جيفري وينترستين من يتلتون، كولورادو | ترجمة (الأصالة)
كان العام 2004 مليئا بالأحداث اللافتة للنظر في بولندا، لاسيما في جانو بودلاسكي. كان الإنتاج الأول لغزال الشقب من المهرات في بولندا يكمل عامه الأول، وكان واضحا أن غزال الشقب وبولندا سوف يشكلان ثنائيا متميزا. لم يكن في مقدور الفرد أن يتخيل على الإطلاق كيف أن نجاح الاستفادة من غزال الشقب وإنتاجه الأول المهرة بيانيسما الحمراء ابنة الفرس بيانوسا سوف يجسد ذلك. كانت بيانيسما، المهرة الرائعة التي كان يسوسها جان، ابن المدير تريلا، حديث منافسات جمال الخيل الوطنية في ذلك العام. عرف الحاضرون في تلك المنافسات أنه من المؤكد أنها سوف تذهب إلى منافسات باريس، وأن هذا الأمر لا يتطلب ” عرافا ” لمعرفة النتيجة النهائية له.
لقد تجاوزت بيانسيما الجنسيات وأحبها كل من رآها. لقد وثقت انتصاراتها توثيقا جيدا، ولكن بالنسبة لأولئك الذين يعرفونها شخصيا، فإن أهم صفاتها كانت شخصيتها الفريدة، وسحرها، وولعها بالناس. أذكر أنه بعد أحد عروض فصل الربيع، عدت إلى جانو لإلقاء نظرة على بعض مهور السباق مع المدير تريلا. في اليوم التالي، ذهبت أنا و صديقتي العزيزة أنيت ماتسون لمراعي الأفراس للتجول وإلقاء عبارات الوداع. كانت بيانسيما قد عادت لتوها من الولايات المتحدة عبر دبي، وكانت تتأقلم مع الحياة العادية لأفراس التشبية البولندية. رأت لحظة وصولنا ومرورنا من تحت السياج، فصهلت وجاءت إلينا. كانت بالطبع تتوقع مكافأة، ولكنها كانت مغتبطة بالبقاء معنا أكثر من تواجدها مع الأفراس الأخريات. لقد كانت كما لو أنها بشر أكثر من كونها فرساً.
تنحدر بيانسيما من بطلة السباق العالمية العظيمة التي تدعى بيلاركا بمنطقة جانو. ولقد كشف تريلا مرة أن أسف الكبير للمدير السابق كرستالويتز هو أن بيلاركا لم تترك ابنة بنفس جودتها هي. إلا أن تريلا أدرك أن رئيسه السابق ومعلمه كان مخطئا في أسفه هذا. لقد ترك كرستالويتز وراءه جميع الموارد الوراثية لخليفته، خصوصا الفرس بينيا التي لم تسبق وكانت مشهورة جدا وهي جدة بيانسيما. لقد كانت مهمة السيد تريلا كما ذكر ليس إعادة تحقيق أعظم انتصار في مجال التربية، وإنما ترك ما يكفي لأجيال المستقبل لتبني عليه. وكما يشير سكوت بنيامين ببلاغة، إنهم كانوا مرتاحين لما قام به هو على نحو جيد.
ستيوارت فيستي
أورورا، ولاية أوهايو
كانت بيانسيما حرفيا جذابة أو مغناطيسية! فإذا كانت بأي مكان بالقرب منك، فإنك تشعر بذلك، وسوف تذهب إليها … في بعض الأحيان فقط من خلال عينيك، وأحيانا أخرى فإن قوة شعور الاقتراب منها لا يمكن إنكارها. إنها متغطرسة بعض الشيء، وبصراحة لديها كل الحق في أن تكون كذلك. إنها فريدة وهي تعلم ذلك. يعتصر الألم قلبي لخسارة هذه الفرس الرائعة ودعواتي لأولئك الذين تولوا مثل هذه الرعاية الرائعة لها. إن عبارة “فريدة عصرها” لم تكن في يوم من الأيام أكثر ملائمة مما هي عليه الآن – إنها كذلك حقا“.
