جاء في كتاب (عقد الأجياد في الصافنات الجياد) أن الأحمر هو الكميت ولفظه يقع على الذكر والأنثى ولا يستعمل إلا مصغراً ولونه بين الحمرة والشقرة، والفرق ما بينه وبين الأشقر بالعرف والذنب والقوائم، فإن كانت سوداً فكميت وإلا فأشقر.
وأنواع الكميت خمسة: أحوى وأحم، ومدمى وأحمر، ومحلف. فالكميت الأحوى يعلوه سواد، والفرق بينه وبين الأخضر الأحم احمرار مناخره واصفرار خاصرته، وأما الكميت الأحم والكميت الأحوى، فإنهما متشابهان في اللون، حتى أن البصريين بهما يشكان فيهما، فيحلف أحدهما أنه أحوى والآخر أحم. قال أبو منصوراليربوعي:
تسائلني بنو جشم بن بكر … إغراء العرادة أم بهيم
كميت غير محلفة ولكن … كلون الصرف عل به الأديم
والكميت الأحم، ما شابه الأحوى، إلا أنه أقل سواداً منه. والمدمي ما اشتدت حمرته وسرته أشد حمرة من سائر جسده. والأحمر أشد حمرة من المدمى، وهو أحسن الكمت لأنه خالص الكمتة، ويقال له كميت مصامص، أي خالص والمصامص والمصمص، شديد تركيب العظام والمفاصل، قال أبو داؤد:
ولقد ذعرت بنات عم … المرشفات لها بصابص
يمشي كمشي نعامتين … تتابعان أشق شاخص
بمجوف بلقاً واعلى … لونه ورد مصامص
أَراد: ذعرت البقر فلم يستقم له فجعلها بنات عم الظباء، وهي المرشفات من الظباء التي تمد أعناقها وتنظر، والبقر قصار الأَعناق لا تكون مرشفات، والظباء بنات عم البقر غير أن البقر لا تكون مرشفات لها بصابص أَي تحرك أذنابها.
أما المحلف فهو ما قاربت حمرته إلى الشقرة، وعرفه وذنبه يميلان إلى السواد. قال رسول صلى الله عليه وسلم: “عليكم بكل كميت أغر محجل أو أشقر أغر محجل أو أدهم أغر محجل “. وقال ابن أمية: “سألت الأمير قيساً عن أفضل الخيل، فقال: أحمرها كيف ما كان، وأجودها الأدهم”، وسألت ابن ثعلبة عن أصبر الخيل، فقال: الكميت. وعن مسعود بن خراش قال: “سأل عمر بن الخطاب رضي الله عنه قيس بن زهير العبسي، أي الخيل وجدتموها أصبر في حربكم؟ قال الكميت”. وحكى الأسوردي قال: “قالت بنو عبس ما صبر معنا في الحرب من النساء إلا بنات العم، ومن الخيل إلا الكمت ومن الإبل إلا الحمر”.
قال أبو داؤد الإيادي:
إن لم تلطني بهم حقاً أتيتكم … حوّاً وكمتاً تعادي كالسراجين
من كل جرداء قد طارت عقيقتها … وكل أجرد مسترخى الأباذين
وقال امرؤ القيس:
كميت يزل اللبد عن حال متنه … كما زلت الصفواء بالمتنزل
وقال عمر بن أبي ربيعة المخزومي:
تشكى الكميت الجريَ لما جهدته … وبين لو يسطع أن يتكلما
لذلك أدني دون خيلي مكانه … وأوصي به ألا يهان ويكرما
فقلت له إن ألقَ للعين قرةً … فهان عليَّ أن تكل وتسأما
عدمت إذن وفري وفارقت مهجتي … لئن لم أقل قرناً إن الله سلما
وقال عبد السلام بن غياث:
أحمر كالخضاب في صفح هاديه … من الهاديات مثل الخضاب
وكأني أرمي به الهضاب على حين … وناه بقطعة من هضاب