يقول الكاتب ومحكم الخيل الأستاذ نضال خضر معيوف في كتابه (تحكيم الجواد العربي بين الأصالة والجمال): “بالرغم من أن كل ما جاء في مبادئ التحكيم المعاصر هو بالأساس موجود في كتب تراثنا العلمي؛ إلا أننا نعترف بأن العرب قد قصروا في ميدان التحكيم، كما قصروا وأخفقوا في استغلال الخيول العربية كثروة وطنية، وقد طبقت علينا أحكام ومفاهيم ومصطلحات، الكثير منها لا يتناسب مع تراثنا العربي، على الرغم من أن الحصان العربي هو حصاننا ونحن الذين صدرنا تراثه إلى العالم”. ويقول أيضا: ” أخذ الحكام الغربيون يحكمون الخيول العربية في مسابقات الجمال في مختلف بلاد العالم، ومنها البلاد العربية موطن الجواد العربي، ويتلقون موارد مالية جيدة لقاء أتعابهم”.
الأسطر أعلاه تبين أن العرب هم الأصل في علم التحكيم، لكنهم قصروا في علمهم. كما تبين بالعربي الفصيح أن الحكام الغربيون يأتون إلى بلادنا ويديرون مسابقات الجمال، وفوق ذلك يتحصلون على الأموال الكثيرة. ونحن نقول لنضال ولكل العرب: إن الحكام العرب قد تركوا التقصير وراء ظهورهم، فبطولة الإنتاج المحلي السادسة بمدينة الطائف بالمملكة العربية السعودية، خير شاهد على ذلك، فقد أدار جميع أشواطها حكام عرب ليس فيهم غربي واحد!..
إذن فبطولة الطائف أضحت نقطة تحول سُجلت في تاريخ الخيل العربية الأصيلة بمداد من ذهب، لأنها المرة الأولى التي تدار فيها بطولة رسمية بالسعودية من قبل فريق تحكيمي عربي خالص، وربما في كل العالم العربي، فيما عدا بعض البطولات غير الرسمية، في بعض الدول.
الارتياح الذي بدا واضحا على وجوه الملاك ببطولة الإنتاج المحلي بالطائف، ورضاهم عن النتائج؛ ليثبت أن الثقة قد وضعت في محلها، كما يثبت نجاحا منقطع النظير لحكام البطولة، فهنيئا لهم، وللعرب أجمعين بالعودة إلى الأصل، عبر بوابة بطولة الإنتاج المحلي السادسة، التي جاءت لتعيد للأذهان أمجاد العرب، كما جاءت لتوفر أموالا طائلة كانت ستذهب إلى أجنبي قد شكك في نزاهته في بطولات سابقات، شكك ربما يؤدي إلى فشل البطولة، فمن أهم العوامل التي تنجح البطولات هو التحكيم، وبطولة الإنتاج المحلي السادسة بالطائف 2017؛ قد نجحت، لأن عوامل النجاح قد توفرت.
شكراً للقائمين على تنظيم البطولة (مركز المسرة الدولي للفروسية) ولمركز الملك عبدالعزيز للخيل العربية الأصيلة على هذه اللفته الجميلة والقرار الصائب، كما نتمنى من جميع منظمي البطولات في المملكة وخارجها الإستمرار في منح الثقة للحكم العربي لقيادة المنافسات المقبلة.
نختم بدرر من الكلام؛ فقد قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، لعمر بن معد يكرب: كيف معرفتك بالخيل العراب يا عمرو؟ فقال عمرو: معرفة الإنسان بنفسه وأهله وولده.. وحكام بطولة الطائف عرفوا الخيل، فنجحوا..