حوارات الخيل تبدأ .. ثم تستمر .. ثم تستمر.. ثم لا تنتهي ?.. لا توجد لها نهايات .. لا توجد نقطة ممكن أن تقف عندها الحوارات .. ما أن تجلس الى أحد المهتمين بشأن الخيل الا و تأخذ إحدى الادوار التالية :
– المحاور ( تطرح موضوع.. تناقش و تستمع لوجهة النظر الاخرى ) وغالباً يكون ذلك عندما تجلس الى شخص يوازيك في المعرفة .
– المنصت : ( وفي هذا المقام عندما تجالس من يفوقك معرفة فإنك تأخذ دور المستمع وذلك لتستطيع جمع أكثر ما تستطيع من معارف من الجالس أمامك لغزارة تجربته )
– مدير الحوار ( عندما يكون هناك ثلاث أطراف أو أكثر فإنك تأخذ دور مدير الحوار بحيث تطرح موضوع و يستمع الجميع لوجهة النظر ثم تنقل الموضوع لطرف آخر ليعقب على ذات الموضوع من وجهة نظر أخرى و هكذا …. ) وفي هذه الحالة المستفيد الاكبر هو مدير الحوار .. حيث يوجه بدهاء ? الأسئلة التي ( تقرقع ) تجول في خاطره و يجد الاجابة الشافية من عدة زوايا.
– المتفلسف ( في بعض الحوارات يبرز شخص – وهو موجود في كل مجلس ??♂️? ) – من أنصاف العارفين – أو بالأحرى من أرباع العارفين .. هذا الشخص يجهل أبجديات الحوار .. يتلخص دوره في ( تهكير ) الجلسة و لخبطة المواضيع .. و إقحام نفسه في الحوار دون أن تتوفر لديه معرفة كافية في الموضوع فيبدأ في إنتقاد فكرةٍ ما .. فحل معين .. خط إنتاج معين .. مربط معين دون تدعيم وجهة نظره بأي دفوع علمية أو منطقية أو حتى بديهية .. لمجرد أنه سمع فلان يقول كذا فأخذ يجتَر ذات النقد .. كأن غرضه في الحوار أن يسجل دخول فقط .. أنا أنتقد إذا أنا موجود .. ومثل هذه الشخصيات لم و لن تتطور ” ما علينا ” .?♂️
ولكن ما دخل هذه المقدمة الطويلة و الدروس في فنون الحوار بعنوان سردنا هذا !!! ؟
هذه المقدمة المملة ، هي مدخل لحوار دار بيني و بين أخي الحكم الدولي من فلسطين ?? السيد سفيان طه ، في هذا الحوار أخذت دور المنصت حيث سألته عن إحدى الأفراس النجيبات في محيطه وهي الفرس التي أعشقها ( وداد زماني ) كما سألته عن تاريخ مربط أعتبره من المرابط الناجحة جداً و الذي يقع في محيطه أيضاً وهو مربط ( إيريلا ) فأجابني بإجابة مختصرة جداً ..
قال : المربط .. فرس !! ثم توقف الحوار لبضعة ثواني حاولت أن أستجمع فيها شتات ذهني .. بعدها استطرد في حديثه عن أهمية الفرس المنتجة في أي مربط و أن وجود الفرس المنتجه في المربط هو نعمة يسوقها الله سبحانه و تعالى لذلك الشخص أو المربط بلى حول له أو قوة .
بالفعل هذا النص ” المربط .. فرس ” نصٌ مختصر و يختصر كل ما يقوم عليه المربط !!! للأسف البعض يتفنن و يبدع في تصميم و تزيين المربط ليبدو جميلاً .. ولكن لا يولي ذات الأهمية لانتقاء أفراس الانتاج ?.
نذهب أحيانً لزيارة إحدى المرابط وننبهر بجمال الإسطبلات و الجلسات و التجهيزات و نخرج بانطباع جميل عن ذلك المربط و ننسى ما يحوي ذلك المربط من أفراس .. وذلك دليل على إحدى مسألتين لا ثالث لهما ،. الأولى أن صاحب المربط ليس لديه أفراس جيده أسس عليها مربطه ، أو أن الزوار لا يفقهون في الخيل شيئ و أبهرهم المبنى و لم يركزوا في الخيل .. و كلا التفسيرين ( مصيبة ) .
ولكن ما هي مواصفات الفرس المنتجة :
– التكامل : ممكن
– قوة النسب : ممكن
– بطله : ليس شرط
– غالية الثمن : ليس شرط
– مبروكة : أكيد!!
وعندما نتحدث عن الافراس التي غيرت مجرى بعض الأشخاص أو المرابط فإننا نستحضر بعض الأسماء الخالدة التي أثرت بشكل دامغ في برنامج إنتاجي بأكمله ، وهنا سأستخضر ذاكرتي فقط و أتمنى أن تسعفني في سرد أسماء بعض الأفراس النجيبات و إنتاجها :
– ذا فيجن إتش جي The Vision HG : ( اللهب ، الهدايه ، المرام ، الأيال أي أي )
– إستوبا Estopa : ( الشكلان ، إبن إستوبا ، إستاشا )
– إتش بي بيسوليا HB BESSOLEA : ( بانديروس ، بهير المروان ، بندورا ، بيسولينا المروان )
– بريشيس آز جولد PRECIOUS AS GOLD. ( ڤيرزاچي ، تروزاردي ، بريشيس ميتال )
– ليدي ڤيرونيكا LADI VERONIKA ( دي سراج ، دي عجايب ، دي شيماز )
– إف تي شيلا FT SHAELLA ( دي شهلا ، دي مشاري ، دي غرام ، دي شجاع )
– نافرون Navron D (اسكيب ابن نافرون ، اترنيتي ابن نافرون)
هل من المناسب تخليد الأفراس المنتجة ؟ سؤال يختلف معي فيه الكثير و يتفق فيه معي الأكثر ، شخصيًا أجد أن المربي أو المربط الذي لا يخلد ذكر الفرس المنتجة التي أثرت في برنامج إنتاجه بشيئ في المربط ( ناكر و جاحد ) و تتباين طقوس تخليد الأفراس المؤثرة من بلد الى بلد ، من شخص لشخص ، بعض المرابط تقيم لها ذكرى سنوية بعد رحيلها ، بعضها تضع لها نصب تذكارياً ، بعضهم يخلدونها بصورة في مكانٍ بارز ، و البعض بقصيدة و هكذا … وبغض النظر عن طريقة العرفان للجميل يبقى من المهم إكرامها في آخر أيامها … بالعناية و الاهتمام خصوصاً اذا أصبحت مسنّة و توقف إنتاجها … وجهة نظر ?♂️..
دمتم بودٍ سالمين