ألينا سوبيزاك
وارسو، بولندا
الأخبار التي ظهرت على الموقع الرسمي لمربط جانو بودلاسكي في يوم 19 أكتوبر سرت في عالم تربية الخيول بأسره ومحبي الخيول العربية – “* رحيل الفرس بيانسيما“.
كيف حدث ذلك؟ لقد كانت تبلغ من العمر 12 عاما فقط وفي 15 تشرين الأول قدمت نفسها بشكل جميل أثناء عملية التفتيش من أجل التشبية في فصل الخريف بجانو. لقد رأيتها يوم الجمعة في حظيرة الولادة، حيث كانت في انتظار ولادة مهر من سلالة أخرى. ولكن عندما تم تأكيد هذا الخبر كانت هناك صدمة، وعدم تصديق. كان يجب أن تكون هنا إلى أطول فترة، فمثل هذه الخيول لا تموت في هذه السن المبكرة، ولكن لا يمكن التشكيك في الأقدار الإلهية، وربما كانت هناك حاجة لها في المرعى الأكثر اخضرارا، حيث كانت بجانب أمها بيانوزا، وجدتها بينيا وجدتها الكبرى بيلاركا وأسلافها الآخرين من السلالة البولندية الشهيرة بمنطقة جانو.
تعود علاقتي الأولى بها للعام 2004 ومؤتمر الواهو، الذي عقد في بولندا في ذلك العام، حيث خرج السائس في المساء في مضمار سلوزويك للسباق، المضاء بالأضواء الكاشفة، وهو يقود مهرة تبلغ من العمر سنة واحدة. لقد التفت إلى ممثل من إحدى البلدان العربية والدموع تغمر عينيه وبصوت مشحون بالعاطفة، وقال لي “من فضلك قولي لي إنه تمثال فإن الخيول ليست بهذا الجمال”. وبطبيعة الحال كانت بيانسيما ظاهرة، وفي منتهى الجمال- هذه ليست سوى بعض التعابير من قائمة لا تنتهي من الإطراءات التي استخدمت لوصفها.
منذ أول عرض لها – في معرض الربيع للخيول حديثة السن بمنطقة بيالكا، حيث فازت بلقب البطولة وجائزة أفضل عرض، مكررة نجاح أمها – وما انفكت علامات بطاقات الحكام تترى. لقد كانت هناك رهانات حول كم هو عدد الدرجات الـ ” 20″ التي سوف تحصل عليها في أدائها المقبل، وعما إذا كانت ستحصل على لقب البطولة بالإجماع أو أن حكما سينحرف عن بقية الحكام. لم تتسلق بيانسيما سلم النجاح – بدءا من البرونز والفضة، ثم الذهب، عندما غادر منافسون آخرون المنافسة. كان كل عرض من عروضها هو عبارة عن ميدالية ذهبية ولقب بطولة- إنها “ولدت لتحقيق الفوز.”.
لقد فتنت بيانسيما من أول وهلة. لقد كنت سعيدة بكل نجاح من نجاحاتها، ولكن أجمل ذكرياتي معها كانت أثناء زيارات المربط – عندما شاهدتها وهي ترعي في المراعي، عندما ودعناها قبل رحلتها عبر المحيط، وعندما عادت و سمح لنا برشوتها بالموز في مقابل الوقوف لالتقاط صور، ومؤخرا عندما توليت رعاية ابنتها بامينا- التي سميت على اسم ملكة الليل في أوبرا “الناي السحري” لموتسارت.
يترقب الجميع دائما وبشغف الأخبار المقبلة لبيانسيما- إنه لأمر مؤسف حقا أن تكون آخر الأخبار محزنة. إن الفرس الأسطورة – و الأكثر جمالا ووسامة في العالم بقيت الآن مجرد ذكرى.
