وردت في الكتب العربية القديمة مسميات لصفات الخيل العربية، لم نعهدها، وربما من أول وهلة لن نفهمها، لكنها لغتنا العربية الفصيحة، التي تركناها وراء ظهورنا، من غير قصد. لكننا بين الفينة والأخرى سنتناولها، ونشرحها، ونستمتع بها. بنثرها، وشعرها، وبلاغتها..
فقد جاء في كتاب (الخيل) لأبي عبيدة، مجموعة من صفات الخيل تحتاج إلى بعض من الصبر عند قراءتها، فهلموا بنا إليها..
(الهيكل والطمر والتئق والغرب والخنذيذ والجرشع والصتم والوهم والطرف والأقب واليعبوب والعنجوج والنهد والعتد والوأي والمشترف والمرجم والقرزل والذيال والخروج والشيظم والمفاض والخدب والرفن والرفل والشرجب والصلدم والصمم والمعن والمتل والعميثل والتياح والمنعب والسرحوب والسلهب والمحبوك والربذ والجأب والبؤب والغوج والشخت والرطل والقوق والعش والصقل والمنصب والمشرف والموضع والشطبة والخيفانة والخيفق والعلجزة والسمحج والشوهاء)..
فأما الهيكل: فالعبل الكثيف اللين العظيم.
قال امرؤ القيس:
وقد أغتدي والطير في وكُناتها … بمنجرد قيدِ الأوابدِ هيكل
والطِمر: الطويل القوائم الخفيف الوثب.
قال أبو داود:
وطِمرة كِهراوة الاعزاب … ليس لها عدائد
والتئق: النشيط الهياج
قال عبد الرحمن بن حسان:
بأجرد مثل قضيب الأشاءِ … مستأنس تئقٍ هيكل
والغرب: المتتابع في حضره.
قال بشر بن أبي خازم الاسدي:
وخنذيذ ترى الغُر مول … منه كطي الزِق علقه التِجار
والجرشع: السابغ الضلوع المجففر.
قال أبو دواد:
جرشُع الخلق بادِن … فإذا ما أخذته الجِلالُ والمِضمار
والصتم: الذي شخصت أعالي ضلوعه حتى تساوت بمنكبيه وعرضت صهوته .
والوهم: العبل الكثيف الكثير اللحم الطويل ولا يكون قصيرا.
والطرف: الطويل القوائم الطويل العنق المطرف الأذنين.
قال عقبة بن سابق:
وقد أغدو بطرف سا بح … ذي ميعةٍ سكْبِ
والأقب: اللاحق الصفاق الذي قد تساوى صفاقه بشراسيفه.
قال امرؤ القيس:
تحتي اقب مقّلص عبلُ الشَّوى … ويزِلُّ عن صهواتِهِ اّللبد
واليعبوب: البعيد القدر في الجري.
قال العامري:
لا تسقِه ضيحا ولا حليبا … أن لم تجده سابحا يعبوبا
والعنجوج: الطويل الممحص الطويل العنق مصفوحها.
قال عبيد بن الابرص:
والعناجيج كالقِداح من الشوحط … يحملن شكة الأبطال
والنهد: الكثير اللحم الحسن الجسم.
قال بشر بن أبي خازم
يضمر بالأصائل فهو نهد … أقب مَقلَّص فيه إقورار
والعتد: المعتر الذي ليس فيه اضطراب ولا رخاوة السريع الوثبة.
قال أنيف بن جبلة الضبي:
ولقد شهدتُ الخيلَ يحملُ شكتي … عَتد كسِرحان القضيمة منهب
والوأي: المعتر الشديد الحبال الشهم الحديد.
قال الجعفي:
راحوا بصائرهم على أكتافهم … وبصيرتي يعدو بها عَتد وأَي
والمشترف: العظيم الطويل الذي يكثر لحمه في شدة ويكون ذكيا شهما مشترفا لكل ما رأت عينه.
قال الطماح العقيلي:
يتبعن مشترفا تحثى دوائره … حثي الأكف بترب الهائل الحصِب
والمرجم: الذي يرجم الأرض بيديه رجما.
قال بشر بن أبي خازم:
فدهمَنهم دهماً بكل طِمرة … ومقطِع حلق الرِحالة مِرجِم
والقرزل: اللطيف اتمع الخلق الشديد الأسر
والذيال :الطويل الطويل الذنب، فان كان قصيرا طويل الذنب وقع اسم التذييل على ذنبه فيقال ذيال الذنب.
قال النابغة:
وكلّ مدجج كالليث يسمو … على أوصال ذيالٍ رِفنِ
والخروج من الخيل الذي يغتال بعنقه كل عنان جعل له.
