نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن إطالة الجلوس على الخيل والحمير والبغال، وغيرها من المركوبات، أو الوقوف عليها من غير حاجة. فكثيرا ما ينسى الركبان، أو يتناسون أنفسهم وهم على دوابهم، فيتسامرون ويتضاحكون، ولا يتذكرون نصيحة النبي صلى الله عليه وسلم عندما مر على قوم وهم وقوف على دواب لهم ورواحل، فقال لهم: “اركبوها سالمة ودعوها سالمة ولا تتخذوها كراسي لأحاديثكم في الطرق والأسواق فرب مركوبة خير من راكبها وأكثر ذكرا لله تعالى منه”. وقال أنس بن مالك: كنا إذا نزلنا منزلا لا نسبح حتى نحط الرحال. قال الخطابي يريد؛ لا نصلي سبحة الضحى، إلا بعد أن ننزل ما على الدواب من متاع ورحال وسروج. وكان بعض العلماء يستحب أن لا يطعم الراكب إذا نزل المنزل حتى يعلف الدابة، فالمعنى أن الرجل يطعم دابته قبل نفسه.
وأنشد بعضهم:
حق المطية أن تبدا بحاجتها لا أطعم الضيف حتى أعلف الفرسا
فيكره أن يطال وقوف البهيمة المركوبة والمحملة والحديث عليها، وقيل؛ والخطابة والوعظ ايضا، ولا يناقض هذا كون النبي صلى الله عليه وسلم خطب على راحلته، فيحتمل أن ذلك كان لمصلحة لا تحصل مع النزول بفوت وقتها، فيجوز في مثل هذا الموقف.