* لم تكن بيانسيما فقط هي الفرس العربية الأكثر إدهاشا والتي رعت في هذا الكوكب، بل كانت أيضا هي الفرس التي أسرت قلب كل إنسان التقت به بشخصيتها العظيمة وجمالها الفتّان.
بروس ماكريا
الرياض، المملكة العربية السعودية
لقد تشرفت بالتحكيم في البطولة البولندية الوطنية لعام 2004. في فئة المهرات عمر سنة، جاءت مهرة ذات لون كستنائي فحبست أنفاسنا. بالنسبة للكثيرين منا، بطبيعة الحال، كانت تلك هي معرفتنا الأولى لبيانسيما. لقد كانت مذهلة ثم صارت أكثر الأفراس المحبوبة والشهيرة على مر العصور. لقد كنت مفتونا بها لدرجة أنني طلبت من صديقتي إيرينا فيلسنجر أن تلتقط لي صورة معها بعد العرض. وما لم تكن تحظى بالفرصة لرؤيتها عن قرب، فلن تكون لديك أي فكرة حول كم هي جميلة حقا! إنه لأمر محزن جدا أنها قد فارقت الحياة.
جورج زبيوسكي
أوبورن، واشنطن
في أحد الصباحات الشتوية الباردة كنت أتمشى في حظيرة جانو للمهور الحولية مع كريغ غالون ومدير الحظيرة ماريك تريلا. كل المهور الحولية كانت مربوطة إلى أوعية التغذية في الحظيرة المفتوحة. وبينما كنا نمشي عبر الوسط أدارت المهور واحدا تلو الآخر رؤوسها نحونا ثم نظرت إلينا بيانسيما. نظر كريغ وأنا إلى بعضنا البعض – ثم كان الصمت. عجزنا عن الكلام. بعد عام واحد تفاوضنا على عقد الإيجار. لقد رافقتها إلى كل عرض تقريبا في الولايات المتحدة وكنت سائسها في المملكة العربية السعودية عندما فازت في الخالدية. في رأي، إن وصف بيانسيما بأنها فريدة من نوعها أو مثيرة لا ينصفها. لقد كانت هنالك بيانسيما واحدة فقط ولم يكن لها شبيه من قبل، ولن يكون هناك أي شيء مثلها أبدا.
سكوت بنيامين
كالجاري، ألبرتا، كندا
سأكون كاذبا لو لم أقل لكم أنني صدمت من جراء الخسارة المدمرة لبيانسيما، ولكن بدلا من التركيز على مأساة هذا الخبر المشئوم، أود أن أدعو الجميع للاحتفال بالحياة الإيجابية التي جسدتها بيانسيما. فمن لحظة وصولها كانت مميزة؛ وعلى نحو لا يصدق كانت المهرة الأولى لوالديها الشهيرين بيانوزا وغزال الشقب، في بولندا. لقد أشعلت سيرة لا مثيل لها في حلبات العرض كأول فائز بالتاج الثلاثي بالإجماع في أوروبا في عام واحد، بوصفها فرسا حديثة وكبيرة السن على حد سواء وهو إنجاز من المرجح أن يظل غير مسبوق في حياتنا. ولقد كانت أيضا أول فرس يطلق عليها لقب بطل وطني في البطولة البولندية بوصفها فرسا حديثة ومتقدمة السن، وكذلك الأفضل في العرض لمرتين، في أول مناسبتين فقط عرضت فيهما. لقد كانت بيانسيما أيضا البطل الوطني الأكثر شعبية بشكل لا يصدق في الولايات المتحدة لفئة ثلاث سنوات، محركة العديد من المربين الأكثر نجاحا في أمريكا الشمالية منذ فترة طويلة للتوجه مرة أخرى إلى مربطها بعد انتهاء يوم عملها للوقوف على تميزها شخصيا. بالنسبة لمربيها المتفاني الدكتور ماريك تريلا، فإن أكثر لحظتين من لحظاتها التي لا تنسى في حلبة العرض في الشرق الأوسط، كانتا في الخالدية ومهرجان دبي الدولي للجواد العربي. وقف تريلا فخورا إلى جانبها للاستماع إلى النشيد الوطني البولندي الذي عزف لتتويجها بالبطولة الذهبية للأفراس متقدمة السن في كلتا المناسبتين، وهو انتصار استثنائي في الوطن القديم للحصان العربي. لقد كانت بيانسيما أيضا أول فرس تحرز البطولة البلاتينية العالمية في باريس، وهو الشرف الوحيد الذي كانت تستحقه حيث أنها تألقت مع سائسها البولندي باول كوزكويسكي إلى جانبها، على أجمل الأفراس التي احتفل بها في ذلك الموسم في واحد من أكثر عروضها تميزا وتأثيرا وآخر عرض لها من عروضها العامة.
