سيندي ريتش | ترجمة الأصالة
في هذا الموضوع تعطينا سيندي ريتش دليلًا موجزًا في التعامل مع الأمهار، بالإضافة إلى تغطيتها لطرقٍ مختلفة لعملية فطامهم.
لكل مزرعةٍ أساليبها وطرقها المختلفة في التعامل مع الأمهار، لكن وبعد تجاربي المتعددة مع الأمهار المولودة حديثًا في جميع أنحاء الولايات المتحدة بالإضافة إلى عدة دول أخرى، وعندما كان يتعلق الأمر بإمساك المهر، فقد اعتدت مشاهدة الناس وهم يتجمعون حوله ويقومون نوعًا ما بـ”الانقضاض” عليه للإمساك به. لاحظت أن هذا الأمر يسبب له قدرًا كبيرًا من التوتر وقد يعلَمه منذ عمرٍ مبكر بأن يتجنب الإنسان.
أقوم بتعليم الأمهار أن “تقف في الزاوية”، مستخدمةً في ذلك غرائزها الطبيعية. تؤخذ الفرس إلى جانب الإسطبل ثم توجَه نحو الزاوية. سيذهب المهر بطبيعة الحال إلى جانبٍ أو إلى الآخر، وعادةً ما سيتجه نحو الجانب البعيد عن سائس الفرس.
عندما يتجه المهر بعدها إلى الزاوية، يتم دفع الفرس جانبًا برفق، مما يؤدي إلى تكوين شكل “V” ضيق بواسطة جسدها والسياج. يتجه السائس بهدوءٍ شديد نحو النهاية المفتوحة للشكل “V” ويمسك بالمهر الصغير برفق. إذا تحركت الفرس والمهر، يتم وضع حبل خفيف ( يُعقد بشكل الرقم 8 ) حول المهر. يجب ألا يتم شبك حبل الرصاص برأس المهر في هذه المرحلة. من المهم أن يحافظ السائس على المهر مطوي الورك و ويتحرك للأمام، موجهًا الطرف الخلفي للحبل – يرخيه عندما يتحرك المهر للأمام ويشد حبل الصدر إذا تحرك المهر بعيدًا جدًا نحو الأمام. معظم الأمهار ستميل على السائس وتبدأ بالتحرك معه بقدر ما تفعله إلى جانب والدتهم. هذا سيجعل المهر هادئًا وطائعًا.
أقوم دائما بأخذ المهر قبل الفرس بحيث يكون رائدًا، وليس متابعًا فقط.
صحيح أنني أسمح بوضع الرسن على المهر منذ اليوم الأول، لكنني لا أقوم بالضغط على رؤوسهم لتعليمهم القيادة حتى يبلغوا أسبوعًا من العمر. ثم وباستخدام طريقة ” الخروج من الضغط ” البسيطة، سوف تتعلم الأمهار القيادة بشكل قليل الإحكام في حوالي ثلاثة أيام.
الفطام
________________
في صغري، كنا حين نفطم الأمهار في مزرعتنا نقوم بتحميل الأفراس في مقطورةٍ ثم تُنقل إلى مزرعة أخرى لفترة من الزمن. كانت الأمهار تقوم بالصراخ مرارًا وتكرارًا، وكان هذا الأمر صادمًا بالنسبة للجميع. علمت أنه لابد من وجود طرقٍ أخرى أفضل. مع مرور الوقت صرنا نقوم بإقران الأمهار بحيث يكون لكل مهر رفيق، لكنهم لازالوا يوضعون في إسطبلاتٍ بعيدةٍ عن أمهاتهم ويؤخذون منهم بشكل مفاجئ.
حين كنت أعمل في مزرعة تربية كبيرة لمدة عام، كنا نقوم بأخذ الفرس خارج الإسطبل لتشبيتها ومن ثم نرجعها إليه. في المرات القليلة الأولى لمن تكن الفرس ولا المهر متحمسين للفكرة، لكن سرعان ما تعلموا أنه وبعد فترةٍ قصيرة سوف يُلَم شملهم من جديد. لذا كان من الواضح أنهم يتكيفون بشكل أفضل مع التغييرات الإضافية الصغيرة.
من منطلق هذه التجربة، صرت أعمل على مختلف الطرق والوسائل حتى أتمكن من معرفة ما هي الطريقة الأسهل لدى الجميع- الأفراس، الأمهار والعاملين.
