تعددت الأحاديث التي عقد فيها الخير في نواصي هذه الكرام، وقد وثقنا لبعضها. وحديثنا اليوم فيه زيادة طيبة؛ فقد مست يد أفضل الخلق، جسد أو شعر مخلوق من أنفع المخلوقات.. فكان هذا دليل على بركة الخيل، وجمالها. والحث على اقتنائها ومصاحبتها.. فقد قال الصحابي الجليل جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه: رأيتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يلوي ناصيةَ فرسٍ بإصبعِه ، وهو يقول: (الخيلُ معقودٌ بنواصيها الخيرُ إلى يومِ القيامةِ : الأجرُ والغنيمةُ).
يَحكِي جَرِيرُ رضِي اللهُ عنه أنَّه رَأَى رسولَ الله صلَّى الله عليه وسلَّم “يَلْوِي” أي: يُدِيرُ ويَفتِلُ “نَاصِيَةَ” فَرَسٍ بإِصْبَعِهِ، أي: الشَّعْرَ المُستَرْسِلُ على الجَبْهَةِ – وهو من علامات الجمال – وهو يقول: الخَيْلُ مَعقُودٌ بِنَواصِيها (أي: في نَوَاصِيها) الخَيْرُ، أي: مُلازِمٌ لها كأنَّه مَعقُودٌ فيها، وهو الأَجْرُ والغَنِيمَةُ؛ إلى يومِ القيامةِ، أي: إلى قُربِه.
في الحديثِ: الترغيبُ في اتِّخاذِ الخَيْلِ للجِهادِ.
وفيه: خِدْمَةُ الرجلِ فَرَسَه المُعَدَّة للجِهادِ.
وفيه: أنَّ الجِهادَ لا يَنقطِع أبدًا.
وفيه: فضلُ الخَيْلِ.
وفيه: إخبارُ النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم بالمُغَيَّباتِ.
قال شاعر عربي:
وقلتُ لقومي أكرِموا الخيل إنني … أرى الخيل قد ضَمَّت إلينا الأقاصيا
وقال أحد الرحالة الغربيين:
سيظل الجواد العربي إلى الأبد أكرم الخيول وأعرقها نسبا.