كلنا، أو جل منا؛ يعرفون عبارة الروح الرياضية، بل ويتناصحون بها، ويذكرونها كثيرا جدا في مجالسهم. لكن؛ من منا يطبقها فعلا على أرض الواقع، في ساعة الهزيمة والخسران، فقلة قليلة جدا هم من يتحلون بهذه الروح ويتقبلون الهزيمة بصدر رحب ورضا وشجاعة وضبط للنفس.
شاع في ساحات بطولات جمال الخيل العربية ظاهرة تعليق الخسارة أو (الفشل) على شماعة الحكام وأنهم غير نزيهين، أو لا يفهمون الخيل، ولايعرفونها، أو أنهم مرتشين ويجاملون فلان أو آخر… ونبرات الصراخ تعلو، والتأفف والضيق يبدو، والتهديد والوعيد يصدر.
عند إعلان نتيجة الفوز؛ فالفائزين تغطيهم مشاعر الغبطة والسعادة، وهذا أمر طبيعي. ولكن الاختبار الحقيقي يتجلى عند إعلان نتيجة الخسارة، فهنا مربط الفرس، ، فالقليل من يظهر (انتصاره) ويغيظ خصومه ويقول: في منافساتي إما أن أفوز أو أتعلم، أنا لا أخسر أبدا.
عندما تظهر النتائج لمربط ما في بطولة لجمال الخيل العربية، محلية أو دولية، ولم يحقق فيها نتائج مرضية، بل خسر في جميع الفئات التي شارك فيها، فمن الطبيعي ظهور علامات الحزن على الوجوه، ولكن بدلا من ذلك يظهر القائمون على أمر المربط لمنافسيهم مشاعر مختلفة، وغير متوقعة، تدهش الحاسدين، وتسعد المحبين، مشاعر لا تحتاج إلى ترجمة أو تفسير، فالمعنى واضح: لا خسارة في منافسات الخيل العربية الأصيلة، فهي المعشوقة؛ إما الفوز أو التعلم والاستفادة.
هناك عدد قد لانحصيه من ملاك الخيل العربية (العاشقين) يتسمون بهذه الروح الجميلة ومن الأمثلة الإيجابية التي لمسناها مؤخراً من أحدهم من قال أثناء خسارته في إحدى البطولات الأخيرة انني واجهت خيل ذات جودة عالية لا تقارع، و كانت جاهزيتها افضل من خيلي، وقد اخطأت في بعض الأمور، وسأتعلم لأفوز في المستقبل، فلكل جواد كبوة.
قد نلتمس لمن يتذمر أو يظهر أثر خسارته بعض العذر، فنعلم أن معايير التحكيم في بطولات الجمال تعتمد على الإنطباع ولا توجد مسطرة قياس لكشف الخطأ من الصح، فهنالك أخطاء تحكيمية قد تكون متعمدة وغير متعمدة، ونتفهم ذلك، ولكن التذمر ليس حلاً!.
لهذا نقول إن ردة الفعل عند تقبل الهزيمة، لها أثر كبير على الخصوم ممن يتمنون خسارة خيلك وإنقاصها حقها، وظهورها بمستوى غير جيد، فبدلا من أن يبتسمون فرحا، ويتمايلون طربا، سخرية بالنتائج غير الجيدة؛ تتسمر أجسادهم في مقاعدها، وتشخص أبصارهم، ويتبدل حالهم. ولعمري إن هذا لهو الانتصار الحقيقي، الذي لا يختلف فيه أحد.
شكرا لكم أيها الخاسرون (المنتصرون).. ألقيتم درسا، ورضيتم بقدركم، وسرتم على مبادئكم، وكنتم مثالا في الأخلاق. وخاسر اليوم هو المنتصر غدا، بقليل من الصبر، وبعض من التمرين وشيء من الاستعداد.