بناءً على دراسة حديثة قامت بها جامعة سوسكس، تستطيع الخيل تمييز لغة جسم الإنسان التي يعبرعنها بإيماءات الهيمنة أو إيماءات الخضوع بدون وجود معرفة سابقة مع الخيل.
تعزز نتائج الدراسة فهمنا لطبيعة تواصل الحيوانات مع بعضها بلغة الجسد، وكيف ترى الخيل لغة جسد السّائِس أو المدرب عندما يتعامل معها على وجه التحديد.
قام باحثون في علم النفس بعمل دراسة على ٣٠ خيل محلية لمشاهدة ردة فعل الخيل ومدى استجابتها عندما ترى إنسان واقف أمامها بوضعية لغة جسد تدل على الهيمنة ( كالوقوف أمام الخيل بوضعية منتصبة مع تباعد الذراعين والساقين بشكل واسع وفتح الصدر)، أو عندما ترى إنسان بوضعية الخضوع ( كالوقوف بوضعية محدودبة مع إبقاء الذراعين والساقين متلاصقتين).
وقد لاحظوا أن الخيل تقبل بشكل كبير على الإنسان الذي يطعمها المكافآت وهو بوضعية الجسم الطبيعي المرتخي بدلاً من الذي يُظهر دلالات الهيمنة جسدياً.
ذكرت إيمي سميث ( طالبة دكتوراه علم نفس مشاركة في الدراسة): « كان هناك اعتقاد سائد بأن الخيل جيدة في فهم لغة جسد الإنسان بناءً على براهين قديمة مثل ”قصة الحصان هانز الذكي” ». ولكن بعد التجارب أظهرت نتائج البحث أسألة مثيرة للإهتمام فيما يتعلق بلغة التواصل الجسدية بين الخيل.
وعلقت الدكتورة لين بروبز (من جامعة بورت سميث): « عامةً يستخدم الإنسان وكذلك الحيوان وضعيات الجسد بالإيماءات الكبيرة ذات دلالة على الهيمنة أو التهديد، وتستخدم الإيماءات الصغيرة لدلالة على الخضوع والطاعة. وبالتالي تستطيع الخيل غريزياً التفريق بين إيماءات الجسد الكبيرة والصغيرة ».
وأضافت إيمي، وهي عضو في مجموعة البحث المعرفي للحيوانات الثدية في قسم علم النفس بجامعة سوسكس، أن الخيل قادرة أن تٌفرق بين تعابير وجه الإنسان السعيدة أو الغاضبة.
ذكرت كلارا ويلسون ( مشاركة في ورقة البحث أثناء درساتها في جامعة سوسكس) : « لقد كنا مهتمين في مدى تفاعل الخيل مع وضعية الجسد في حالة الهيمنة أو الخضوع، خصوصاً عند تعامل المدربين مع خيلهم حيث أنهم يستخدمون وضعيات جسدية معينة أثناء التدريب. وأظهرت نتائج البحث بأن الخيل قد تتأثر وتبدو حساسة لوضعيات جسم المدرب عند تدريبها.
تحثنا هذه النتائج على أن نكون أكثر وعيّ وإدراك عند إظهار أي علامات و إيماءات جسدية أثناء التعامل مع الخيل أو الحيوان بشكل عام وذلك من أجل خلق علاقة صداقة وطيدة مع الحيوان.
قام الباحثون بوضع الخيل تحت التجربة في ثلاثة مراكز فروسية في سوفولك وشرق سوسكس. جميع السياس القائمين على رعاية الخيل هن سيدات يرتدين زيّ موحد مع غطاء رقبة يغطي الوجه عدا العينين من أجل تقليل التواصل بتعابير الوجه.
تم إطعام الخيل من قبل شخصين أحدهمها يظهر علامات جسدية تدل على الهيمنة والآخر يٌبدي إيماءات جسدية تدل على الخضوع. وفي المرة الرابعة أعطيت الخيل حرية الإختيار للإقتراب فانقادت للذي أظهر علامات جسدية تدل على الاسترخاء والخضوع بدلاً من الإقتراب من مدرب بحد ذاته.
تم نشر هذه الدراسة في سلوك الإدراك الحيواني.