حث الرسول صلى الله عليه وسلم على امتلاك الخيل التي اكتست ببعض الألوان الواردة في هذا الحديث، مضافا إليها الغرة والتحجيل اللتان تكملان معنى الجمال. ولتوضيح معاني هذه الكلمات فإن؛ (عليكم) تعني؛ الزموا، و(بكل كميت) بضم الكاف، معناها الفرس الذي في لونه الحمرة والسواد، ويستوي فيه المذكر والمؤنث، و(أغر) أي الذي في جبهته بياض كثير. و(محجل) أي أبيض القوائم. و(أشقر) أي أحمر، والشقرة الحمرة الصافية. وقد قيل إن تفضيل الأشقر على غيره من الألوان سببه أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث بسرية، فكان أول من جاء بالفتح صاحب حصان أشقر. والفرق بين الكميت والأشقر بقترة تعلو الحمرة، وبسواد العرف والذنب في الكميت. (أدهم) أي أسود من الدهمة. و(أو) للتنويع.
قال البحتري:
وأغر في الزمن البهيم محجل قد رحت منه على أغر محجل
كالهيكل المبني إلا أنه في الحسن جاء كصورة في هيكل
وقال ابن نباتة:
وأدهم يستمد الليل منه ويقطع بين عينيه الثريا
سرى خلف الصباح يطير زهواً ويطوي خلفه الأغلاس طيا
فلما خاف وشك الفوت منه تشبث بالقوائم والمحيا
وقال علي بن موسى العنسي:
ولكم سرينا في متون ضوامر تثني أعنتها من الخيلاء
من أدهمٍ كالليل حجل بالضحى تنشق غرته عن ابن ذكاء
أو أشهبٍ يحكي غدائر أشيب خلعت عليه الشهب فضل رداء
أو أشقر قد نمقته بشعلةٍ كالمزج ثار بصفحة الصهباء
أو أصفر قد زينته غرة حتى بدا كالشمعة الصفراء
طيرٌ ولكن لا يهاض جناحه ريحٌ ولكن لم تكن برخاء