لم أعرف حصانا ملهما لحد هذا التفاني مثلما كانت بيانسيما. لقد كانت الفرس العربية الأكثر شعبية وحبا على ظهر هذا الكوكب. لقد جسدت كل شيء تصورناه جميعا بأنه غاية الكمال والتميز في الخيول العربية، وارتقت دائما لمستوى تصور كل أحد عندما سنحت الفرصة لرؤيتها وقضاء بعض الوقت معها. لقد أحببتها حبا جما، عندما عادت سعيدة إلى الديار بجانو متوثبة دائما وبكل حماسة لأي عرض مرتجل. لم تخطيء مرة في حبس الأنفاس محركة الجميع بمغادرة مقاعدهم وانتهاز الفرصة للتربيت عليها، والوقوف معها لأخذ صورة، والتنعم بمجدها. لقد كانت بيانسيما ذات أكثر حضور آسر من أي حصان عربي معاصر تعرفت عليه قبل ذلك، حتى أنها تفوقت على جدتها الأسطورية العظيمة- بيلاركا، الفرس العربية الأكثر شهرة في جيلها.
انتهزت الفرصة لرؤية بيانسيما خلال شهر يونيو الماضي في جولة الربيع التفقدية السنوية مع مهرتها بامينا بجانبها، لتفي بغاية آمالها وهو نقل جيناتها الوراثية الاستثنائية للجيل القادم من التميز في جانو بودلاسكي. وبمثابة مكافأة خاصة لها عرضت بيانسيما بالاشتراك مع اثنين من بناتها في الحظيرة وهما أيه جيه بينيلوب وبيا و بجانبهما مهورهما من الفحل بوغروم. وبجانب ابنتها بيانوفا أيضا في المربط، يبعث الأمر على الطمأنينة بأن تركة بيانسيما التي بين يدي العبقري ماريك تريلا في مأمن، ونحن جميعا مدينون له لأنه أتى ببيانسيما في المقام الأول ولأنه قدمها لكل العالم. ولعل العالم كان أفضل لأن بيانسيما أشرقت في كل ركن حلت بوجودها فيه. يا ليتها تكون مصدر الهام لنا إلى الأبد.
فرانك هينيسي
أوكالا، فلوريدا
كنت مديرا لشراكة مسئولة عن جلب بيانسيما إلى الولايات المتحدة للبطولة الوطنية. في الوقت الذي كنت حديث عهد بصناعة الخيول العربية أسرتني بيانسيما تماما. لم أكن أعرف أن الخيل يمكن أن تكون بذلك الجمال. أظنكم تقولون أن بيانسيما كانت مسئولة عن عكوفي على هذه الرحلة مع الحصان العربي وبناء شركة هينيسي للخيول العربية على ما هي عليه اليوم. لن تكون هناك بيانسيما أخرى وأنا سوف أعتز دائما بوقتي الذي قضيته معها.
أنيت ماتسون
فالون، السويد
لقد أبهرت بيانسيما العالم عندما غزت حلبة العرض وهي ما تزال في عمر سنة، ولم يكن مستغربا أن نجاحها استمر بحياة حافلة بالفوز في عدة قارات. لقد حظيت بالإعجاب والحب لكونها كانت فرسا غير عادية.
