كلما صار الطقس باردًا ورطبًا، أصبحت هناك العديد من الأشياء التي يجب مراعاتها من أجل الحفاظ على صحة الخيول طوال أشهر الشتاء الطويلة. سنتحدث في هذا المقال عن المخاوف الأكثر شيوعًا فيما يتعلق بإسكان الخيول، والحفاظ على صحتها، والتغذية الصحيحة، والتمارين الرياضية في الطقس البارد.
أولًا: المأوى
في أقسى أيام الشتاء، سيساعد الشعر الأطول والأكثر كثافة للخيول على إبقائها دافئة ومنع فقدان الحرارة من جسدها. لكن، قد يحد ذلك في نفس الوقت من قدرتها على التبريد بشكل فعال وبسرعة بعد التمرين. قد تشمل بعض الحلول الأنسب لهذه الحالة قص الشعر الطويل وتغطية الخيل ببطانية. عندما يتم تدريب الخيول في الطقس البارد والرياح و / أو الطقس الرطب، يجب أن تتم مراقبتها باستمرار لملاحظة الارتعاش (سواء كانت مغطاة أم لا).
يمكن أن تكون صحة الجهاز التنفسي للخيل خلال فصل الشتاء مصدر قلق إذا تم وضعها في الداخل مع تهوية محدودة. يجب الاهتمام بالتهوية المناسبة عن طريق إبقاء النوافذ / الأبواب مفتوحة قدر الإمكان، حتى في الطقس شديد البرودة. كما تسهل مراوح / فتحات السقف تبادل الهواء بشكل ملائم. يجب إزالة الفراش الرطب والسماد مرة واحدة على الأقل يوميًا.
ثانيًا: البطانيات
ليس من الضروري تغطية الخيل ببطانية في الشتاء إن كان شعره كثيفًا بشكلٍ طبيعي، إذ يمكنه التكيف مع البرد. لكن، تتوفر مجموعة متنوعة من البطانيات، بدءًا من الملاءات خفيفة الوزن الأنسب للاستخدام على المدى القصير بعد الركوب، إلى البساط السميك المقاوم للماء، والمصمم للاستخدام على المدى الطويل مع الخيول التي تم إخراجها لفترات طويلة من الوقت.
من المهم اختيار بطانية مناسبة للظروف المختلفة التي يواجهها الخيل. فإذا كان الطقس رطبًا، من المهم أن تكون البطانية على الأقل طاردة للماء ومبطنة بمادة تزيل الرطوبة عن جلد الخيل. أيضًا، يجب مراقبة الخيول المغطاة يوميًا إما عن طريق إزالة البطانية أو التحقق منها باليد لمعرفة ما إذا كان وزنها ثقيلًا ويتسبب في تعرق الخيل. فإذا كان يتعرق تحت البطانية، خاصة إذا كان شعره متسخًا، فقد يساهم ذلك في تهيج الجلد والالتهابات.
من المهم أيضًا أن تكون البطانيات ملائمة للخيول. تصاب العديد من الخيول بتقرحات على الأكتاف، وحيث تثبت الأشرطة الخاصة بالبطانية إذا كانت ضيقة جدًا. إذا تم تغطية الخيل بشكل مستمر، فمن الضروري إزالة البطانية تمامًا مرة واحدة يوميًا على الأقل. يمكن القيام بذلك أثناء تجهيز الخيل. أيضًا، يجب التحقق من علامات الاحتكاك والالتهابات ومراقبة زيادة الوزن أو فقدانه.
ثالثًا: التغذية
من المهم بشكلٍ أساسي خلال أشهر الشتاء توفير سعرات حرارية كافية للحفاظ على حالة جيدة لجسم الخيل، بالإضافة إلى شرب كميات كافية من الماء لمنع المغص. لمراقبة درجة حرارة الجسد للخيول في الشتاء، من الضروري أن يتم لمسها جسديًا من أجل الحصول على تقييم فعلي. في فصل الشتاء، تحتاج الخيول غالبًا إلى طاقة إضافية للتدفئة، وقد تزيد متطلبات الخيول من الطاقة بنسبة تصل إلى 25٪ خلال أشهر الشتاء. عادة يمكن تلبية هذه الحاجة عن طريق التغذية بما يقرب من 25٪ من التبن بصورة إضافية، إذ يولد التبن الإضافي دفئًا إضافيًا للخيل من خلال الحرارة الناتجة في الأمعاء الخلفية (الأعور والقولون) عند هضم / تخمير العلف.
إحساس الخيول بالملل يمكن أن يكون أيضًا عاملاً مهمًا في فصل الشتاء، وذلك عندما لا يتم تشغيلها أو ممارسة الرياضة بنفس القدر. لذا، فإن إبقاءها في حالة رضا عن طريق تقديم التبن أو التغذية القائمة على الأعلاف والملح والماء سيقلل من حدوث المشكلات المرتبطة بالتوتر.
