يشبه لونه لون الذهب، لكنه أغلى من الذهب!، هكذا هي الخيل عند العرب، لا تقدر بثمن، وتصان كالعيال ولا تضاع. قال كعب بن مالك شاعر النبي صى الله عليه وسلم وصاحبه: (خيول لا تضاع إذا أضيعت … خيول الناس في السنة الجماد).
أما لوننا الأصفر فأنواعه ستة: أصفر فاقع، وناصع، وأصدى، وأبيض، وأعفر، وأكلف، فالفاقع ما شاكلت صفرته الحمرة من شدة الاصفرار، وشعر عرفه وذنبه أسود حالك، ومن معرفته إلى ذنبه خط أسود، وأوظفته سود، وهذا أحسن ألوان الأصفر. والناصع ما كانت صفرته صافية وشعر عرفه وذنبه أسود حالكاً، والأصدى ما علت صفرته كدرة، والأبيض الذي تضرب صفرته إلى البياض، وشعر عرفه وذنبه أصهب، وهو أشر ألوان الصفر. والأعفر ما كانت صفرته كلون التراب. والأكلف ما كانت صفرته مشوبة بسواد ومن معرفته إلى ذنبه خط أسود، وأوظفته سود.
قال ابن سعيد المغربي:
وعسجدي اللون أعددته … لساعة تظلم أنوارها
كأنه من رهج شمعة … مصفرة كالتبر أنوارها
وقال علي بن موسى العنسي:
وأجرد تبري به أثرت الثرى … والفجر في خصر الظلام وشاح
له لون ذي عشق وحسن معشق … لذلك فيه ذلة ومراح
عجبت له وهو الأصيل بعرفه … ظلام وبين الناظرين صباح
يقيد طير اللحظ والوحش عندما … يطير به عند النجاح جناح
وقال:
أو أصفر قد زينته غرة … حتى بدا كالشمعة الصفراء
طيرٌ ولكن لا يهاض جناحه … ريحٌ ولكن لم تكن برخاء
وقال ابن المعتز:
ولقد وطئت الخيل يحملني … طرف كلون الصبح حين وفد
جماع أطراف الصوار … فما الأخرى عليه إذا جرى بأشد
يمشي فيعرض بالعنان كما … صدف المعشق ذو الدلال وشد
فكأنه موجٌ يذوب إذا … أطلقته فإذا حبست جمد
وقال أبو عبد الله بن زمرك:
لك الجياد إذا تجري سوابقها … فللرياح جياد ما تجاريها
إذا انبرت يوم سبق في أعنتها … ترى البروق طلاحاً لا تباريها
من أشهب قد بدا صبحاً تراع له … شهب السماء فإن الصبح يخفيها
أو أصفر بالعشيات ارتدى مرحاً … وعرفه بتمادي الليل ينبيها
مموه بنضار تاه من عجب … فليس يدعم تنويهاً ولا تيها
وقال إبراهيم الساحلي:
من أحمر كالورد أو من أصفر … كالتبر أو من أشهب كالعنبر
وبكل صهوة أجرد متغضب … إلاّ إذا ضحك السنان السمهري
وقد قيل إن العرب قديما كانت تكره من ألوان الخيل الأبلق بأنواعه والأبيض والأصفر والأشهب الذي تعلوه حمرة، وداخل جحافله ولهواته وخارج لحييه سواد، والأدهم الذي بداخل جحافله أو لهواته نقط بيض، وبداخل شدقيه نقط سود، وعلى خارج جحفلته نقط كحب السمسم، والصنابي المبقع، والرمادي اللون وما كان منها كلون الأسد والذئب، أو القرد أو الفيل.