لسنوات طويلة، احتفظت محطة الزهراء للخيول بمصر بمكانتها التى جعلت منها أهم وأكبر مجتمع لتربية وبيع الخيول الأصيلة فى الشرق الأوسط، لذا وضعتها الدولة ضمن أجندتها للجهات التى بحاجة إلى تطوير دائم، إيماناً بأهميتها فى دعم الاقتصاد القومى.
تضم المحطة عدداً كبيراً من الخيول والسلالات النادرة التى تتهافت دول عربية عدة على شرائها بمئات الآلاف فى مهرجانات تنظمها المحطة دورياً بالتعاون والتنسيق الكامل مع الهيئة الزراعية، صاحبة الولاية والإشراف على المحطة.
عدد نادر جداً من الطلايق (ذكور الخيول) موجود بمحطة الزهراء، تحتفظ بها وتمنع بيعها رغم العروض المغرية التى تتلقاها، ويرجع السبب فى ذلك إلى رغبتها فى الاحتفاظ بالسلالة، ومنع انتقالها إلى دول أخرى، وهذه الطلايق من أجمل ذكور الخيول فى العالم، وتم اختيارها بعناية شديدة؛ نظراً إلى أهميتها الكبرى فى دعم خزينة الهيئة دورياً من خلال عملية التزاوج مع الفرسات.
ونتيجة الأهمية الكبرى للمحطة فى دعم اقتصاد الدولة، خلال الفترة المقبلة، وحاجتها إلى التطوير، طرحت «اليوم الجديد» سؤالاً مهماً على قيادات الهيئة والمحطة؛ «هل تقبل وزارة الزراعة إشراك رجال الأعمال والقطاع الخاص فى تطوير المحطة»؟
هذا التساؤل المهم جداً ربما يكون ملفاً يُطرح على طاولة الحكومة، فليس الحديث هنا عن خصخصة المحطة، وإنما الحديث عن دعمها، وتطويرها، وزيادة العائد من ورائها بما يخدم الاقتصاد القومى للدولة.
فى السياق السابق، يقول الدكتور خالد توفيق، رئيس الهيئة الزراعية، المشرفة أساساً على محطة الزهراء للخيول، إنه تتم الاستعانة برجال الأعمال فى دعم المحطة سواء فيما يخص إقامة الحفلات أو المهرجانات، بينما المخطط العام تشرف عليه وزارة الزراعة، ولا يتدخل فيه أحد.
وأوضح «توفيق»، فى تصريحات خاصة، أن هناك مربين ورجال أعمال لهم أيادٍ بيضاء فى دعم المهرجان باستمرار، كما أن لهم إسهامات فى المحطة، ونشكرهم دائماً على الملأ، لافتاً إلى أنه يرحب بالأفكار وكذلك الانتقادات.
وأشار إلى أن الهيئة على تواصل تام مع رجال الأعمال، ويحضرون باستمرار لتقديم الدعم لها.
واستطرد: «أفكارهم القابلة للتنفيذ نسعد بها جداً، وكذلك بالنسبة للدعم الذى يقدمونه لنا سنوياً، وليس هذا فقط، وإنما أيضاً نحن نعلن أسماءهم فى قوائم الشرف».
وأكد رئيس الهيئة الزراعية، أنَّ رجال الأعمال ركن لا غنى عنه فى المنظومة، لافتاً إلى أن الهيئة تضع المحطة فى مقدمة اهتماماتها، قائلاً: «لدينا ٩ محطات غربلة تقاوى و١١ منفذاً ولدينا مواقع إدارية على مستوى الجمهورية، والأولوية القصوى لمحطة الزهراء؛ حيث تدعم إدارة الهيئة كل هذه الجهود».
وأضاف أنه يتم توفير كل متطلبات المحطة، منوها بأن هذه المحطة كانت مهمشة، وأول مرة يتم الاهتمام بها بهذا الشكل، ونستشعر اهتماماً حكومياً على أعلى مستوى.
وتابع الدكتور خالد توفيق: «كنا فى اجتماع مؤخراً لتطوير المحطة وأى أحد من المربين أو المستثمرين أو القطاع الخاص يريد تقديم الدعم، فنحن نرحب به، وأهلاً وسهلاً به، لكننا لا نسمح لأى أحد بوضع مخطط تطوير فنحن فقط أصحاب التطوير».
وواصل: «لدينا أفكار عديدة وخطة للتربية، وبناء مستشفى على أعلى المستويات العالمية، ولدينا خطة لبناء مركز إخصاب خيول عالمى، وهذه الخطة وضعها الخبراء التابعون للهيئة».
واختتم «توفيق»: «نحن نؤمن بأهمية رجال الأعمال والقطاع الخاص فى دعمنا، ولدينا أهدافنا وخططنا الخاصة بنا، وخلال الفترة المقبلة ستشهد بذلك».
بدورها، قالت الدكتورة نجلاء رضوان، رئيس الإدارة المركزية لمحطة الزهراء للخيول العربية، إنَّ المحطة تعد الأقدم والأكبر فى العالم، ويتم تنظيم مهرجان شهرى فى محافظة الشرقية، مؤكدة أن المحطة لديها نحو ٥٠٠ حصان ما بين فرسات وطلايق (الذكور) وبها ٩ عنابر مقسمة حسب الفرسات.
ورفضت «نجلاء» فكرة إشراك المستثمرين ورجال الأعمال فى تطوير المحطة، خاصة أن الدولة تدعمها بالفعل بكل شىء، مشيرة إلى أن إشراك القطاع الخاص يعنى، أيضاً، اقتسام الأرباح، مضيفة: «لدينا أجمل الخيول وهناك بطولات عالمية نشارك فيها، والخيل المصرى له رواج عربى وعالمى».
وأشارت رئيس الإدارة المركزية إلى أن بعض أنواع الخيول يصل سعرها إلى 800 ألف جنيه مثل «العبيان»، كما تمتلك مصر أندر وأعرض السلالات، لذا فإنه من الأفضل أن تظل الهيئة الزراعية هى المالك الأساسى للمحطة بما يضمن عدم حصول أى جهة على الأرباح.
وأضافت أن محطة الزهراء تمد جميع المزارع داخل وخارج مصر بأفضل الخيول، كما تحرص على عدم إشراك أكثر من خيل واحد فى المزادات لرغبتها فى الاحتفاظ بأكبر عدد من الخيول الأصيلة التى تمتلكها ولا يوجد غيرها.
من جهتها، قالت الدكتورة منى محرز، نائب وزير الزراعة، فى ردها على سؤال بشأن إمكانية دعم رجال أعمال للمحطة، إنه لن يتم طرحها للاستثمار فى الوقت الحالى.
وتستهدف الحكومة من «مركز الإخصاب»، المزمع إنشاؤه، الحصول على أنقى وأفضل السلالات والحفاظ عليها، ومن المقرر تزويده بأحدث الوسائل التكنولوجية التى يمكنها انتقاء بالفعل أفضل الحيوانات المنوية من الذكور.
وبحسب الدكتور «توفيق»، فإنَّ تكنولوجيا الإخصاب التى ستُتبع فى المركز هى نفسها المعمول بها فى مراكز التخصيب البشرية؛ حيث سيتم التركيز على السلالات النادرة الخمس، وهى «العيبان، الكحيلان، الصقلاوى، الدهمان، الهدبان»؛ نظراً إلى أهميتها الاقتصادية الكبرى.
مصدر:جريدة اليوم الجديد