مدير جمعية الخيول العربية بالإمارات يؤكد أن الدماء العربية الخمسة للخيول صارت سلالات في ظل التفاعل والمشاركات العربية والعالمية.
ميدل ايست أونلاين
كتب ـ محمد الحمامصي
كشف عصام عبدالله مدير جمعية الإمارات للخيول العربية في حوارنا معه على هامش الدورة التاسعة لمعرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2011 عن امتلاك الإمارات لأكبر عدد خيل مسجل في الوطن العربي، وأنه مقارنة بمساحتها بدول أخرى وعدد مزارع الخيول تعد الإمارات في صدارة الدول التي تمتلك خيلا موثقا ومسجلا، ويبلغ عددها ١١ ألف خيل عربي موثق، وقال إن الإمارات تستخدم للتوثيق والتسجيل أحدث التقنيات التكنولوجية في العالم، تستخدم الميكروشب إضافة إلى التشبية وفرض الجوازات الإلزامية.
وأوضح عبدالله أن التسجيل قد يكون غير إلزامي لغير الراغب، لكن في حالة التسجيل لا بد من أخذ عينات الدم والحمض النووي والميكروشب، لكن هناك خيولا عربية لا يرغب أصحابها في تسجيلها، الأمر الذي يعني أن عدد الخيول العربية في الدولة قد يتجاوز العدد السابق بكثير.
وقال مدير جمعية الإمارات للخيول العربية “بدأت سلطة التوثيق والتسجيل عام 1986، والعرب إجمالا سواء في مصر أو سوريا بدأوا الثقة ثم التدوين وثم التسجيل، الثقة تعني قول الناس إن هذا خيل فلا أبوه فلان وأمه فلانه ودمه حمداني أو سلقاني ـ أنواع دم الخيل العربي الأصيل البالغة خمسة ـ ثم جاءت خطوة التدوين لتؤرخ لذلك حيث يمكن القول إن باشوات وأمراء مصر بدأوا بتدوين مصادر وفود الخيل وكشف نسبها، أما سلطة التسجيل فهي تابعة لمنظمة عالمية لها قوتها، الأمر الذي غير الكثير من الأمور، ليصبح ما تسجله الآن جزءا مما عندك وجزءا مما هو قادم من الخارج، ومن ثم صار لديك سلطة تسجيل، وغيرك لديه سلطة تسجيل، لكن بالنهاية هناك تناسب في الدم”.
وأضاف “الدماء العربية الخمسة للخيول ومنها الحمداني والسقلاوي والعبياني، صارت في ظل التفاعل والمشاركات العربية والعالمية القادمة من أوروبا وأميركا، سلالات، زمان كان يقال هذا حمداني، من أبيه أو أمه غير معروف، الآن أصبح الأب معروفا، والأم كذلك، اندثرت الدماء ولم تعد تستخدم، وأصبحت الناس تسير في إطار السلالة هذا الأب وهذه الأم وهذا الجد وهكذا، الآن أن تبغي الأفضل، من الممكن أن يكون لديك خيل سقلاوي لكنه لا ينتج خيلا قويا، ومن ثم كان التزاوج، والبحث في السلالة الأقوى، لكن من يحب أن يحتفظ بها فلا مشكلة لكن عليه توثيق ذلك”.
وأكد عبدالله أن الإمارات تمتلك الخيول العربية الأقوى في المنطقة إلى جانب العدد، لذا فهي تنافس عالميا، وتنافسها يزداد اتساعا بفضل السابقات والمهرجانات المحلية والدولية التي تتبناها الدولة، والتي دعمت المربين والملاك وأتاحت لهم تكوين ثروة، وذلك بحرص شيوخنا على دعم الملاك والمربين ذوي الإمكانيات المحدودة.
وأشار إلى إن الخيول العربية لم تكن في التاريخ الحديث في الخليج العربي مجرد وسيلة نقل بل كانت أداة حرب، ولم يكن فقط يستخدمها العامة بل والخاصة من الملوك والأمراء والشيوخ، لذا كانت أعدادها كبيرة لكن على مستوى النوع كانت أنواعها محدودة، بينما انحصر استخدامها بفئة معينة في بلاد الشام ومصر.
وقال: “عندما نقارن بين أعدادها في الماضي والآن قياساً لعدد السكان، نجد أن الفارق بسيط، والنسبة متقاربة، فعلى الرغم من وجود توسع الآن إلا أن النمو يعتبر بسيطا جداً، صحيح أن عدد الملاك في الماضي كان لا يتجاوز العشرة، وأصبح الآن لدينا 1800 مالك للخيل العربي إلا أن النسبة المئوية بالنسبة لعدد السكان متساوية تقريباً”.
وأكد أنه ليس مطلوبا من ذوي الدخل المحدود أن يصبحوا مالكين لمزارع للخيل، ولكننا نشجعهم على الاقتناء، كما نشجع مالكي الخيول ورجال المال أن يطوروا عملهم ويوسعوه، والتشجيع ليس دعما ماليا مباشرا ولكن بالمسابقات والسباقات والجوائز مما يجعل الجميع يسعون إلى تطوير ما لديهم والتنافس من أجل الحصول على أفضل السلالات وأفضل خيول السباق والجمال وغيره، وكان لذلك المبدأ فاعليته في توسع الكثيرين وتحقيقهم للمكسب والثراء.