إذا كانت الخيول تستهلك تبنًا شديد النضج أو منخفض الجودة، فقد يكون محتوى الفيتامينات والمعادن غير كافٍ. يعد استكمال حصص التبن منخفضة الجودة بمكملات متعددة الفيتامينات / المعادن المصممة خصيصًا لمرحلة حياة الخيل (النمو، البلوغ، الرضاعة، الخ) ونوع التبن (الأعشاب مقابل البقوليات مثل البرسيم) أمرًا جيدًا في أي وقت من السنة.
أيضًا، من المهم أن يتم منح الخيول إمكانية الوصول إلى كمية غير محدودة من الماء (عادةً 10 جالونات أو أكثر) مرة واحدة على الأقل يوميًا، خاصةً إذا كان الماء متاحًا فقط في دلاء أو أحواض. في حالة استخدام السقايات الأوتوماتيكية المسخنة، يجب فحص الوحدات يوميًا للتأكد من أنها تعمل بشكل صحيح ولم تتجمد أو بها قصور كهربائي قد يتسبب في تلقي الخيول للصدمات الكهربائية عند الشرب. يمكن كذلك إضافة ملعقة كبيرة أو اثنتين من الملح العادي للتغذية لتشجيع زيادة تناول الماء، وإذا تمت التغذية بالأعلاف ذات الحبوب أو مكعبات القش، فيمكن نقعها في الماء لزيادة كميتها. يجب أن تتمتع الخيول دائمًا بحرية الوصول إلى كتل الملح.
رابعًا: ممارسة الرياضة
في طقس الشتاء القاسي، تكون معظم الخيول سعيدةً بالبقاء بداخل الإسطبلات. ومع ذلك، إذا أصيبت الخيول بوذمات أسفل الساق، فيجب بذل الجهود في ممارسة الرياضة قدر الإمكان (حتى لو كانت في ساحة داخلية) أو على الأقل المشي بداخل الإسطبل نفسه.
لا يلزم إيقاف تدريب الخيول عندما يصبح البرد شديدًا، فإن القيام بمجموعات من تمارين الهرولة أو بعض الأعمال الخفيفة يمكن أن يساعدها في تكييف القلب والأوعية الدموية وتحسين القوة الخلفية. أيضًا، لا يُنصح بتمرين الخيول وهي ترتدي البطانية أو الملاءة طوال فترة التمرين. إذ أنه من المهم تبريد طبقة الشعر وتجفيفها. قد يؤدي ترك الخيل مبللًا ودافئًا بعد قيامه بالتمرين وتعريضه للبرد وهو بهذا الشكل إلى إصابته بالبرودة والتوتر الشديد.
نقطة أخرى شديدة الأهمية، وهي أنه إن كانت الأرضية التي سيمارس فيها الخيل التمارين الرياضية مبللة، سواءً بفعل الأمطار أو الرطوبة، فسيكون من الأفضل تأجيل التمرين في ذلك اليوم أو الأسبوع بدلاً من المخاطرة بتعريض الخيل لإصابة.
خامسًا: الصحة العامة
أحد الاهتمامات الصحية في الشتاء هو الحماية من الأمراض المعدية، على الرغم من أن معظم الخيول تحصل على التطعيمات الروتينية في فصل الربيع. يوصى بتلقي التطعيمات المعززة للأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال المباشر، مثل الأنفلونزا والتهاب الرئة، خاصة إذا كان الخيل في إسطبل داخلي به الكثير من الخيول.
إذا تم إحضار خيول جديدة بشكل متكرر أو كان الخيل يحضر العروض / المسابقات طوال موسم الشتاء، فقد تكون هناك حاجة إلى جدول تحصين أكثر صرامة. لا ينبغي أن تكون الأمراض التي ينقلها البعوض مثل فيروس غرب النيل مشكلة في المناخات الباردة، ولكن يجب أخذ اللقاحات المعززة في الاعتبار عند شحن الخيل إلى مناخات أكثر دفئًا في فصل الشتاء.
أيضًا، يمكن أن تظهر اعتبارات صحية أخرى خلال أشهر الشتاء بعد العواصف الشديدة. قد تكون بعض أوراق الأشجار التي تتساقط في المراعي سامة، ويمكن للخيول أن تمضغ الأغصان بدافع الفضول أو الملل. أيضًا، في فصل الربيع، عادةً ما تكون النباتات الخضراء الأولى التي تظهر هي أعشاب ضارة، وليست أعشابًا مغذية. لذلك، من المهم إطعام الخيل الكثير من التبن وقص الحشائش أو استخدام مبيدات مخصصة للأعشاب الضارة إذا لزم الأمر.
قمنا في هذا المقال بتوضيح بعض الاعتبارات الخاصة بالرعاية اللازمة للخيول في فصل الشتاء. تأكد من الالتزام بها كي تجنب خيلك التعرض للمشاكل الصحية المحتملة في هذه الأيام القاسية.