يحتاج الملاك والمربون إلى معرفة كل ما هو جديد متعلق بهذه الكائنات، ونحن في صفحات الأخبار نبحث عن هذا الجديد، بخاصة إن كان متعلقا بتغذيتها وصحتها. وحصتنا اليوم كلها للامهار المولودة حديثا، هذه الصغار الرائعة المحبوبة، التي تنشرح لها القلوب وتفرح؛ إن رأتها الأعين تلهو وتلعب..
أولا، فإن التمثيل الغذائي هو عملية يحول بها الجسم الطعام والشراب إلى طاقة. وفي هذه العملية الكيميائية الحيوية المعقدة، تتحد السكريات الموجودة في الطعام والشراب مع الأكسجين لإطلاق الطاقة التي يحتاجها الجسم لأداء وظائفه.
فقد تناولت دراسة حديثة تعتبر الأولى من نوعها؛ مدى حوجة الأمهار المولودة حديثا، لاسيما الأمهار التي تكون في حالة صحية حرجة، إلى كميات مناسبة من الكربوهيدرات الموجودة في حليب الفرس. ولكن بسبب الطريقة التي تعمل بها هرمونات أمعائها، لا تستطيع هذه الكربوهيدرات توفير الكثير من الطاقة إلا إذا كانت الأمعاء تهضم بنشاط كل حليب الفرس، كما يقول باحثون.
قال د. راميرو إي. توريبيو، من كلية الطب البيطري في جامعة ولاية أوهايو، في كولومبوس، في دراسة جديدة بحثت في الأيض (التمثيل الغذائي) المولد للطاقة لدى الأمهار حديثة الولادة، إن إدارة الجلوكوز عن طريق الوريد في الخيول فشلت في تنشيط الهرمونات المعوية التي تؤدي إلى إفراز الأنسولين من البنكرياس.
وأضاف أن الاستهلاك المباشر لللاكتوز أو الجلوكوز وحده عن طريق الفم كان “بشكل طفيف” أكثر فاعلية في تفعيل الهرمونات المعوية. وظهر في الدراسة أن التمريض الفعلي (الرعاية الفعلية) هو الوحيد الذي “يحث” إفراز الأنسولين.
وقال توريبيو إنه بدون إفراز الأنسولين بشكل صحيح، فإن مصادر الطاقة لا يتم تناولها في الخلايا، أي يمكنها فقط المرور عبر جسم المهر وإهدارها، حتى لو احتاج المهر إلى الطاقة بشدة.
وقال توريبيو: “تشير أبحاثنا إلى وجود اتصال معقد بين الخلايا المعوية والبنكرياس لدى الأمهار حديثة الولادة”، وإن “الحفاظ على الإمداد الثابت بالمغذيات أمر حاسم لوظيفة الخلايا المعوية التي تنتج الهرمونات المعوية، لأنها تؤثر على تنظيم الطاقة في الأمهار حديثة الولادة.” بمعنى آخر، تحتاج الأمهار، للحفاظ على عمل الهرمونات بفعالية، إلى طعام شبه ثابت (حليب الفرس) في أمعائها.
وقال: إن “هذه المعلومات ذات صلة بالإدارة السليمة للأمهار التي تكون في حالة صحية حرجة، خاصة المصابين بمرض الجهاز الهضمي الداني أو التي لا تسمح للإنسان بتغذيتها”.
دراسة التمثيل الغذائي المولد للطاقة لدى الأمهارالمولودة حديثًا
عمل توريبيو وزملاؤه من الباحثين في دراستهم على 36 مهرا أعمارها أقل من أربعة أيام. قام الباحثون بتكميم أفواه تلك الأمهار لمدة أربع ساعات (ساعة واحدة قبل العلاج وثلاث ساعات بعد العلاج) وتزويدهم بقسطرة الوريد الوداجي لجمع عينات الدم باستمرار أثناء الدراسة.
