من المعروف أن الحيوانات تتواصل مع بعضها البعض عن طريق إصدار الأصوات، كصهيل الخيول، ونقيق الضفادع، وصياح الديكة وغيرها. لكن؛ هل هنالك وظيفة أخرى لهذه الأصوات سوى التواصل؟. ورد سؤال بموقع (الإسلام سؤال وجواب) مفاده: هل الحيوانات تسبح الله؟ فكان الجواب:
يقول الله عز وجل :(تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالْأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لَا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا ) الإسراء / 44
ويقول عز وجل : ( أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُسَبِّحُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالطَّيْرُ صَافَّاتٍ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْبِيحَهُ ) النور / 41.
ويقول سبحانه وتعالى: ( سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ) الحديد / 1 .
ويقول سبحانه وتعالى: ( يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) الجمعة / 1.
فأفاد ظاهر هذه الآيات العموم في أن كل ما دونه سبحانه من خلقه يسبح بحمده، لا يخرج عن هذا العموم شيء، ولكن كل مخلوق له تسبيح يخصه ويناسبه. وعلى ذلك عامة أهل السنة، وقد تواردت نصوصهم على إثبات ذلك:
قال عكرمة: لا يَعِيبنّ أحدكم دابته ولا ثوبه، فإن كل شيء يسبح بحمده .
“تفسير الطبري” (17 / 455(
وقال النخعي وغيره: هو عام فيما فيه روح، وفيما لا روح فيه، حتى صرير الباب
“الجامع لأحكام القرآن” (10 / 268(
قال ابن كثير رحمه الله :
وقول الله تبارك وتعالى: ( وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلا يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ ) أي: وما من شيء من المخلوقات إلا يسبح بحمد الله ( وَلَكِنْ لا تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ ) أي: لا تفقهون تسبيحهم أيها الناس؛ لأنها بخلاف لغتكم. وهذا عام في الحيوانات والنبات والجماد، وهذا أشهر القولين، كما ثبت في صحيح البخاري، عن ابن مسعود أنه قال: كنا نسمع تسبيح الطعام وهو يُؤكل .
“تفسير ابن كثير” (5 / 79) ، وينظر: ” تفسير ابن كثير” (6 / 72)
وقال البغوي رحمه الله :
“ومذهب أهل السنة والجماعة أن لله تعالى علما في الجمادات وسائر الحيوانات سوى العقل، لا يقف عليه غيره، فلها صلاة وتسبيح وخشية كما قال جل ذكره: ( وإن من شيء إلا يسبح بحمده ) وقال: ( والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه ) وقال: ( ألم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر ) الآية، فيجب على المؤمن الإيمان به ويكل علمه إلى الله سبحانه وتعالى.
“تفسير البغوي” (1 / 111(
وقال القرطبي رحمه الله :
” ذلك تسبيح مقال على الصحيح من الأقوال” .
“الجامع لأحكام القرآن” (15 / 159) وينظر أيضا : (10 / 266-268)
وينظر أيضا : ” مجموع فتاوى ابن باز” (24 / 292)
والله أعلم .