هى رسالة مهمة، لكل مربٍ طموح؛ فعندما تصدر أفعالا شاذة من أحد خيولك، أو كان صعب المراس، فلا تتعجل باتهامه بالجنون، ومحاولة التخلص منه، ونفيه عن القطيع، خوفا من أن يثير مشاكلا أنت في غنى عنها .. تصدى لهذه المشاكل وعالج هذه السلوكيات .. ولا تنس تلك الأوقات السعيدة التي عشتها مع حصانك منذ أن كان مهرا وليدا..
من أكثر أسباب السلوكيات الشاذة عدم توافر الظروف البيئية المناسبة، فالنمط السلوكى الشاذ دليل على انعدام تلك الظروف البيئية الجيدة، لذلك يجب توفير هذه المتطلبات عند تصميم مزارع واستطبلات التربية، وهذا بدوره يقلل بشكل واضح من تلك المشاكل والسلوكيات الشاذة.
من المعروف أن الأيام الاولى من حياة المهر هى أهم الفترات، وتوصف بالحرجة، فالمهر فيها يكون شديد التاثر بأى خلل يطرأ ببيئته المحيطة، ومن ثم سهولة ظهور المشاكل والسلوكيات الشاذة بصورة واضحة فيما بعد، خلال المراحل المختلفه من حياته، وخاصة فترة النضوج والتكاثر، أو الفترة الانتاجية فى عمر الجواد، وعلى سبيل الــمــــثــــال؛ فعند فطام المهر بطريقه خاطئة فان ذلك يؤدى الى ظهور الكثير من المشاكل السلوكية، وخاصة الشاذه منها، مــــــثـــل عض الأشياء الصلبة، وشفط الهواء، والرفس، وحفر الارض، والهياج عند نقله، وصعوبة قيادته … وكل ذلك يؤدى الى أضرار بالغة تلحق بهذا المخلوق عند البلوغ، مما يؤثر على كفاءته وقيمته.
تقـسـم الــمشـاكــل الـسـلـوكــيــة إلى ثلاث؛ مــشــاكـل متــعلـقـة بـنـمـط الـتـغــذيـــة، وأخرى متعلقة بالتكاثر، وثالثة نفسية..
أولاً: المـشاكـل المتــعلـقـة بـنـمـط الـتـغــذيـــة:
أولها أكـل الفــرشـاة والمـواد الغــريـبــة، و مـن أهـم أسـبـابـهـا عدم اعطاء الخيل كفايته من الالياف والتغذية على ألياف رديئة.
وثانيها السلــوك العدوانى،
فنقص الألياف يؤدي إلى ظهوره.
وثالثها أكــل الــروث،
وتعود أسبابه الى الحد من حركه الخيل، وكذلك العزل لمدة طويلة، ونقص الاملاح فى الغذاء، بالإضافة إلى التربية فى الاستطبلات المظلمة. فى الغالب يصبح هذا الفعل سلوكا متكررا يعتاده الجواد أو الفرس، ويصعب التخلص منه، كما يجب الانتباه إلى أن هذه العادة تكون ظاهرة طبيعية للامهار فى الشهور الأولى بعد الولادة.
ورابعها الافراط فى تناول الغذاء،
فهناك خيول تتناول غذاءها بشراهة، وبكميات كبيرة جدا تفوق احتياجاتها، وهذا يرجع الى عزلها لفترات طويلة داخل الاسطبل، وكذلك حرمانها من الغذاء لفترات طويلة.