بقلم . منصور الزيادي
بالنظر إلى بعض مجتمعات أهل الخيل نجد أنّ لدى البعض منهم متلازمة حول المدح والثناء، وبتسليط الضوء أكثر نجد أن الممدوح في الغالب لا يخرج عن ثلاثة أمور: ( مدح جواد، أو مدح مربط وبرنامج إنتاج، أو مدح مربي ومنتج ).
وإذا نظرنا إلى شخص المادح فهو أحد اثنين: إما أن يكون غير مالك للممدوح ولكن دفعه للمدح والثناء أمر ما، أو أن يكون مالكاً للممدوح !.
وبالنظر إلى صيغة المدح وعبارته نجد أنها تختلف: فهي إما أن تكون مدحاً، أو ثناءً، أو مبالغةً في أحدهما قد تصل إلى حدّ “التطبيل” (أُعيذك بالله منه!)، ولا شكّ عندي أن لكلّ واحد من هذه الأنواع له مدلولٌ ومعنى، وينبغي استخدامه على ما يناسبه من ممدوح، فلا ينبغي أن يُبالَغ في مدح ما لا يستحقّ المديح، إذْ قد يؤدي ذلك إلى استهجان واستحقار أهل الخيل للمادح، كما قد يُُدث لدى البعض ردّة فعل عكسية حول الممدوح وذلك بتسليط الضوء على عيوبه، والتركيز على سوءاته وعِلله.
ويجب أن نعرف أنّ المدح والثناء حالة صحية ولا يمكن أن تكون أزمة إذا كانت مجرّدة عن ما يُعكّر صَفْوها، ويشوّش لوْنها الصافي النقي.
إلا أنّ ما دفعني وشّدني لكتابة هذه الكلمات هو عديد من حالات مدح غير صح يّة نلامسها كثيراً في مجتعمات أهل الخيل، خذ على سبيل المثال: تغنّي وتعظيم وامتداح أحد الملّاك لجواد بعد ازدراء وانتقاص له في المجالس والمجتمعات يصل إلى حدّ ال تّهجين!! وبالتقصّي عن سبب هذا التغيّر المفاجئ؛ تبيّن أنه استخدم أحد أبناء هذا الفحل مؤخراً في برنامجه الإنتاجي! ، ناهيك عن حالة مدح رخيصة وهي نشر صورة جواد معين ثمّ تعليق ملّاك ذلك الجواد بالامتداح والثناء تزامناً مع نشر صورته، مُصبغين تسويقهم لجوادهم بصبغة مدح وتزكية..!، ولا أدري إن كان مدح المالك لجواده والثناء عليه وعلى إنتاجه ضرباً من أضرب المدح المقبول والمُستس ا غ، أم نوعاً من أنواع التسويق ..!
ناهيك عن فئة أخرى تُعاني من علّة النقص والدّونية، أرادت لفت الأنظار لها، وشدّ الإنتباه لحضورها، فأصبحت تردّد ما يقوله الكبار من الملاك والمربين، تُُسّن ما يُسّنون وتُقبّح ما يقبّحون، وما أصعب أن يكون الانسان بوقاً لغيره، لا رأي له ولا نظر..! ختاماً يجب أن نُدرك أن مجتمع الخيل أصبح أكثر نضجاً وإدراكاً، ولا ينطلي على كثير من ملاك الخيل العربية محاولات التسويق غلّفة بغلاف المدح والثناء، ُ الم كما أن الجواد أو برنامج الإنتاج المميز، هو من يفرض اسمه على مجتمع الخيل، حتى لو لم ينبري له من يعطّر سيرته بالمدح والثناء.