فطام المراعي إلى الإسطبل:
هذه هي الطريقة الأسهل من بين كل الطرق، فإذا تم وضع الأفراس والأمهار معًا ضمن مجموعاتٍ في المرعى، تكون أسهل طريقة حينها هي إخراج فرس واحدة من المجموعة بشكل دوري ومن ثم أخذها إلى إسطبل أو مرعى بعيد. قد لا تكون الفرس في قمة السعادة حينها، لكن الأمهار بالكاد تتفاعل ولا ينزعج أيُّ منها أو من الأفراس الأخرى؛ أهم الأسباب في ذلك هو أنه من الصعب جدًا أن تشعر بالانزعاج إن لم يكن حولك أحد آخر منزعج؛ فطاقة الأمهار تتأثر بالقطيع. لم تتغير بيئتهم، ولازال رفاقهم موجودين، بالتالي لم يهتم أحد وتوقفوا عن الشعور بالضيق بسرعة كبيرة. تعتبر هذه طريقة فطامٍ تدريجية.
فطام المراعي على طول السياج:
بعض المراعي لا تمتلك إسطبلاتٍ لأجل جلب الأمهار إليها، فتقوم باستخدام طريقة أخرى وهي تحريك الفرس ( يُفضل اثنتان ) ووضعهم في المرعى المجاور. يمكن للأفراس والأمهار رؤية بعضهم البعض والتواصل مع بعضهم البعض، لذلك يكون هناك قدرٌ أقل من التوتر. تميل بعض الأفراس إلى التعلق بالسياج لمدة يوم أو يومين، ولكنها بعد ذلك في العادة تنجرف للرعي ثم تترك المهر تدريجيًا. يفعل المهر الشيء ذاته في ناحيته من السياج. هذه الطريقة مُفاجِئة ولكنها تتمتع بقدرٍ عالٍ من الإنسانية.
فطام الحظيرة – في إسطبل أو حظيرة:
بعض المزارع لا تمتلك مراعٍ. قد تمتلك إسطبلات عادية فقط أو أراضٍ صغيرة جافة.
في هذه الطريقة تذهب الفرس والمهر إلى المراعي المجاورة. في المرة الأولى وحتى المرات الثلاث الأولى التي تؤخذ فيها الفرس أو المهر بعيدًا للقيام بشيء ما، ينزعج الآخر قليلاً. لكن في مثل المزرعة التي أخذنا إليها الفرس للتشبية، وبعد عدة مرات من مغادرة الفرس والعودة أو العكس، أصبح الانفصال حدثًا اعتياديًا. هذه طريقة فطام تدريجية.
الفطام المفاجئ:
يعرّف بأنه أي عملية فطام يتم فيها فصل المهر عن الفرس بطريقة فجائية بحيث لا يمكنهما رؤية أو سماع بعضهما البعض أو أن يكونا بمسافة بعيدة عن بعضهما لكن لا يزال بإمكان أحدهما سماع الآخر. هذه الطريقة هي أكثر طريقة مسببة للتوتر، خصوصًا ما إذا كان بإمكانها سماع بعضهما البعض. ستعدو الفرس سريعًا وتبدأ بالصراخ، بينما سيفعل المهر ذات الشيء لعدة أيام، وأحيانًا لأسابيع. إذا كان لابد وأن تقوم بالفطام المفاجئ، فمن الأفضل من باب الإنسانية أن تقوم بإقران الأمهار مع بعضهم، وإن لم تكن تمتلك مهرًا آخر فقم بإقرانه مع أحد الخرفان أو الماعز لفترة قليلة؛ لأن البقاء وحيدًا هو أمر مرعب بالنسبة لحيوان قطيع، فهو يجعله في غاية الضعف. وضعهم مع رفقاء يجعلهم يشعرون بأمان أكثر في حال مرورهم بمواقف مخيفة مشابهة. اعتمد على سلوك الخيل الطبيعي من أجل اتخاذ قراراتك المتعلقة بها، فكلما زاد عدد الخيول الأخرى المحيطة بها كلما زاد مستوى شعورها بالأمان. لهذا السبب فإن طريقة المرعى تعمل بشكل جيد جدًا.
شكرا على جهدك وتعبك المبذول في انتقاءك للمقالات