أكد جورازلوف لاسينا رئيس المنظمة الأوروبية لجمال الخيول العربية ” الإيكاهو ” ترحيبه بالمقترحات الإماراتية لتطوير عمل المنظمة الدولية وتوسيع مظلة خدماتها حول العالم، والذي يشمل عدة بنود أخرى من بينها تغيير المسمى لتصبح المنظمة الدولية لبطولات جمال الخيل العربية، بما يتيح الفرصة أمام اتساع نطاق أعمالها والاستجابة لمتطلبات المستقبل في كل القارات.
وأوضح لاسينا على هامش حضوره بطولة الإمارات الوطنية لجمال الخيل العربية التي أقيمت نهاية الأسبوع الماضي في الصالة الكبرى لأكاديمية بوذيب للفروسية، أنه يثمن دور الإمارات بشكل عام في تنمية وتطوير مسابقات وبطولات الخيول العربية داخل الإمارات وفي مختلف دول العالم، ودعم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس إدارة جمعية الإمارات للخيول العربية في هذا المجال للاهتمام بعنصر مهم من عناصر التراث العالمي، ورياضة تقليدية قديمة مارسها الآباء والأجداد منذ آلاف السنين .
وقال التشيكي لاسينا : ” زرت أبوظبي العديد من المرات في السنوات الخمس الأخيرة، أولا كمحكم دولي في المسابقات، وبعد ذلك كرئيس للمنظمة الأوروبية لمسابقات جمال الخيول، وتربطني بها وبأهلها علاقات متميزة، واعتبرها واحدة من أكثر مدن العالم تطورا، وفي كل عام أرى تغييرات كبيرة وتطورات هائلة في الكثير من المجالات، لأن قطار الحضارة يسير هنا بسرعة هائلة وفقا لإستراتيجية التنمية الشاملة التي تنتهجها القيادة في الإمارات .. أحببت أبوظبي كمدينة عصرية تحافظ على التقاليد والعادات والموروث والهوية الوطنية، وبالنسبة لدعم الإمارات للخيول العربية فإنه لا يقتصر على مسابقاتها وبطولاتها في الداخل بمختلف الفئات، ولكنه يشمل كل المنظمات الدولية وكل دول العالم من خلال السباقات والمسابقات والبطولات التي تنظمها للاعتناء بالخيل، وتشجع الملاك والمربين والعارضين والمتسابقين في مختلف المسابقات الرياضية سواء كانت جمال الخيل أو القدرة أو قفز الحواجز، وفي الإمارات أشعر بشعور خاص لا أجده في أي دولة في العالم وهو أن الفروسية جزء عزيز من الثقافة والتراث والهوية للدولة، وأن تطوير الإهتمام بها موروث تتناقله الأجيال”.
وأضاف : ” ما يقدمه سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان من دعم، مقدر من كل الأطراف المعنية بالخيول العربية حول العالم سواء كانوا متسابقين أو ملاك أو مربين أو عارضين أو مؤسسات دولية تهتم بهذا القطاع، لأن هذا الدعم أصبح ركيزة أساسية من ركائز الحفاظ على هذه السلالات في العالم، ويقدم للمربين والملاك الحافز لتوجيه المزيد من الإهتمام بها، سواء في مجالات جمال الخيل أو سباقات القدرة أو قفز الحواجز، وفي نفس الوقت يحافظ على التوازن في حضور وبقاء كل أنواع السباقات والبطولات في مختلف التخصصات بكل دول العالم، ونحن كأفراد ومؤسسات دولية وملاك نقدر هذا الدعم وهذا الأسلوب الذكي من العمل للحفاظ على سلالات الخيل العربية الأصيلة وتوفير أفضل بيئة لتطوير مهاراتها والإبقاء عليها للأجيال المقبلة”.
وحول انطباعه عن مستوى التنظيم وآليات الإدارة لبطولة الإمارات الوطنية لجمال الخيل العربية قال لاسينا : ” تنظيم احترافي بامتياز في كل شيء، أحضر هنا بشكل منتظم منذ 5 سنوات، ولا أجد فقط جودة في التنظيم، ولكني أرى تطويرا مستمرا لرفع جودة الأداء، وتطبيقا مثاليا للوائح والقوانين، وحرصا على توفير الشفافية والعدالة الكاملة لكل المتسابقين مع استخدام أحدث وسائل التكنولوجيا في كل التخصصات، واعتبر أن كل سباقات وبطولات الإمارات نموذج يجب أن يحتذى به في مختلف سباقات العالم لرفع جودة الأداء في مثل هذه البطولات”.