في داخل قلبي سأذكر”بيني” ليس بوصفها من خيول العرض ولكن لكونها كانت فرسا في الحظيرة أو في المرعى بجانو بودلاسكي. لقد كانت دائما تسعى للفت الانتباه. لقد كانت تعرف أنها كانت ملكة بلا منازع ومن الواضح أنها كانت تعلم أيضا أن الجميع يولونها اهتماما.
أبعث بالتعازي القلبية للمدير تريلا وكل أحد بجانو بودلاسكي حول هذه الخسارة الفادحة. لقد فقد العالم رمزا وأسطورة، وكله حزين لهذه الفرس الخاصة حقا.
ريتشارد بيتي
جاكسونفيل، ولاية اوريجون
لقد كانت أفضل ذكرياتي مع بيانسيما في السنة التي عرضها كريغ وغالون في بطولة الأفراس الوطنية في لويزفيل، وكنت محظوظا بما فيه الكفاية بأن أكون واحدا من الحكام. أي مخلوق رهيب كانت بيانسيما. لم أستطع أن أشيح ببصري عنها، ولا أظن أن أحد يمكنه فعل ذلك. كنت محظوظا بما فيه الكفاية للتحكيم في البطولة البولندية الوطنية للعام 2014 وبينما كنت أسير في الحظائر بجانو مع جيف وينترسين، التقيت بيانسيما مرة أخرى. لقد كانت لحظة عاطفية وعزيزة، لن أنساها أبدا.
جنبا إلى جنب مع كل أحد في جمعيات الخيول العربية في جميع أنحاء العالم، فإنني قد حزنت لفقدها وللخسارة الهائلة التي حلب بتريلا وجميع من هم في جانو.
آنا ستاجونوسكا
وارسو، بولندا
في يوم الخميس، 15 أكتوبر أثناء عملية التفتيش من أجل التشبية كانت بيانسيما على ما يرام وبدت رائعة، وكما هو الحال دائما فقد كنا معجبين بجمالها. بعد يوم ساء الطقس فجأة مع تناقص ضغط الهواء، والمطر. بعد يومين رحلت بيانسيما. انقشع كل شيء بسرعة كبيرة، وعلى الرغم من ردة الفعل الفورية، لم يكن بالإمكان فعل شيء.
حتى وسط العديد من الخيول الجميلة الأخرى، كانت بيانسيما تلفت الانتباه على الفور ولقد اكتشفت ذلك هذه السنة مرة أخرى. بعد عدة أيام من العمل الشاق من أجل البطولة الوطنية، والبيع السنوي، وموكب التشبية في جانو جلست متعبا وأوقفت ذهني للحظة، ليس للنظر إلى ما يجري في الحلبة. لقد خطفني فجأة شيء من أحلام اليقظة، ثم نظرت إلى أعلى ورأيت بيانسيما تمشي بجانبي.
كلنا نعلم بالطبع، أنه في كل عمليات تربية الخيول فإن المطلوب هو القليل من الحظ – من النوع الذي رافق ولادة بيانسيما. عادة تأتي مثل هذه الخيول مرة واحدة خلال فترة حياة المربي. بالنسبة لبيانسيما كان علينا الانتظار عدة أجيال. إننا نعتقد، مع ذلك، أن تربية الخيول البولندية سوف تشهد ممثلا بارعا على قدم المساواة من هذا النسل.
