بقلم. فهد بن محسن العمري
الخيلُ العربيةُ كيانٌ متكاملٌ منَ الصفاتِ الخَلقيةِ والحِسِّيةِ تختلفُ هذهِ الصفاتُ بشكلٍ عامٍ من خيلٍ إلى أُخرى..
فهُناكَ صبغةٌ من المسمَّياتِ الموروثةِ (الرسن)
تنتظرُ كُلَّ مولودٍ حسَبَ مورِّثهِ الإنتاجي (الأُم) وصِفتِهِ الظاهرةِ حسَبَ التقليدِ المُتَّبعِ للصِفةِ المُشاهَدةِ غالِباً ..
مرَّ قانونُ الأرسانِ بالكثيرِ من المراحلِ والتغيُّراتِ التي جرَتْ بهِ في القرونِ الماضيةِ والقريبةِ
والمتَتَبِّعُ لتاريخِ الأرسانِ يجدُ أنَّها تنقسِمُ إلى قسمين :
( قديمَة وحدِيثة)
إلاّ أنَّ المعنِيَّ لنا أنَّ في الأرسانِ القديمةِ كانتِ الفَرَسُ تأخذُ رسنَ الأب، أمَّا الأرسَانُ الحديثةُ وهي السائدةُ في القرونِ الأخِيرةِ تأخذُ الفرَسُ فيها رسنَ (الأُمِّ ) بتدرجٍ لا ينقطعْ في سُلَّمِ الأم خصُوصاً للأفراسِ الأُمهاتِ ..
وكما هو معروفٌ أنَّ الأرسانَ الأساسيةَ هي :
الكحيلاتُ
الصقلاويةُ
العبيانُ
الهدبان
الدهمانُ
المعنقياتُ
الحمدانياتُ
“وهناكَ رأيٌ آخرٌ يقولُ بأنَّ بعضَ هذهِ الأرسُنِ فرعيةٌ”
والذي يعنِينا أنَّ لِكلِ اسمٍ من هذهِ الأسماءِ
سببهُ، وقصتهُ، وصِفتهُُ “
وما يسوقُ ذلكَ التَصَوُّرَ هو فِهمُ العَربِ لصفاتِ الخيلِ الأساسيةِ والمبْنيُّ على تميُّزِ صُفاتٍ وأُخرى فيما بينها
كالعبيَّةِ التي حملتْ عَباءَةَ فارِسها بِذيلها
وعلى تعاملٍ مُعيَّنٍ من قبائلٍ معيَّنةٍ كالصويتياتِ
عندَ قبيلةِ حربٍ…
تتنوَّعُ الأرسُنُ بين الصفةِ
الظاهرةِ والصفةِ المكتسَبةِ لهذا الرسَنِ المُسمى
وتخْتلفُ الصِفةُ الظاهِرةُ للرسَنِ في نظَرِ المُشاهِدِ باختلافِ خطوطِ الإِنتاجِ، ربَّما تتضحُ في خطٍ، ويقلُّ وُضُوحُها في خَطٍ آخرٍ، وللمعلومِ أنَّ الأرسَانَ الفرعيةَ تتجاوزُ المَائَة رسَنٍ، والغالبُ منها اندثرَ نتيجةَ الظروفِ التي مرَّتْ بمسيرةِ وحياةِ الحصانِ العرَبي.
( البرنامجُ المصريُّ )
الخطُّ المصريُّ أهمُّ الخطوطِ في خطوطِ الخيلِ العربيةِ
ونتيجة لسعيِ كثيرٍ من مربي الخيلِ في العالمِ خلْفَ نوعٍ مُعيَّنٍ وشكلٍ مُعيَّنٍ جعَلَ كثيرًا من دماءِ الخيلِ تُفقَدُ حاملةً معها الكثيرَ من الصفاتِ ، حتى فقدْنا أرساناً معينةً..
ولعلَّ الظروفَ المحيطةَ، وطبيعةَ القبائلِ انحنى بِهذا المخزونِ الهائلِ من الدِماءِ إلى طبيعةٍ تُحدِّدُها كلُ قبيلةٍ، وحادثةٍ زمنيةٍ، ومنطقةٍ جُغرافيةٍ مُعينةٍ..
رسنُ الصويتياتِ :
صويتياتُ بن ماضي لقبيلةِ حرب
يُعَدُّ خلِيطاً من الأرسانِ المتمَايزةِ بينَ
الصقلاوياتِ ، والكحيلةِ، والعبيةِ، والحمدانيةِ
(رسَنٌ فرعِي)
أي أنَّ تجمُّعَ الصفاتِ في هذا الرسَنِ لم يترُكْ سِمةً ظاهرةً تدلُ عليه ..
ولذلكَ سُمِّيتْ بالصويتياتِ لأنَّها تَطْرَبُ لصوتٍ مُعيَّنٍ مِنْ مُلاَّكِها
ولو تَتَبَّعنا رَسنَ الأُمهاتِ لوجدْناهُ عادَةً يعودُ لرسَنٍ (ربَّما ليسَ بالظاهرِ على هذهِ الطلائقِ)
صويتياتِ حربٍ كغيرِهَا من خيلِ العرَبِ تكتسِبُ
الكثيرَ من دماءِ الخيلِ العربيةِ ونِتَاجِها القائمِ..
فالأرسانُ :
نِتَاجُ عِلمٍ وَرِثهُ العرَبُ بالتعاملِ معَ الخيلِ المصُونةِ، ونتيجةٌ لدرايتِهم بأنَّ الخيلَ تعودُ لطلائقٍ مخصوصةٍ ومعروفةِ الشكلِ ، مُحدَدَةِ الرسنِ مهما اُختُلِفَ في أساسِ هذهِ الأرسنِ..
والمتَتَبِّعُ للخيلِ في كافةِ خُطِوطِها ( وأهمُّها الخطُّ الجزيريُّ والمصريُّ ) لا يجدُ الدلالةَ كاملةً على تطابُقِ صِفةِ الرسنِ تطابُقاً تاماً ، بل تختَلفُ الصفةُ الظاهِرةُ من خطٍ إلى آخرٍ..
ولكنَّ خيلَ العرَبِ ولاَّدَةٌ، ولا تزالُ تحمِلُ في دِمائِها
الكثيرَ منَ الصفاتِ …
والواضِحُ للمُشاهِدِ مادَرَجَ عليهِ بعضُ المُربِّين
في أخْذِ الرسَنِ منَ الصفةِ الظاهِرةِ الغالِبةِ في الحصانِ .
فلو أخذْنا أُسطُورةَ السباقاتِ (الحصانَ العربيَّ العالميَّ عامِر ) سنجدُ أنَّ
الخطَ جزيرِيٌ
والرسَنَ حمدانِيٌ
إلاَّ أَنَّ صِفَاتهُ الظَاهِرة قد تُوحِي لكَ بمُسمَّى الرسَن
حسَبَ المُشاهَدةِ وليسَ حسَبَ رسَنِ الأُم..
فهذهِ دلالةٌ على أنَّ الأرسَانَ الفرعيةَ والرئيسيةَ
ماهي إلا تمايُز صفاتِ ماءٍ في دماءِ خيلِ العَربِ التي تحمِلُ الكثيرَ مِنها…
وتبقَى الخيلُ العِرابُ إِرثٌ يزخرُ بكلِ جديدٍ فهو الملكوتُ، المُصَانُ ، المتجدِّدُ ، المقسومُ بعظَمتِهِ في القرآنِ الكريمِ .