إن هذا الحديث بمثابة قلادة من ذهب على أعناق الخيل العربية، مع شهادة تقدير وعرفان من سيد الخلق أجمعين، عليه أفضل الصلاة والتسليم. فكون يؤذن للفرس العربي بالدعاء؛ فهذا والله تكريم ما بعده تكريم، لهذه الكائنات دون غيرها. ولما لا تكون الخيل العربية من أحب الأهل والأموال، وفيها كل صفات الخير والوفاء والصبر والشجاعة .. والجمال.
فعن أبي ذر الغفاري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “ما مِن فَرَسٍ عَرَبيٍّ، إلَّا يؤذَنُ لَه عندَ كلِّ سَحَرٍ بدَعوَتينِ: اللَّهُمَّ خوَّلتَني مَن خوَّلتَني مِن بني آدمَ، وجعلتَني لَه، فاجعَلني أحَبَّ أَهلِهِ ومالِهِ إليهِ، أو مِن أحبِّ مالِهِ وأَهلِهِ إليهِ”.
وذكر أن معاوية بن حديج مر على أبي ذر، وهو قائم عند فرس له، فسأله ما تعالج من فرسك هذا؟ فقال: إني أظن أن هذا الفرس قد استجيب له دعوته! قال: وما دعاء بهيمة من البهائم؟ قال: والذي نفسي بيده ما من فرس إلا وهو يدعو كل سحر فيقول: اللهم أنت خولتني عبدا من عبادك، وجعلت رزقي بيده، فاجعلني أحب إليه من أهله وماله وولده.
قال أحد الرحالة الغربيين:
سيظل الجواد العربي إلى الأبد أكرم الخيول وأعرقها نسبًا.
وقال أكثم بن صيفي:
عليكم بالخيل فأكرموها فإنها حصون العرب.
وقال ابن خفاجة يمدح فرسا عربيا:
شددت على القوافي كف حر … كريم لا يسوغها لئيما
فما أطرى إذا أطريت إلاّ … حمياً أو حبيباً أو حميما
ومطرود أجرده صقيلا … ويعبوبا أركبه كريما
إذا أقبلته سمر العوالي … فلست أرده إلاّ كليما
وقد ألف العدو وكان ريحاً … على شرف تلف به هشيما
يشيم به وراء النقع برقاً … تألق شهبة وصفاً أديما
الخيل العربية لا يضاهيها صمف من اصناف الخيول الاخرى في الجمال و السلوك … الهم اروقنا خيلا عربيا اصيلا