جيف سلون
برمنغهام، ميشيغان
لقد كنت محظوظا في أن تكون لدي قصة سحرية مع بيانسيما. في ديسمبر 2004، بعد أن كنت بعيدا من صناعة الخيول العربية الأصيلة لعدة سنوات، قرأت في عدد ديسمبر من مجلة الجواد العربي التي تستعرض فيها العروض الدولية للخيول. لقد ظللت أقرأ عن مهرة حولية هيمنت على حلبة العرض وأذهلت كل من رآها. كان اسمها بيانسيما، ولقد وعدت نفسي أنني إذا عدت للعمل في صناعة الخيول العربية فإنه سيكون لي لقاء مع بيانسيما. في اليوم التالي أجريت عددا من المكالمات الهاتفية مع عدد من الأصدقاء القدامى والزملاء الذين أثق بهم في قطاع الأعمال وطلبت منهم عما اذا كانوا يستطيعون مساعدتي في الحصول على بيانسيما. وبطبيعة الحال، ضحكوا جميعا وقالوا إن ذلك لن يكون ممكنا. لاختصار القصة الطويلة، وبعد عدة زيارات إلى بولندا، وبعد الفوز في البطولة البولندية الوطنية للفحل بياف، وبعد شراء الفرس إلاندرا التي حققت أعلى سعر في العام 2005 نجحت في التفاوض على عقد إيجار بيانسيما نيابة عن نفسي والشركاء وبعد ذلك بوقت قصير كانت في طريقها إلى الولايات المتحدة.
أنا مدين بالشكر الخاص لكريغ وغالون وجورج زبيسويسكي الذين ساعدوني في ترتيب عقد الإيجار ولعبقريتهم الكبيرة في الرعاية وعرضهم لأجمل وأوسم وأعز فرس عربية في العالم.
إن الكلمات ببساطة لا يمكنها التعبير عن أي شرف وفخر كانت بيانسيما بالنسبة لي. إن شغفي بالخيول العربية يجري عميقا في داخلي ويشرق كل يوم. لأن أكون جزءا من قصة بيانسيما بالنسبة لي لا يقل عن حلم تحول إلى حقيقة.
أعمق التعازي أرسلها للمدير تريلا، ولأسرة جانو، ولشعب بولندا على هذا المصاب الجلل. إن بيانسيما ستظل ذكراها حاضرة دائما و ستظل عزيزة لأجيال قادمة. لن تكون كتب تاريخ الخيول العربية مكتملة دون مكانة هامة لها في تلك الكتب. لقد وضعت معيارا سوف نطمح إليه دائما كمربين وكمحبين للخيول العربية. إنها لن تنسى أبدا.
جريج غالون
سانتا ينز، كاليفورنيا
إن أعظم جهود بيانسيما منحت دائما الجميع الشعور بأنها لن تتكرر أبدا مرة أخرى. في كل مرة أتيحت لي الفرصة لقيادتها داخل الحلبة، أو السفر معها، أو لمجرد رؤيتها يوميا، كنت أعرف أنني في حضرة شيء خلقه الله لمرة واحدة فقط. مهما يحاول المرء فإنها لن تتكرر، فهي كانت فريدة في عصرها.
ولكن كانت هناك بضعة لحظات عندما كنت مع جورج وماريك في زيارة لجانو. لقد كان يوما ربيعيا شديد البرودة والثلوج وكنا في عجلة من أمرنا. تمشينا في حظيرة المهور وكانت جميعها مربوطة في حظيرة مفتوحة. كنت أسير إلى الوسط وأعجبت غاية الإعجاب بمهور غزال الشقب. كانت آخر واحدة منها كستنائية اللون استدارت نحونا ومشت نحونا. كان ماريك واقفا في وسط الحظيرة. اعتقد أنه انفصل عنا لقياس ردة فعلنا. لقد نظرت إلى تلك المهرة وقلت في نفسي إن هذا ليس حقيقيا. سألت جورج، “هل هي بهذا الجمال؟”، و لقد هز رأسه فقط. لقد نظرنا في وقت واحد إلى ماريك الذي كان واقفا مكتوف الأيدي وابتسامته قالت كل شيء. لم ينطق أحد بكلمة لفترة من الوقت، وكنا جميعا نعرف أننا أمام شيء فائق. أتذكر تلك اللحظة كما لو أنها كانت البارحة.