وأوضح مدير جمعية الخيول العربية بالإمارات أنه عند القول “ملاك” يعني مزارع “مرابط” الخيل “المزرعة يمكن أن تضم خمسة أو ستة ملاك، الأب والأم والبنت والولد، ولكننا نحتسبها مزرعة واحدة، ومعظم الملاك من داخل الدولة، لكن هل هناك ملاك من خارجها؟ بالطبع ومسموح لأي شخص أن يتملك خيلا عربيا”.
وقال: “تتميز الإمارات بأن أي توليد خيل يتم تسجيله مجانياً كهدية تشجيعية من الدولة لمربي وملاك الخيل، وتعتبر الإمارات البلد الوحيد في العالم الذي يقدّم هذه الخدمة مجاناً”.
ونبه عصام عبدالله أن الخيول بالإمارات ليست قصرا على خيل سباق فقط ولكن هناك خيل جمال وخيل ركوب وخيل قفز، و”محور الجمال أصبح اليوم غاية في الأهمية، والإمارات أحد المنافسين الأبرز على مستوى العالم في هذا المجال، وحصلت على بطولات عالمية في الجمال، ومحليا هناك منافسة قوية نتيجة الجوئز التي تم إطلاقها”.
وحول كبار ملاك الخيل في الإمارات أشار إلى أنه من المفترض أن الأقل امتلاكا يملك واحدا أو اثنين، أما “أكبر ملكية إماراتية للخيل فتبلغ 870، وهي لمزرعة ورسان للشيخ سلطان بن زايد آل نهيان، وأفضل منتج لخيل السباق مزرعة الشيخ منصور بن زايد آل نهيان والشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، وأفضل ثلاث مزارع لخيل الجمال مربط عجمان للشيخ عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان، ومربط الزبير للشيخ عبدالله بن محمد آل ثاني بالشارقة، ومربط دبي للشيخ محمد بن راشد آل مكتوم”.
وقال عصام عبدالله “على مستوى الدولة هناك تنظيم لثماني مسابقات جمال، مسابقة في عجمان ومسابقة في دبي وثلاث مسابقات في الشارقة، وثلاث مسابقات في أبوظبي وجميعها تنظمها جمعية الخيول العربية، والتحكيم يكون من 1 إلى 20 نقطة ضمن خمسة معايير، الأول الرأس والعنق والثاني الظهر، الثالث الأرجل، والرابع الحركة، والخامس نوع الخيل”.
وأضاف “من المهم الإشارة إلى أن الخيل العربي ليس خيلاً للسباق في المقام الأول، وإنما هو خيل للجمال، ولكنه قادر من خلال إمكانياته الاستثناية وبالتدريب يصبح خيلاً للسباق، أما الجمال فهو ميزة غير موجودة في أي فصيلة من فصائل الخيل الـ 150 الموجودة في العالم، الجمال ميزة مقصورة على الخيل العربية، وكل خيل لا يحمل علامات الجمال هو بالتأكيد ليس خيلاً عربياً أصيلاً”.
و”من ملامح الجمال لدى الخيل العربي الوجه والجسم، فالوجه يحمل تقاطيع ناعمة ومعينة، فالفم أصفر والعين أوسع وتتموضع وسط الوجه وسوادها طاغ والأذن متوازنة، والرقبة منحنية إلى الداخل وليس للخارج، والأرجل المتناسقة، والجسم متوازن بين طول الجسم وعلوّه، والقدم غير المنفردة وغيرها، كذلك يكون الخيل العربي حذراً ويتفاعل مع فارسه، ولديه نوع من الإلهام، فهو مثلاً يتوقف عن الجري عندما يستشعر خطرا أو يعرف أن عليه أن يستريح ويصر على ذلك”.
وحول المدربين قال مدير جمعية الإمارات للخيول العربية “هناك مربون يفضّلون المدربين الأجانب فيما يفضّل بعضهم الآخر المدربين المحليين، ونسبة المدربين الإماراتيين في الإمارات أعلى من نسبة الأجانب، ونجح العديد منهم في وصول خيولهم التي يشرفون عليها بأفضل وأقوى السباقات المحلية والأوربية ضمن السباقات الدولية”.
وأوضح “تختلف طريقة تدريب المدرب الإماراتي عن المدرب الأجنبي، فالمدرب الإماراتي مدرّب وطبيب شعبي في نفس الوقت، وهذا أمر في غاية الأهمية، فهو قادر على علاج الخيل في الكثير من الحالات فيما يعتمد المدرب الأجنبي على أطباء مختصين فوراً دون أن يملك الخبرة بعلاج الفرس، وجميع المدربين الإماراتيين معتمدين من هيئة الإمارات للسباقات، وهي الجهة المسئولة عن توثيق وتسجيل المدربين والفرسان، والعضو فيها له الحق في التدريب في أي بلد في العالم، فهو ليس بأقل كفاءة من المدرب الأجنبي بل يفضله في كثير من الأحيان”.
تسلم يأخي عصام وصح لسانك