“وما الخيل إلا كالصديق قليلـه .. وإن كـثرت في عيني من لا يجرب” بيت من شعر المتنبي، يومض في ذاكرة الزائر لدى جولته في معرض التصوير الفوتوغرافي (خيول عربية)، الذي افتتحه أول من أمس هشام المظلوم مدير إدارة الفنون بدائرة الثقافة والإعلام بالشارقة، بحضور أديب شعبان العاني رئيس اتحاد المصورين العرب لاتحاد المصورين العرب، وجاسم العوضي نائب رئيس الاتحاد، وأعضاء مجلس إدارة الاتحاد، وعدد كبير من رواد التصوير الفوتوغرافي والمعنيين بالشأن الفني في الدور الثالث من ميغا مول، والذي نظمه اتحاد المصورين العرب تحت رعاية دائرة الثقافة والإعلام.
30 صورة
يترجم بيت المتنبي بمعناه المجازي مضمون صور المعرض، الذي يستمر لمدة أسبوع والتي يتجاوز عددها 30 صورة فوتوغرافية، حيث تمحورت حول جمال الخيول العربية بعدسة مجموعة من المصورين العرب من مختلف البلدان العربية. والتي تنوعت بين كثرة الصور ذات اللقطة التقليدية الكلاسيكية، وقلة اللقطة الحركية التي تحمل الكثير من الخصوصية والتفرد بجمالياتها.
قيمة وجماليات
أما تفرد اللقطة الحركية فيكمن تميزها، في كونها لا تتكرر، إذ تعتمد على الصدفة أو الحظ، وعلى صبر المصور الطويل وتأهبه بكاميرته في انتظار تلك الصدفة التي ربما تخيب أو تصيب، مثل صياد السمك الذي ربما يقضي ساعات طويلة دون أن تحظى صنارته بسمكة واحدة، ومن هنا تتجلى قيمة وجماليات مثل هذا النوع من الصور.
صبر ومهارة
حدثنا صالح أحمد الأستاذ مسؤول العلاقات الخارجية في اتحاد المصورين العرب وأحد رواد التصوير الفوتوغرافي في الإمارات عن أهمية كادر اللقطة الحركية قائلاً، “ليس من السهل التعامل مع كائن حي متحرك، حيث على المصور أن يختار زاويته ويكون متأهباً، أي في حالة استنفار بانتظار اللحظة.
هذا النوع من الصور يحتاج إلى الكثير من الصبر والمهارة، علماً أن الصدفة تلعب دوراً كبيراً. هذا من جهة، ومن جهة أخرى المصور كالفنان التشكيلي عليه أن يدرس كادر اللقطة وعلاقة العنصر بالفراغ والتكوين”.
وقدم مثالاً على ذلك الصورة الحركية للمصور المغربي مسكين المصطفى التي تميزت بتجميد لحظة من حركة الجياد في خببها السريع باتجاه المشاهد. وصورة منال علي التي تميزت في تكوينها، بسيطرتها على مسار حركة عين المشاهد التي تتمركز دون إرادة منه على وجه الخيل، حيث حيّدت خلفية الصورة لصالح العنصر الرئيسي في الكادر وبالتالي التركيز على جمالياته.
وجه الخيل
أجمل الصور ذات اللقطة الكلاسيكية، صورة سلطان محمد كراني التي تتجلى جمالياتها في زمن التقاط الصورة ودقة التفاصيل في وجه الخيل. قال سلطان الذي فاز بعدد من الجوائز المحلية في التصوير عن خصوصية صورته، “كان توقيت أخذ الصورة، بمثابة تحدٍ بالنسبة لي، فساعة الغروب تعكس الشمس على وجه الخيل تعتيماً، لتبرز دقة التفاصيل كزغب شعيرات تحيط برقبته التي عانقت شمس المغيب في كادر اللقطة”.