وعن انضمام محمد أحمد الحربي لعضوية المكتب التنفيذي للمنظمة الأوروبية لسباقات جمال الخيل العربية بأعلى الأصوات في انتخابات سبتمبر الماضي التي عقدت بمدينة فرانكفورت الألمانية قال لاسينا : ” أعرف محمد الحربي منذ أكثر من 10 سنوات، واعتبر نفسي أكثر المستفيدين من وجوده في المنظمة لخبراته الطويلة، وجهده الوفير، ومبارداته التطويرية المستمرة، وهذا ما نقدره ونحتاجه، كنا نحتاج لتلك الخبرة والكفاءة لتمثيل منطقة الخليج في المنظمة الدولية، ووجوده يحقق التوازن والاستقرار في عمل المنظمة، نحن نريد أن ننجح كفريق ولا نبحث عن النجاحات الفردية، ومحمد الحربي يمتلك تلك الثقافة، وسيكون وجوده سندا ودعما لعمل المنظمة في المستقبل”.
وعن أولويات المنظمة في المرحلة المقبلة قال : ” تطوير الكوادر العاملة في مجال بطولات جمال الخيل العربية من أبرز الأولويات بالنسبة لنا في المرحلة المقبلة، لأن ذلك سينعكس في الأساس على رفع مستوى كل الخدمات المقدمة للخيل العربي وسلالاته النادرة، واستثمار الأفكار والمقترحات الجديدة الواردة من أعضاء المكتب التنفيذي لإقرارها بما يخدم إستراتيجية عمل المنظمة الدولية، ويوفر لها الاستقرار، والبيئة المثالية للتطور، وسأكون حريصا على تبني المقترحات الإماراتية لتطوير الأداء في المنظمة الدولية بما فيها تغيير اسمها إلى المنظمة الدولية بدلا من المنظمة الأوروبية، لتشمل كل المهتمين بجمال الخيل العربية في مختلف دول العالم، وسوف نطرح هذه المقترحات على اجتماع اللجنة التنفيذية ونحصل على الموافقة عليها لاعتمادها لانها تستجيب لمتطلبات المستقبل”.
وحول رؤيته لمستقبل العلاقة والتعاون بين الإمارات والمنظمة الأوروبية لجمال الخيول العربية قال لاسينا : ” مشروعاتنا المشتركة قائمة منذ فترة طويلة، ووجود محمد الحربي معنا زاد من ارتباطنا مع الإمارات، والإمارات بالنسبة لنا ركيزة مهمة من ركائز التطور واعتماد أساليب عصرية تؤهلنا لدخول المستقبل بثبات وقوة، فكل ما تقدمه الإمارات ينعكس على أنشطة جمال الخيل في مختلف دول العالم، ونظام التسجيل الإلكتروني المتبع في الإمارات لحوكمة العمل وتوفير كل البيانات والخدمات للخيول والمربين والملاك والعارضين من الأنظمة المتطورة على مستوى العالم، كما أن جودة الأداء في تنظيم الأحداث والبطولات وبرامج تطوير الكوادر كلها مجالات سنعمل عليها في المستقبل لخدمة المنظمة”.
وعن رسالته للإمارات في احتفالاتها بعام الخمسين واليوبيل الذهبي للتأسيس قال لاسينا:” رسالتي هي رسالة تهنئة للإمارات قيادة وحكومة وشعبا، وشهادة بأن الإمارات تقدم تجربة رائدة في التطور الحضاري بأسرع فترة زمنية وبأعلى درجة من الوعي والجودة، ومن الملاحظ للجميع أن الإمارات من أكثر دول العالم استثمارا في علوم ومعارف وبرامج وتكنولوجيا المستقبل، وأتمنى أن تستمر في مسيرتها لأنها نموذج عالمي يلهم الجميع كيف نعبر إلى المستقبل بوعي وثقة وكفاءة .. وفي مجال الفروسية والخيول العربية أتمنى أن يستمر دعم الإمارات له لأنه قطاع مميز ويستحق أن نحافظ عليه ونحميه في المستقبل، وأتوقع أن تكون الإمارات أهم ركيزة من ركائز الحفاظ على الخيول العربية في العالم ودعم وتشجيع المربين والملاك والعارضين في الخمسين عاما المقبلة “.
وعما إذا كان قد خطط لزيارة فعاليات إكسبو دبي 2020 قال لاسينا : ” من المؤكد أنني أدرجتها في خطتي ووجدت كل الدعم من المسؤولين في جميعة الإمارات للخويل العربية، حيث وفروا لي الفرصة وبكل صراحة أقول بأن استضافة دبي لهذا المعرض الدولي الأكبر والأضخم في العالم في تلك الظروف الاستثنائية رسالة تفاؤل للعالم، بعد عام ونصف تقريبا من الإغلاق والإحباط، وتنظيم الحدث بتلك الكفاءة الكفاءة العالية دليل على نجاح الإمارات بامتياز في التعامل مع الجائحة، وقيادتها للعالم إلى التعافي التدريجي والعودة للحياة الطبيعية، وإلى جانب ذلك فإن ما تقدمه دبي في استضافتها لفعاليات إكسبو من الصعب أن يتكرر، لأنها أطلقت العنان للخيال لدى كل المبدعين من الدول والشركات والأفراد ووفرت لهم أفضل بيئة لاستشراف تكنولوجيا المستقبل والتعامل معه باعتباره حقيقة ماثلة أمام الجميع”.