مع قيام تنظيم داعش الإرهابي بتهريب ثروات العراق وسوريا من الآثار والنفط والأموال والمعادن إلى الدول المجاورة وغيرها، فإنه لم يفته نهب معلم هام من معالم الهوية والتراث النادر وهو الخيول.
فقد قالت مصادر عراقية إن تنظيم داعش نقل خيولا عربية أصيلة مسروقة من مدينة الموصل في شمال العراق إلى المطيبيجة على الحدود بين محافظتي صلاح الدين وديالي بوسط البلاد
وقال مصدر من ديالي في حديث لموقع “السومرية نيوز” نشرته الجمعة إن “تنظيم داعش نقل خيولا أصيلة من الحويجة جنوب غربي كركوك عبر مسارات متعرجة صوب حوض المطيبيجة على الحدود بين ديالى وصلاح الدين”.
وأضاف المصدر، أن “الخيول سرقت من إسطبلات داخل الموصل من قبل تنظيم داعش قبل أن يقوم بنقلها إلى الحويجة”.
أما عن كيفية نقل الخيول إلى المطيبيجة على الحدود بين محافظتي صلاح الدين وديالي رغم بعد المسافة ودون أن يقع المهربون في يد قوات الأمن أو تلاحظهم طائرات قوات التحالف الدولي ضد داعش فقد قال المصدر إن “نقل الخيول الى المطيبيجة ما يزال غامضا حتى الآن”.
كما أن وجهة هذه الخيول كذلك غامضة.
ويزداد الغموض في وصول الخيول النادرة إلى المطيبيجة بالذات ونسب ذلك إلى داعش، عند العلم بأن مليشيا الحشد الشعبي الطائفية الموالية لإيران كانت أعلنت في 2016 أنها “حررت” البلدة من تنظيم داعش بالكامل؛ ما يعني صعوبة وصول عناصر من داعش مرة أخرى إليها، وخاصة وهم بصحبة خيول يصعب إخفاؤها، إلا إذا كانت تلك العناصر تنسق مع عناصر نافذة في البلدة أو مع الحشد الشعبي لتتحرك بسهولة.
وتقع محافظة ديالي التي وصلت إليها الخيول على الحدود مع إيران مباشرة.
وسبق أن تباهى تنظيم داعش باستيلائه على مناطق تربية الخيول في مدينة الموصل التي اجتاحها واستولى عليها بسهولة وسرعة مثيرين للتساؤل في 2014.
وتشتهر الموصل بتربية الخيول العربية الأصيلة، وكثير منها يجلب من خارج العراق، وتتولى هذا الأمر بشكل خاص عائلة النجيفي التي ينتسب إليها الرئيس السابق لمجلس النواب (البرلمان) أسامة النجيفي ومحافظ نينوى التي تقع بها الموصل أثيل النجيفي.
ونشرت تقارير إعلامية أن عصابات داعش تفاوضت مع عائلة النجيفي لتسليمها هذه الخيول مقابل مبالغ مالية طائلة، ولكن من غير الواضح إلما وصلت تلك المفاوضات.
ونشر ما يسمى بالمكتب الإعلامي لولاية نينوى التابع لداعش صورا يتباهى فيها بالسيطرة على الخيول في ريف الموصل عام 2016.
ووجهت اتهامات لداعش بأن بعض هذه الخيول قام بتهريبها إلى تركيا القريبة من الموصل.
وسبق أن تم اتهام تنظيمات إرهابية بنقل ثروات أخرى من العراق وسوريا إلى تركيا، وأشهرها النفط.
وتعد السيطرة على مزارع الخيول من الأشياء الأساسية في سياسة داعش للاستيلاء على ثروات أي منطقة يحتلها.
فقد نهب عدة خيول من مزرعة في قضاء الشرقاط شمال تكريت بشمال العراق تحت تهديد السلاح عام 2015، وقام ببيعها بمبالغ كبيرة لسماسرة أجانب.
ونهب ثروة العراق من الخيول ليست مستجدة مع داعش، ولكن سبق وأن قامت بها عصابات أخرى عقب الاحتلال الأمريكي للعراق 2003؛ حيث اقتحمت عصابات اصطبلات تابعة للرئاسة العراقية، من بينها مزرعة العامرية ببغداد وهربت الكثير من الخيول النادرة إلى الخارج.
وفي سوريا كذلك استولى تنظيم داعش على مزارع للخيول في دير الزور والرقة.
وقد نشر مناصرون لتنظيم الدولة صوراً لصدام الجمل أحد قادة التنظيم في ديرالزور والمنشق عن هيئة الأركان التي كان قائداً للمنطقة الشرقية فيها وهو يركب أحد الخيول العربية الأصيلة في ريف البوكمال شرق ديرالزور .