لا تكتمل زينة خيول “التبوريدة” وفرسانها في المغرب، إلا بسروج تقليدية اشتهرت بحياكتها أيادٍ مغربية تعكس شغف أبناء هذا البلد بالخيول وتزيينها بما غلا ثمنه وحلا شكله.
و”التبوريدة” أو الفروسية التقليدية، هي استعراض يحاكي معارك التحرير واحتفالات الانتصار، يمتطي فيها الفرسان أجود الخيول، تكسوها سروج مزركشة ومطرزة، حاملين بنادق محشوة بالبارود (الذخيرة الحية). وتعود تسمية “التبوريدة” إلى استعمال البارود، ويرجع تاريخها إلى القرن الـ 15، بحسب مؤرخين.
وتختلف المناسبات التي يحتفل بها المغاربة ويتخللها استعراض “التبوريدة”، كالمناسبات الوطنية أو الاجتماعية كالأعراس والختان، وكل ذلك يجري على وقع أغانٍ ومواويل تمجد الخيل والبارود والبندقية. والسرج هو الرحل الذي يوضع على ظهر الخيل ليجلس عليه الفارس.
يقول أمين الشرايبي، (صانع سروج)، زارته الأناضول في رواقه، بالمعرض الدولي للفرس بالجديدة، والذي أقيم في وقت سابق من الشهر الجاري: “إن السرج يتكون من قطع مختلفة، وغالباً ما يُصنع من الموبرة والمليفة (أثواب فاخرة مستعملة منذ القدم لخياطة ملابس أغنياء القوم) والجلد، كما يُطرز بالخيط الفضي والذهبي”.
الرابط المختصر لهذا المقال: https://alassalah.com/1idBr
تفنن الصناع التقليديون المغاربة في زخرفة سروج التبوريدة، حتى تعددت أشكالها وألوانها، وأجمل هذه السروج ما كان مرصعا بالألوان الذهبية اللامعة مثل لمعان “البطيخ الأصفر”حسب هذا المتن الشعبي الذي يتحدث عن فن التبوريدة بقوله:
وما تركب حتى دير الصفيحه،. وما تْرْكْبْ التْرشيح حتى تكون التسريحه، والسْقْطْ يكون لونو كيف البطيخة ، والرْكَّاب عاطي للعود اقريحه، وقبل ما تركب سبح واقرأ الفاتحه…
التْرشيح “الفراش على ظهر الحصان”
التسريحة “الفراش الأول ”
السْقْطْ “الفراش الظاهر العلوي”
اقريحة “بمعنى الجرح المؤلم”
الفاتحا “سورة الفاتحة”
(باحث في الخيل والأدب الشعبي المغربي)