جميلة هي روح التنافس، وفيها شراسة وتحدي، بخاصة إن كان المتنافسون أقوياء. والقوة في مجال مسابقات جمال الخيل العربية تعني الكثير.. هي هوية عربية عالية الوضوح وجمال في الرأس أخاذ وعنق مميز، وتناسق في الجسم وجودة في الحركة حضور وكاريزما وقوائم رشيقة وقوية، ومقاييس أخرى.. وجدير بهذا الجمال أن توثقه عدسات المحبين..
لكننا في هذه الزاوية رأينا أن نوجه رؤوس الأقلام إلى جانب آخر سوى جمال الخيول، رأينا أن نوجهها إلى أناس اجتهدوا حتى تصل خيولهم إلى هذه المرحلة، أي مرحلة البطولة، وبخاصة أثناء انتظار وترقب الحكام لإعلان النتائج النهائية، وغيرها من المراحل. ليسطر القلم عن مشاعر صادقة في لحظات عصيبة، لملاك أو مربين أو حتى إعلاميين ومحبين.. أو غيرهم.
كان هذا المشهد في فئة الأفحل ببطولة منتون الدولية لجمال الخيل العربية الأصيلة 2017 حيث فاز الفحل (وادي الشقب) لمربط الشقب بالميدالية الذهبية، وفاز الفحل (إكسكاليبر) لمربط الصقران بالميدالية الفضية.
لم نتعمد اختيار شخص بعينه، لكننا نظرنا إلى أعلى الدرجات في منافسات الفئات التي أهلت للبطولة النهائية، فوجدنا أن (وادي الشقب) و(إكسكاليبر) هما المستهدفين، فكان تسليط الضوء على صورة تجمع الشيخ بسام الصقران مالك مربط الصقران بالكويت، والشيخ حمد بن علي آل ثاني مدير عام مربط الشقب، في لحظات غريبة ومختلطة من الفرح الحقيقي والرضا بما سوف يحدث، قبيل إعلان النتيجة.
من المعتاد أن يختفي الضحك في هذا الوقت العصيب، ولاتجد المتنافسين على لقب في مكان واحد وقت انتظار النتائج، إلا ما يكون من بعض الابتسامات المفتعلة. ولكن يبدو أن الشيخين تجاوزا ذلك واستسلما للكاميرا، معبرين عن رضا بما سوف تأتي به النتائج، كما أن ثقة كل واحد منهما في خيله، كانت من أسباب الارتياح الذي بدا واضحا في تعابير الوجوه، ارتياح تخالطه فرحة نابعة من القلب، عبر عنها ذلك الضحك، وتلك الإشارات، وكلها في جملتها تعكس جمال المنافسة، ورضا المتنافسين.. هذه أخلاق الفرسان .. والخيل تجمعنا..