كما قسم فريق الدراسة الأمهار إلى أربع مجموعات علاجية: اللاكتوز الفموي، الجلوكوز الفموي، الجلوكوز عبر الوريد، أو لا شيء على الإطلاق. وعندما أزيلت الكمامات، قامت الأمهار بالرضاعة بحرية مرة أخرى. كما أخذ العلماء عينات دم إضافية قبل إزالة القسطرة الوداجية.
أراد العلماء بذلك دراسة ما يسمونه “المحور المعوي البنكرياسي”، على وجه الخصوص، وهو عبارة عن شبكة اتصال هرمونية بين الأمعاء والبنكرياس، مكونة بشكل أساسي من الهرمونات المعوية في الأمعاء والأنسولين في البنكرياس.
وقال توريبيو “إن الأمهار تتبع نظاما غذائيا سائلا ذا مكونات وكثافة غذائية تختلف عن النظام الغذائي الصلب للخيول. ويمكن للمرء أن يتكهن بأن هذه المواد المغذية في الأمهار المولودة حديثا يتم استشعارها بشكل مختلف عن طريق الخلايا المعوية، والتي ترسل إشارة إلى البنكرياس لإفراز الأنسولين لمعالجة التخلص من هذه المواد الغذائية.
النتائج: وجود مكونات في الحليب بخلاف السكريات
وقال توريبيو: “تشير نتائجنا إلى وجود مكونات في الحليب، بخلاف السكريات، تعتبر مهمة جدا لتنظيم الطاقة في الأمهار المولودة حديثا “.
نتائج إضافية
وجد الباحثون أيضًا أن الأمهار تحمل تركيزات من الهرمونات المعوية أعلى بكثير مما تحمله الخيول البالغة. وقال “لا ندري لماذا … بخلاف التعديلات التطورية على الوجبات الغذائية المختلفة (حديثي الولادة مقابل البالغين)”.
وأوضح أن على الأمهار أن تتكيف خلال الـ 24 ساعة الأولى مع التغيرات الكبيرة في النظام الغذائي. وقال: “تنتقل الأمهار من بيئة يتم فيها توفير المواد الغذائية عن طريق الدورة الدموية للأم إلى الاعتماد السريع على الجهاز الهضمي للتعامل مع السرسوب الغني بالطاقة في أول 24 ساعة ، وبالتالي على الحليب الكثيف الطاقة”.
وأضاف أنه من المثير للاهتمام، أنهم اكتشفوا أيضا أن الأمهار يمكن أن تصوم لمدة أربع ساعات دون أن تنخفض نسبة السكر في دمائها.
ومع ذلك، قد يؤدي غياب الطعام لفترة أطول في الأمعاء إلى عواقب صحية خطيرة، خاصة في حالات المرض. وقال توريبيو: “إن النتائج التي توصلنا إليها تثير التساؤل حول ما إذا كانت اضطرابات الجهاز الهضمي (مثل التهاب الأمعاء) يمكن أن تزعزع تنظيم الطاقة في المهر من خلال التأثير على الخلايا المعوية التي تنتج الهرمونات المعوية”.
اضطراب التمثيل الغذائي لدى الأمهار والعواقب طويلة المدى
قال توريبيو إنه بما أن هذه أول دراسة لمعرفة كيف تؤثر هرمونات الأمعاء على هرمونات البنكرياس في الأمهار موفورة الصحة، فإنها لذلك تلقي الضوء على عمليات الأيض في الخيول. وبما أن الأمهار غير معرضة لخطر الإصابة بمرض أيضي، التهاب الصفيحات، فقد تواجه عواقب طويلة المدى نتيجة للإصابة بمشاكل الأيض في وقت مبكر من الحياة، بالإضافة إلى مشكلات الامتصاص الرديء للطاقة.
وقال توريبيو: “من المحتمل أن تؤدي اختلالات الطاقة في مرحلة مبكرة من الحياة إلى حدوث بصمة جينية (تعديلات جينية) يمكن أن تظهر في وقت لاحق من الحياة كاضطرابات في الأيض والغدد الصماء”. وأضاف أن “هناك دليل على هذه الظاهرة في البشر والحيوانات المختبرية، وأن بعض الدراسات تشير إلى أن عملية مماثلة قد تحدث في الخيول.”