يقول كثير من المستشرقين الذين اهتموا بالجواد العربي انه لم يمر على وجه الأرض أمة مثل العرب في اهتمامهم بخيولهم و احترامها و التعامل معها كما لو يتعامل احدهم مع آدمي آخر. و لم و لن يوجد مثلهم في اهتمامهم بحفظ انسابها و التفاخر بذلك. الى درجة انه لو أخذت فرس ما ( قلاعه ) من قبيلة مهزومة لبعثت مع المنتصر رجلا خبيرا بالنسب لكي يحافظوا على أنساب الخيل.
و تتربع السلالة المصرية فوق ذلك كله. فقد سخر الله لها حكام مصر لحفظها و تسجيل انسابها منذ زمن ليس بالقريب.
و نستطيع ان نقول ان الخيل العربية الأصيلة دخلت مرحلة تاريخيه جديديه عندما بدأ المصريون بتربيتها و حفظها. فهي بدأت من تجميع الملك عباس باشا رحمه الله لها عندما جمع عيون الخيل العربية من شيوخ و رجالات الجزيرة العربية في زمانه. كما ان الامر لم يقف عند ذلك الحد, بل جرى لها تطويرا ملفتا للنظر غير صوره الجواد العربي برمته.
و لكن البعثات الخيلية و الإضافات من نفس المصدر , جزيرة العرب, الى هذه السلالة لم تتوقف عند ذلك . فقد حصل بعض الإضافات المهمة عليها عبر تاريخها المجيد. فمثلا الحصان الشهير( مرافق ) ليس الا نتيجة للحصان الجزيري (الدرع) من قبيلة الجبور العربية. و كذلك الحصان المصري القوي الذي نجده في سلالة كثير من ابطال اليوم ( خير) إلا نتاج للفرس الجزيرية ( بدويه ) المهداة من قبل الشريف علي بن الحسين الى أحد ملوك مصر. و ليست الفرس العبيه الشهيرة (حنان ) الا نتيجته للإضافة الجديدة من الفرس الجزيرية (عبيه ام جريس) المهداة من ابن سعود. و ليس البطل المصري اللهب الا نتيجة للفرس الجزيرية ( ليلى الثانيه, اكسوشوردا ) المهداه من الشيخ العجمي ابن دامر. و ينسحب الامر على أبطل كثر مثل (رومانيجا علي ) و (علي دار) و غيرهم و هناك العديد العديد . و ما هديه إبن سعود للافراس الخمس للملك فؤاد منا ببعيد. و في أواخر التسعينات ميلاديه جمعنا لقاء مع الليدي جودي فوربس مالكة مربط انساتا المشهور في مربط نجد للخيل العربيه في الرياض و تحدثنا معا بحضور مالك مربط نجد سمو الأمير تركي بن فهد آل سعود و مجموعه من الامراء و المربون من أمريكا و السعودية و قالت جودي لو تمكنت من هاتين الفرسين الجزيريتين لأدخلتهما في برنامج انساتا. و هما الفرس الحمدانية السمرية الصفراء المرشوشة ( بنت عزيزه ) و الكروش الحمراء ( رشيده ).
و اعلم ان مربط الريان المشهور حاول استجلاب إحدى افراس مربط نجد الصحراوية. فرس حمدانيه اسمها ( نجلاء ) و لكنها لم تتم الصفقه. و هنا دلالة اكيده على نقاء هذه الدماء حتى لو بدت للناظر بغير مزايا الجمال الحديثة مثل صغر الراس و الفناس و غيره. و لو نظرنا أصلا لأصول الخيل المصرية المؤسسة لأجمل الخيول الحالية لوجدنا فيها اشكالا تختلف كليا عما هي عليها أحفادها الان. فمثلا الحصان الفحل ( سطام 1910 – آستريلد و سلمى) يبدو للناظر و كأنه من الخيول الجزيريه الحالية.
وكذلك الحصان ( مشعان ) و هو الحصان الجزيري المهدى من الشيخ سابق السابق سفير الامام عبدالعزيز الى مصر. والذي يوجد في انساب كثير من الخيل المصرية الحديثة و المؤثرة في السلالة برمتها أمثال انساتا أبو سودان, و انساتا حجازي و غيرهم من ابطال ساحات العروض اليوم.
و أخيرا في ( مربط اللوى للخيل العربية الأصيلة ) تم بتوفيق الله الحصول على فرس حمدانيه سمريه من حفيدات ( بنت عزيزه) المذكورة سابقا و تم تزاوجها مع فحلين مصريان من الخيل الجميلة و حصلنا على نتائج جدا ممتازة. و نرجو من الله ان تكون هذه النتائج إضافة جيده و توسعة في الخطوط الأصيلة و ان تشارك في تطوير السلالة كما فعلت اسلافها من قبل. و هذه فرس من نسل الحصان المصري ( ماشالله القصر).
و في الموسم اللاحق أفلت نفس الفرس الحمدانية بمهره جميله من نفس الحصان ماشالله القصر. وتشرف مربط اللوى ان احدى هذه المهرات ذهبت الى مربط الصافنات للخيل المصرية في الكويت أملا منهم انها ستدخل البرنامج بطريقه او بأخرى.
و في هذا الموسم تم تزاوج نفس الفرس الحمدانية مع حصان آخر بمواصفات تختلف نوعا ما. و جادت بجمد الله بمهره جميلا جدا و سوف تدخل البرنامج ان شاء الله في مربط اللوى مستقبلا.
نأمل ان نكون وفقنا بتقديم ما يفيد وينفع ويمتع القارئ المهتم بالخيل العربية.