وصفت العرب خيلها بأجمل الكلمات، وأبلغ العبارات. ولصفات الخيل المرغوبة حظ كبير في تراث العرب، يطول الحديث عنه، أوردته كثير من المراجع. نختار منه أيسره وأخفه على القارئ الذي يبتغي الجمال أينما حل. حبذا لو كان من خلال هذه الكائنات الرائعة..
لعل من أبلغ أوصاف الاستحسان في الخيل ما جمعه عبد الله بن محمد الكلبي الغرناطي في كتابه (الخيل). حيث قال: يجمع أوصاف الاستحسان في الفرس أن يكون مجتمع الخلق، متناسب الأعضاء صغير الرأس باعتدال، طويل العنق غليظ اللبة (اللبة أوسط الصدر) رقيق المذبح، رقيق الأذنين طويلهما، قائمهما مع شدتهما ولطف طيهما كأنهما ورق الريحان أو أطراف الأقلام. طويل الخدين أملسهما رقيقهما، معتدل شعر الناصية، ضيق القذال (وهو موضع مقعد العذارة فوق الناصية) واسع الجبهة، أكحل العينين، بارز الحقة، حاد النظر، واسع المنخرين، أسود داخلهما، مستطيل مشق الشدقين، مستدير الشفتين رقيقهما، وتكون الشفة العليا إلى الطول قليلا. رقيق الأسنان مرصوصهما، طويل اللسان أحمر اللهاة (هي أقصى الفم) واسع الصدر، عظيم اللبب (اللبب وسط الصدر) ممتلئ القصرة (القصرة هي أصل العنق) لين العنق طويله. عالي الحارك (الحارك أعلى الكاهل) قصير الظهر مستويه، عظيم الجنبين والجوف، منطوي الكشح، سائل الأضلاع.
وما زلنا مع الغرناطي الذي زاد إلى أوصاف الاستحسان: مستو الخاصرتين رحيب الجوف، مقبب البطن، مشرف القطاة، مدور الكفل، قصير العسيب (أي أصل الذنب)، تام الذيل باعتدال، غليظ الفخذين مستديرهما، غليظ عظم الساقين، مستو الركبتين، لطيف الوظيف (هو ما فوق الرسغ إلى الركبة) قصير الأرساغ، يابس العصب، مدور الكعبين، محدود العرقوبين، أسود الحوافر، أو أخصرهما. مدور الكعبين، ملتصق السنبك بالأرض (السنبك طرف الحافر)، مرتفع النسور صليبهما، (النسر لحمة يابسة في الحافر)، لين الشعر، لين الشكير.
وأن يكون مع ذلك كله ذكي القلب، نشيطا عند الركوب والحركة، متذللا إذا مشى، ينظر إلى الأرض بعينه مع ارتفاع رأسه. فإذا اجتمعت في فرس هذه الأوصاف أو أكثرها؛ لم تخب الفراسة فيه عند الاختبار.