اللحظة الأخرى الخاصة حقا كانت في السباقات الوطنية بالولايات المتحدة في لوزفيل. كنت أعرف، وجميع الأمريكيين الذين ذهبوا إلى بولندا أو إلى باريس وشاهدوها هناك كم كانت رائعة. لكن عندما وصلت إلى الولايات المتحدة، كانت غير معروفة نسبيا. عندما وصلنا إلى النهائيات، كان الأمر كما لو أنه مباراة في كرة المضرب حيث يحاول الجمهور في البداية التعرف على الفريق الذي ينبغي عليهم تشجيعه. ولكن مع مرور السباق، كان الجميع يندفع نحو بيانسيما. وعندما فازت أصبح المكان محطما أمامها.
كم كنا محظوظين في مزارع غالون في الحصول عليها! أذكر أن واحدا من المنافسين لنا قال: “حسنا، يمكنني التغلب على هذه الفرس الكستنائية الصغيرة ” قلت: “حسنا حظا سعيدا.” الا ان ذلك لم يحدث. كان عزمها وتصميمها كفرس غير عادي مثل أي حصان رأيته. عندما تضع عليها الرسن لاصطحابها إلى الحلقة كانت تعرف ما هو المطلوب منها و لم تحاول أبدا تحقيق أقل من 100 في المئة. نانسي وأنا لا نزال نواجه وقتا عصيبا في التعامل مع الحياة من دونها. إننا ما زلنا مكلومين. لقد أخذنا صورتها بالفعل معنا من المكتب الى تولسا لعلها تكون حولنا بطريقة ما. لن تكون هناك بيانسيما أخرى.
جوانا اولستروم
سانت ترودن، بلجيكا
أعتقد أن بيانسيما كانت أجمل فرس في العالم. كانت فريدة من نوعها على الإطلاق واحدة من نوعها، ومن المستحيل نسيانها. ليس فقط نظراتها وإنما أيضا تعابيرها، حيث كانت دائما فرسا ساحرة، أنثى، حلوة ومعبرة!
رأيتها وهي في عمر سنة بجانو وكانت تحبس الأنفاس. عندما اتصل بي تريلا ليسألني ما إذا كان بودي أن تكون في حظيرتي، لإعدادها وعرضها في عرض الالقاب الثلاثة في أوروبا في ذلك العام، لم أكن أصدق أذناي! لا زلت أحتفظ بحدوتها الصغيرة من كل لقب فزنا به سويا، مطلية بالذهب!
لقد كانت أميرة صغيرة حولي، دائما حلوة، فضولية، وتحب الجزر أكثر من معظم الخيول! لقد كانت مغنية تستعرض وتبدو مذهلة بذيلها على ظهرها، تصهل وترقص متى ما أرادت، ولكن هي من تقرر ذلك، لا أحد آخر سواها!
أذكر دائما عندما التقيت بها وأمسكت بها في حلبة السباق الوطني البولندية عند الاحتفال بتقاعدها من حلبات العرض. وحتى بعد كل تلك السنوات، فإنني ما زلت أذكرها وهي تضع أنفها تحت ذراعي، لترتاح هناك، وتأمل أن افرك مكانها المفضل! إنها كانت تفعل ذلك في الحلبة، عندما كنت أتحدث إليها قليلا. لقد كان ذلك عاطفيا جدا ويبدو أنها كانت تذكر الطريقة التي كنا عليها سويا!
إنه لشرف التعرف على بيانسيما شخصيا وكل شخص شاهد عيونها الكبيرة، السوداء، الذكية كان يفهم أن لديها مزاج رائع وبهيج، وكانت على استعداد لرسم الفرحة وتكون مسرورة بالتعاون! لم تكن هناك أي حاجة للمسها بالسوط أو بالسلسلة. إنها كانت توقف أذناها وتحرك عيونها البراقة، حريصة على فهم أسئلتي. لقد تشرفت بمعرفتها!