الأصالة| إبراهيم آل هتيلة
استقبل ملاك الخيل العربية الأصيلة بالأسبوع الماضي خبر مؤلم للجميع بتضرر إسطبلات الملاك بالطائف وما أسفرت عنه من خسائر مادية ونفسية كبيره جراء دهم السيول لإسطبلاتهم الخاصة , سائلين الله أن يعوض عليهم وان يرزقهم بأفضل منها.
تسابق العديد من محبي وملاك الخيل العربية الأصيلة للتواصل مع الملاك المتضررين حاملين في أنفسهم عادات النبلاء ومشاعر الصدق والنقاء نحو تقديم المساعدة المعنوية والمساهمة المالية كتعبير منهم لموازرة إخوة لهم تضرروا وخسروا بلحظات قليلة كل ماتم بنائه في سنوات طويلة .
وكي نكون منصفين فأن البعض قد يتسائل ويحمل هؤلاء الملاك المسئولية الكاملة حيال ما تعرضوا له من أضرار كونهم انشئوا إسطبلاتهم بمواقع معرضه للسيول , ولكن هل تسائلنا ما لذي دفعهم لذلك ؟
والجواب على هذا التساؤل هو أن هؤلاء الملاك لم يجدوا من يقف لجانبهم ويوفر لهم المواقع الملائمة , لذلك فنحن اليوم نقف على مأساة ومعاناة تحدثنا عنها كثيراً وطالبنا بها بكل الطرق المشروعة دون أن نجد أي دعم أو تجاوب من قبل الجهات الرسمية المسئولة والمتمثلة بمركز الملك عبد العزيز بديراب والتابع لوزارة الزراعة , والتي تكمن في توفير مواقع رسمية لإنشاء إسطبلات الخيل العربية الأصيلة .
إن ملاك الخيل العربية الأصيلة يجدون أنفسهم دوماً أمام خيارين جلهم سيء , فإما أن يتماشوا مع جشع ملاك الإسطبلات التابعة لنادي الفروسية وما تحمله من ارتفاع في أسعار الإيجارات وعدم ملائمتها للخيل العربية من حيث التصميم والمتطلبات , أو نجدهم مجبرين على بناء إسطبلات خاصة بهم بمواقع غير مهيئه ولا يوجد بها أي خدمات عطفاً على أن أغلبيتها يتم بنائها بشكل عشوائي وبمواقع متناثرة بأطراف المدن وبالأودية والصحاري .
وعندما نتحدث عن وزارة الزراعة فنحن نتحدث عن جهة حكومية رسمية تمتلك أراضي زراعية ومواقع ذات مساحات شاسعة بكل مناطق المملكة , والوزارة قادرة على تخصيص جزء بسيط لايذكر من هذه الأراضي ضمن ضوابط واشتراطات محددة لتخصيصها لملاك الخيل العربية الأصيلة بالتنسيق مع مركز الملك عبد العزيز بديراب أسوة بما يفعله نادي الفروسية مع المنتسبين له من الملاك وما يوفره لهم من مواقع مهيئه بالخدمات .
ما أود قوله أن مركز الملك عبد العزيز للخيل العربية الأصيلة مطالب اليوم بالوقوف بشكل جدي وإظهار دعمه ومسئوليته حيال الملاك المنتسبين له بشكل عاجل , فنحن نتصفح التقارير التي تشيد بازدياد أعداد المرابط والقوائم الكبيرة لإعداد الخيل المسجلة بالمركز والنداءات المتواصلة بإعادة توطين الخيل العربية لموطنها الأصلي , ولكن لا ينبغي أن نركن فقط للتقارير دون أن يكون هناك خطط لاستيعاب هذه الأعداد وتوفير البيئة المناسبة لها , وليكن ما نشاهده بالدول المجاورة لنا وما تقوم به من دعم مالي ولوجستي كبير للملاك بتخصيص مواقع مناسبة لإسطبلاتهم وعيادات بيطرية مميزة وبمواقع عديدة حافز ومشجع لنا بتجاوز هذه الإشكاليات التي من المؤسف أننا لازلنا لم نتخذ حيالها أي قرارات تشجع الملاك وتحقق مطالبهم المشروعة .
والله ولي التوفيق ,,,