تطالعنا كل يوم بل كل ساعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي مقاطع و صور لمواليد في عالم جمال الخيل ( مهور و مهرات ) تسلب الالباب من شدة جمال رؤسها ، و يبدء المصورين بالتقاط الصور ومقاطع الڤيديو من زوايا فنية تزيد جمالية تلك المواليد بعد أن يتم تغليفها ببعض الشيلات المحببة لأسماع البعض أو بعض المقتطفات من أغاني أو مقاطع موسيقية تطرب لها آذان البعض الآخر ، وعن تبطئة الحركة في التصوير فحدث ولا حرج ، فتشدنا رَمشة العين التي تأخذ في الواقع لحظات ولكنها بفضل تقنية تبطئة الحركة تأخذ ثواني تسلب فيها عقولنا كما تسلب المطربة ( سميرة توفيق ) بغمزتها ألباب الشباب و الكهول و المسنين في الازمنة الغابرة ? .
ولأنني أحد ؤلئك المعجبين بتلك المواليد ، ولأن الرأس هو تاج المحاسن ، و لأن درة التاج هي العين ، ولأن جميع المواليد في مختلف الكائنات الحية محببة ( بما في ذلك صغار التماسيح و صغار السلاحف ) فإنني أنساق كما ينساق كثيرون لتلك الرؤس ، ولكن !!!!
جلست لبرهة ليست بقصيرة أتساءل ، أين تذهب تلك الرؤس الجميلة ؟ لماذا لا نراها في ساحات العرض ؟ ما هي نتائجها ؟ فخلصت لتحليل غير علمي ، غير مخبري و إنما هو منطقي تجريبي إن صح لي التعبير ، و سنوجزه فيما يلي من سطور لأنواع الرؤس للخيول العربية ( خط الجمال ) وفقاً لأطوار نموها ، و أستميح القارئ عذراً في بعض التوصيفات غير المألوفه ، فكما يقال؛ الابداع هو التمردٌ على المألوف !!
– رأس يأتي ثم يذهب للأبد :
بعض المواليد تأتي الى الدنيا بمشيئة الله برؤوس فائقة الجمال ثم عندما تصبح يافعة بعمر السنة و السنتين تتغير رؤسها للأسوء .. وهناك خطوط و فحول معينة ( لايمكن تسميتها ) تبصم إنتاجها بهذه الصفة ، وهذا النوع يظهر في اعمار مبكرة في ساحات الجمال ويحقق نتائج قوية ثم يختفي ? .
– رأس يأتي ثم يذهب ثم يعود ثانيةً :
بعض المواليد تأتي ذات رؤوس جميلة جداً و ما أن تدخل في سن البلوغ حتى تنطفئ جمالية رؤوسها حتى سن الخامسة ثم يعود تكوين جماجمها بقدرة الله الى الجمالية التي كانت عليها .. وغالباً تكون الخطوط المصرية من هذه المجموعة ، وهذه المجموعة من الخيول تستدعي من المربي الصبر الطويل ، وغالب المربين لهذه المجموعة من الخيل بكونون مؤمنين بجودة خيلهم و يصبرون عليها لأنهم خاضوا تجربة ( مأساوية ) ببيع أحد إنتاجاتهم ثم تغير بشكل كلي للاحسن في مزرعة أخرى بعد بيعها ??♂️ .
– رأس يأتي ولكن يأتي متأخراً :
تتسم بعض الفحول أو بعض الخطوط بتوريث رؤوس عادية جداً ولكن تتغير بشكل بطئي جداً ( slow maturing process ) و تصبح في قمة جمالها عندما تدخل في فئة الخيول المسنة ، وغالباً تأخذ هذه المجموعة شكل الرأس الكلاسيكي الجميل ( عرض الجبهة ، كبر حجم العينين ، تكوّر الخد بشكل حاد … ) وهذه المجموعة من الخيل تعد كنوزاً مخفية يعرف قيمتها بعض القناصين من كبار السن الذين عاصروا كثير من الخيول و يعرفون قيمته تلك الخطوط .
– رأس يأتي ليبقى :
هناك مواليد تأتي برأسٍ غاية في الجمال ويبقى جميل بشكل دائم ، فلو صاحب هذا الرأس جسم جميل و حركة قوية وقوائم جيدة و حضور لافت ( فقد أنتجت بطل أو بطلة عالمية ) مبروك ?? .
– رأس لا يأتي أبدًا:
وهذا النوع يكون فيه الرأس عادي من اولادة حتى النفوق ? .
ولكن يثور سؤال هنا .. ماهي مواصفات الرأس الجميل ؟؟
بشكل مختصر جداً ( أذن صغيرة ، مدببة في نهايتها ، متقاربة النهايات ، عينان جاحظتان ، سوداوان ، متباعدتان في أطراف الجبهه ، محجر العين بارز للخارج ، خطم أو أنف أقرب ما يكون للشكل المثلث ناعم نسبياً ، بميلان على شكل هلالي ، منخر ذو فتحتين واسعتين ، بجلد رقيق ، أسفل الفكين متباعدين مع تقويس للخد ، جمجمة الرأس تحوي قليل من اللحم )
وأيًا كان شكل الرأس يبقى الأهم هو مواصفات الخيل الاخرى للركوب ، و يبقى الرأس هو تاج المحاسن وهو الذي تقع عليه عين الناظر ( والعين الحاسدة ) ، ويبقى توفيق المولى هو الاساس في انتاج الخيل و تأتي المعرفة و الاجتهاد لاحقاً .. دمتم بود .