قال الشاعر:
مخَلطٌ مزِيل مِعن مِفن مِمعج … منفج جموح خروج
والشيظم: الطويل الظاهر العصب.
قال النهدي:
من كل خيفانةٍ كسافلة الرم … حنسولٍ وشي ظم هدِب
والمفاض: الرحيب الجلد الكثير اللحم الضخم البطن.
والخدب: الاجوف المجفر.
والرفل: الكثير اللحم الرحيب الجلد الوافر الشعر وكذلك الرفن أيضا.
والسلهب والشرجب: الطويل القوائم العاري أعالي العظام.
قال أبو دواد:
سلْهب شرجب كأن رِماحا … حمَلته وفي السراة دموج
والصلدم: الشديد، شبه بالصخرة.
والصمم: من الصخور الصلب المحتشى خلقة جوفه كخلقة ظاهره.
قال النابغة الجعدي:
غارةٍ تركُض الفيافي … قد جاريت فيها بصلدِم صممِ
والمعن: الذي لا يرى شيئا إلا عارضه.
والفن: الذي يأخذ في كل فن.
والمتل: الغليظ الشديد.
والعميثل: السبط الذيال المختال في مشيه.
قال ربيعة الضبى:
متقاذفٍ شنج النسا عبل الشوى … سباق أندية الجِيادِ عميثِل
التياح: الذي يعارض كل شيء عرض له
والمنعب: الذي يسطو برأسه ولا يكون في حضره مزيد.
قال الشاعر:
وتحتي ذو ميعةٍ سابح … سليم الشظا منعب اجرد
والسرحوب: المسود السرح اليدين .
قال الأنصاري :
قد اشهد الغارَة الشعواء تحملني … جرداء معروقة اللحيين سرحوب
والسلهب: أشد اهمادا من السرحوب في حضره واشد منه انتصابا، والمحبوك وهو الممر المجلوز.
قال الشاعر:
قد عذا يحملني في أنفِه … لاحِقُ الإطلينِ محبوك ممر
والربذ: المدل المختال.
قال الشاعر:
يعدو به ربِذٌ اجشٌّ كأنه … هِقْل يؤائل جِنح ليلٍ مظلم
البؤب: القصير الغليظ اللحم الفسيح البعيد القدر.
قال الكلبي:
أعددت للدهر وروعات … الّنبا وطرد الوحش عتيقاً بؤَبا
وقال عقبة بن سابق:
أسيلٍ سلجِم المقبل … لا شخْتٍ ولا جأبِ
والغوج: الطويل القصب .
قال علقمة بن عبدة:
بغوجٍ لباناه يجول بريمه … على نفثِ راقٍ خشية العين مجلب
والرطل: الضعيف.
قال بن حطان:
طوع القِياد وأي تقريبه خذم … يسَتن كالسيد لا رطلٌ ولا صقِلُ
والقوق: الطويل القوائم.
والمنصب: الذي يغلب على خلقه كله نصب عظامه حتى ينتصب منه ما يحتاج إلى عطفه.
والمشرف: هو المشرف أعالي العظام الذي تشرف حجاباته وكاهله ويسمو طرفه ويرفع رأسه وتطرف أذناه وتنصبان.
قال امرؤ القيس:
ومغيرةٍ ناهبتُها بمشرف … حسنِ الدوابِر والسبيب طُوال
والموضع: الذي تذل رجله ويفرش وظيفه ثم يتبع ذلك ما فوقه من خلقة يوضع إليه.
قال بن حطان:
ممر القُوى مستحصد الخلق لم يَقد … إذا قِيد مسترخى الحِبال موضع
والشطبة: الطويلة المجدولة .
والخيفانة: الطويلة القليلة اللحم المخطفة البطن.
قال أبو دواد:
خيفانة تهدى الجِياد كأنها … غب الوجيف تُملُّ بالأجساد
والخيفق: كل طويلة القوائم فيها إخطاف.
قال سلامة بن جندل:
لدن غُدوة حتى أتى الليلُ دونهم … ولم ينج إلا كلُّ جرداء خيَفقِ
والعلجزة: الشديدة الأسر المجتمعة الغليظة اللحم.
قال امرؤ القيس:
بعجلزة قد أترز الصنع لحمها … كأن قُصيراها هِراوةُ مِنوال
والسمحج: القباء الغليظة اللحم المعترة .
قال أبو دواد:
فادبرن واستوثقتُهن بسمحجٍ … خفيف الجِراء كاضطرام حريق
والشوهاء: المفرطة رحب الشدقين والمنخرين الحسنة.
قال أبو دواد الأيادي:
وهو شوهاء كالجوالق فُوها … مستجافٌ يضِلُّ فيه الشكيم