قيل إن اللجام يزيد الفرس جمالا.. فمن خلال الحديث عن المثل؛ نتعرف على هذه الآلة، وعلى المثل معا.. فأما اللِّجام فهو الحديدة التي توضع في فم الفرس، ثم سميت وما يتصل بها من سيور وغيرها؛ لجاما. و يتألف اللجام من أربعة أقسام رئيسية هي: القماط الرأسي وحزام الحنجرة، والرباط الجبهي، والحزام الأنفي، بالإضافة إلى الشكيمة. وهناك عدة أحجام و انواع وألوان للجام. ويجب أن يكون اللجام مناسبا للحصان، وأن يتم تركيبه بشكل صحيح على رأس الحصان، ويستحسن أن يكون مصنوعاً من مواد جيدة متينة، غالبا ما تكون من الجلد.
وقد يكون اللجام مزدوجا أو بسيطا، يتألف من القطعة الرأسية التي تتصل بالشكيمة والعنان، وحزام القسم الأنفي الذي يعتبر جزءا هاما من اللجام، وهو مصمم لإيقاف وكبح الحصان، ووظيفته منع الحصان من فتح فمه بشكل زائد، وهو بنفس الوقت يزيد من جمال رأس الحصان وصحته.
وأما مثلنا؛ “جاء وقد لفظ لجامه” فشرحه: اللفظ: الرمي، فاللفظ في اللغة يأتي بمعنى رمي الشيء، كما جاء ها هنا، وكلفظ البحر للشيء: أي رميه بالساحل. ويأتي أيضا بمعنى الكلام، كما جاء في قول الله جل في علاه: (مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاَّ لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ). واللجام: عرفناه في الأعلى. ويقال: جاء فلان من حاجته وقد لفظ لجامه؛ إذا رجع منها وهو مجهود من الإعياء والعطش. ويقال أيضا: جاء وقد دلق لجامه. ويضرب المثل للرجل يعود من عمل مضن شاق، له رغبة كبيرة في الخلود إلى الراحة، وشرب الماء.
قال النابغة الذبياني وهو شاعر من قبيلة قريش، لقب بالنابغة لأنه نبغ في الشعر وأبدع فيه: وأخرج من تحت العجاجة صدره … وهز اللجام رأسه فتصلصلا
وأم هوانا لا ينادي وليده … وشد ومر بالعنان ليرسلا
وقال ابن سعيد المغربي وهو أديب وشاعر ورحالة عربي:
ولما اغتدى والليل قد سل صبحه … بليل بجلباب الصباح تلثما
وأحسبه خال الثريا لجامه … فصير هاديه إلى الأفق سلما
وقال يوسف بن هارون الرمادي وهو شاعر أندلسي:
ومعارض للريح في حركاته … لولا اللجام لجال كل مجال
ذو منظر حسن تضمن مخبرا … حسنا وكان لزينة وقتال
حسنت به الحركات والمعشوق لا … يصبى لغير براعة ودلال
حطمت حوافره السلام صلابة … فكأنه من أوجه البخال
وقال الأعرج المعنى وهو من شعراء العرب:
أرى أم سهلٍ ما تزال تفجع … تلوم وما أدري علام توجع
تلوم على أن أمنح الورد لفحة … وما تستوي والورد ساعة تفزع
إذا هي قامت حاسرا مشمعلة … نخيب الفؤاد رأسها ما يقنع
وقمت إليه باللجام ميسراً … هنالك يجزيني بما كنت أصنع