سبع عشرة بطولة في عام واحد، إنه لرقم قياسي يسجل في عدد بطولات جمال الخيل العربية بالمملكة العربية السعودية، استبشر به الملاك والمربون في بداية موسم 2019. إلا أن السرور لم يدم طويلا، فمركز الملك عبد العزيز للخيل العربية بديراب، المشرف على إقامة البطولات بالمملكة، تارة يعلن عن إلغاء بطولة، وتارة يعلن عن تأجيل أخرى، لأسباب مختلفة..
الأخبار المحزنة للملاك والمربين أطلت من داخل موقع الملك عبد العزيز للخيل العربية.. ( يعلن مركز الملك عبدالعزيزللخيل العربية الأصيلة بأنه تقرر إلغاء بطولة … لجمال الخيل العربية الأصيلة ٢٠١٩م والمجدولة في جداول منظمة المؤتمر الأوربي للخيل العربية) .. ( تقرر تأجيل بطولة … لجمال الخيل العربية الأصيلة لعام ٢٠١٩م) بطولة تلو أخرى، حتى وصل عدد البطولات المؤجلة والملغاة إلى خمس بطولات! وما زلنا في خواتيم شهر مايو! والبطولات المؤجلة والملغاة حتى الآن هي بطولة القصيم وبطولة جدة وبطولة حائل وبطولة الجوف وبطولة أبها. ولا ندري ما الذي سوف يحدث غدا! وإذا ما دققنا في داخل الموقع عن أسباب التأجيل والإلغاء، فجلها أو كلها اعتذار من قبل المنظم!
على من يقع اللوم؟ على مركز الملك عبد العزيز في صرامته مع المنظمين ووضع القوانين والأنظمة؟ أم على المنظم الذي لم يتحل بالجدية الكافية في الإيفاء بالوعد؟ أسئلة يجب الجلوس على الأرض من قبل جميع الأطراف والإجابة عليها، حتى لا تتوالى العثرات.
بالنسبة لأنواع البطولات؛ فلا توجد إلا بطولة حكومية واحدة، هي بطولة مركز الملك عبد العزيز للخيل العربية التي تقام كل عامين، ولعل الملاك والمربون من حقهم مطالبة المركز بزيادة عدد البطولات الحكومية الأكثر اماناً للإستمرارية، وعلى المركز بذل ما في وسعه لزيادة عدد مثل هذا النوع من البطولات.
كلمة حق يجب أن تقال؛ فخمس بطولات من مجموع سبع عشرة بطولة ألغيت أو أجلت، ولم ينتصف العام بعد؛ لأمر جد محبط ومخيف لمن يبحث عن تطوير قطاع جمال الخيل العربية الأصيلة في المملكة، بعد ان ارتفعت المعنويات بجدولة المركز لهذا الكم الكبير من البطولات الذي لم يسبق له مثيل.. فيا أهل المركز أرفقوا بمجتمع الخيل العربية بالسعودية. ويا أيها المنظمون تحلو بالجدية.
وحتى نكون منصفين، ولا نميل إلى جهة دون أخرى؛ فإنه يحمد لمركز الملك عبد العزيز محاولاته في رفع عدد البطولات من عام لآخر، بغض النظر عن التأجيل والإلغاء، وعن الأسباب، فإذا ما قارنا جدولة بطولات عام 2019 بالأعوام التي سبقتها؛ فإننا نجد فرقا واضحا من حيث العدد، ففي عام 2018 تم جدولة ثنتي عشرة بطولة. وفي عام 2017 خمس بطولات. وفي عام 2016 ثلاث بطولات. أما في عام 2015 فقد جدولت أربع بطولات.
يجدر بنا هنا الإشارة والإشادة ببطولة تعد من أقوى البطولات في العالم، فمهرجان الأمير سلطان بن عبد العزيز للخيل العربية الأصيلة؛ عوضا عن قوة الخيل المتنافسة، والتنظيم الراقي والجوائز المقدمة، والتصنيف الأقوى، وغير ذلك؛ يكفيه فخرا اكتسائه بثوب الاستمرارية الزاهي، منذ أن أنشيء، بدون تأجيل أو إلغاء.