو مزالق. وهذا هو المكان حيث ينجح الترويض المسبق. في حين أن استخدام المهدئات شائع إلى حد كبير في المزارع، فإن حسن الترويض والتدريب المسبق يفضل دائماً على اللجوء إلى التخدير لإجراءات الانتاج الثانوية. ومع ذلك؛ فإن الدخول في معركة مع الفرس أو تهييجها أمر مضر جداً وأكثر خطورة من إستخدام التخدير. وينبغي إشراك طبيب بيطري دائماً عند النظر في استخدام التخدير. وكلما قضت الفرس وقتاً أكثر في الخارج في بيئة مريحة كانت أكثر سعادة وأكثر تجنباً للتوتر. فالأفراس التي تحبس في الأكشاك يستبد بها القلق والتوتر فتنتج المزيد من هرمون الكورتيزول الذي يؤثر على كيفية سرعة وسهولة حصول الحمل. وإذا وجب حبس الفرس، فإن التمرين يساعدها على القضاء على التوتر وتبديد طاقة الملل التي لا تهدأ، وكذلك يساعدها على المحافظة على شكل أفضل. فالأفراس ذات اللياقة يكون حصولها على الحمل أسهل من الأفراس السمينة.
الأفراس المرضعة:
- عملية كاسليك: تأكد دائماً إذا ما كانت الفرس تعاني من عملية كاسليك (هي عبارة عن عملية جراحية لتصحيح الانحراف الفرجي في الأفراس للحالات المصابة باسترواح المهبل)، وذلك قبل الولادة، بغض النظر عن السجلات إذا لم تكن الفرس من أملاكك. وتختلف الآراء حول موعد فتحعملية الكاسليك قبل الولادة، لذا تشاور مع الطبيب البيطري لتحديد متى يتم الفتح، ولكن في الحد الأدنى يجب أن يتم الفتح قبل أسبوع من الولادة.
- اللقاحات والوضع الصحي: إن تلقيح الفرس قبل شهر واحد من الولادة والتخلص من الديدان في ذلك الوقت ضمان أن اللبأ سيحتوي على أكبر قدر من الغلوبولين المناعي لحماية الوضع المناعي للمهر الوليد.
وبطريقة مثالية؛ كانت الفرس تتغذى على حمية زائدة البروتين خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل مضافاً إليها فيتامينات متوازنة ومكملات معدنية متوازنة لضمان توفر جميع ميزات النمو للمهر.
- الترويض: تأكد من ترويض الفرس حتى تقبل الناس من حولها. روضها وقم بتدليك منطقة الضرع بلطف قبل الولادة، وخاصة إذا كانت فرساً لم تلد من قبل حتى تعتاد على اللمس في هذه المنطقة قبل ولادة المهر. وإذا كانت ستلد في منطقة غير التي تعيش فيها؛ تأكد من أنها سوف تتعود على تلك المنطقة وترتاح لها قبل الولادة.
- كالسيوم الحليب: إن إجراء اختبارات كالسيوم الحليب على الحليب قبل الولادة يمكن أن يساعد على تحديد وقت ولادة المهر، مما يوفر الكثير من الوقت والنوم! ومع ذلك؛ فإن اختبارات كالسيوم الحليب ليست دقيقة بنسبة 100٪، ولكن هي أداة مفيدة للتنبؤ بوقت اقتراب الفرس من الولادة. كما إنه يجعل الفرس تعتاد على ترويض ضرعها، مما يجعلها أقل عرضة للمشاكل مع المهر الرضيع.
- اللبأ: هذا “الحليب الأول” ضروري للمهر الوليد ويتمكن المهر من امتصاص الغلوبولين المناعي في الـ 24 ساعة الأولى من حياته. وكلما أسرع المهر في الرضاعة، كان ذلك أفضل. قم بإجراء اختبار الحليب لجودة الغلوبولين المناعي. إذ تتوفر الاختبارات الميدانية أو يمكنك أن تجعل الطبيب البيطري يجري اختبار اللبأ في أقرب وقت من ولادة المهر. وخطط للمستقبل واعرف إذا ما كان لكليتك البيطرية أو عيادة الخيول المحلية بنك للبأ.
في حال عدم كفاية اللبأ عند فرسك، أو أنها لا تنتج لبأً، فيجب أن تعرف أين تجد بعضاً منه. لا تنتظر حتى ولادة المهر فتذهب للبحث عنه، لأنه لديك 24 ساعة فقط لإعطاء اللبأ للمهر.
- اختبار الغلوبولين المناعي ج: يجب إخضاع المهر لاختبار الغلوبولين المناعي ج خلال 12 ساعة من عمره لتحديد ما إذا كان قد تحصل على مناعة كافية من لبأ الفرس. وإذا لم يفعل ذلك، يمكنك أن تعطيه البلازما عن طريق الفم إلى أن يبلغ الـ24 ساعة من العمر. وبعد ذلك؛ فإن أي بلازما تعطى له لتعزيز الوضع المناعي يجب أن تكون عن طريق الوريد. قم بمناقشة الطبيب البيطري حول فحص المهر وقم بوضع خطة لذلك قبل ولادة المهر.
- قاعدة 1-2-3: وبمجرد أن تلد فرسك، فإن قاعدة 1-2-3 هي مبدأ توجيهي جيد (ولكنه فقط توجيهي) للمتابعة للتأكد من أن الفرس ومهرها قد وصلا إلى المعالم البارزة لصحتهما بعد الولادة. ويجب أن يقف المهر في غضون ساعة واحدة، وأن يرضع في غضون ساعتين، وينبغي أن تخرج الفرس المشيمة في غضون ثلاث ساعات.
لقد حل أبريل، والطقس ربيعي. تمد المهور أرجلها في الشمس الباهتة، ولكنها الشمس على أي حال، وعشاق الخيول العربية من مختلف أنحاء العالم سوف يتجمعون في لاس فيغاس لنهائيات كأس العالم لمربيي الخيول العربية.