بقلم: الكسندرا بيكستيت، رئيس تحرير صحيفة ذا هورس الالكترونية | ترجمة الأصالة
يقوم الأطباء البيطريون في مركز بولتون الجديد في جامعة بنسلفانيا بتقييم الأفراس بانتظام لكشف مشاكل السلوك المرتبطة بالمبايض. ومع ذلك، وجدوا أن السبب الجذري لهذه المشاكل في معظم الحالات هو شيء آخر غير المبايض.
ظلت د. سو ماكدونيل، أحد العلماء المعتمدين المعنيين بسلوك الحيوان التطبيقي، وأستاذ مساعد للسلوك الإنجابي والرئيس المؤسس لبرنامج سلوك الخيول في الجامعة، تقوم بتقييم ما يسمى بالأفراس التي تعاني من مشاكل في الحمل لعقود. وفي الاجتماع العمومي السنوي للجمعية الأمريكية لممارسي طب الخيول لعام 2017، الذي عقد في الفترة من 17 إلى 21 نوفمبر في سان أنطونيو بولاية تكساس، وصفت سو كيف يقوم الفريق في مركز بولتون الجديد، في ساحة كنيت، بتقييم تلك الخيول، كما عرضت على المؤتمرين بعض الأمثلة لحالات لأفراس تعاني من مشاكل في الحمل.
وقالت سو: “إن تشخيص الأسباب الجذرية (لمشاكل السلوك) مهم لرعاية الخيول وسلامتها وكذلك لرضا العملاء”.
لتقييم الفرس التي يشكو مالكها من غرابة سلوكها أو عدم رغبتها في التزاوج أو من سلوكها الغريب لأسباب هرمونية، قالت سو أنها تحصل أولا على فيديو يعرض عينة من سلوك الحصان داخل حجيرته على مدار 24 ساعة، وتشاهده. وخلال هذه الفترة، تبحث هذه العالمة عن أنماط السلوك التي تشير إلى أن الفرس في حالة من الانزعاج، مثل حك الذيل أو الورك أو تمريغ الضرع أو الركل على الجدران ..إلخ.
كما أن د. سو قد تُخضع الفرس لـ”تحديات” اجتماعية مثل براز أفراس أو فحول أخرى، أو الإغاظة، أو أفراس في دورة الشبق وكذلك في فترة هجوع الشبق (الفترة بين دورات الشبق). فسلوك الفرس غالبا ما يوحي بنوع وموقع ألمها، مما يرشد الأطباء إلى إجراء فحوصات تشخيصية، مثل الفحوصات التناسلية وفحوصات الغدد الصماء، وتقييم العرج، والتصوير التشخيصي، وفحوصات الجهاز العصبي، ومنظار المعدة، أو حتى الأسنان.
قالت د. سو : ” إن السبب الجذري لانزعاج الفرس في الحالات التي أحيلت لاستئصال المبايض، في كثير من الأحيان، لا علاقة له بالمبايض”. وقالت أيضا إن الأمثلة على الأسباب الفعلية للسلوكيات التي تدل على وجود مشاكل والتي كانت تعزى في البداية إلى وظيفة المبيض، تشمل قرحة المعدة، ومغص الخيول، والحصاة المعوية، والتصاقات الرحم (التصاقات داخلية في تجويف الرحم)، والتهاب المهبل، والتهابات الثدي، والأورام الشحمية في البطن، وحصاة المثانة، والحرمان من النوم، ومتلازمة اهتزاز الرأس (headshaking syndrome) – وهي حالة حيث يهز الحصان أو المهر رأسه بشكل مستمر، في كثير من الأحيان عند ركوبه – وآلام العضلات والعظام.
ثم وصفت عددا من الحالات التي قُدمت إلى عيادة مركز بولتون باعتبار أن مشاكلها تتعلق بالمبيض والتي شخص الأطباء البيطريون في النهاية حالاتها تشخيصا مختلف تماما.
الحالة الأولى
وقال صاحب فرس تبلغ من العمر 7 سنوات أنها كانت ترفض أن تركض، وتحجم عن القفز، وتظهر سلوكا أشبه بسلوك الفحل، وهي كذلك كانت مندفعة، وتأتي بردود أفعال عنيفة خلال سحبها للأشياء. ولدى وصولها إلى العيادة، أصابها الرعب وصارت صعبة المراس.
لاحظت د. سو أثناء مراقبتها لسلوك هذه الفرس أن هذا الفرس انتابتها سلسلة من الركل ، وكانت تسحب أطرافها الخلفية حتى تصل إلى بطنها، وتقوم بشد بطنها، وتحك الأرض بحوافرها، وتدوس بقوة على الأرض، وتحدق في بطنها، وتظهر سلوكا ذكوريا مثل ردة فعل فليمن (حيث يشد الحصان شفته العليا إلى الوراء مظهرا أسنانه الأمامية ويستنشق الهواء بقوة)، وتعض على صدرها عضا خفيفا، وتتوقف عن الأكل والاسترخاء فجأة.
في هذه الحالة، قالت د. سو:”إن التوقف المفاجئ عن تناول الطعام وعن الاسترخاء مؤشر كبير على الانزعاج في الواقع “.
وبعد إجراء مختلف التشخيصات، اكتشف الأطباء البيطريون التصاقا على المثانة يمتد إلى الأعضاء المحيطة بها. وفي وقت لاحق أيضا شخصوا ورم في الخلايا الحبيبية من مبيضها وأزالوه، وهذا الورم قد يكون هو المسؤول عن السلوك الذكوري الذي ظهر عند تلك الفرس. وبالرغم من أن انزعاجها قد اختفى بعد أن عالج الأطباء البيطريون هذه المسائل، فقد قالت د. سو إن الفرس لا تزال تشعر بالتوتر في الأماكن الضيقة.
الحالة الثانية
كانت هناك فرس مهجنة عمرها 16 عاما، وبعد أن كانت محبوبة طوال حياتها، أصبحت فجأة عدوانية ولا تقبل اللمس خلف كتفها.
أظهر تقييم الفيديو الذي يعرض علامات على مدار الساعة تتفق مع علامات ألم البطن (على سبيل المثال، صفع الذيل، وتحويل الوزن، والنظر إلى جانبيها، والتوقف عن تناول الطعام والاسترخاء، وتكرار شد البطن). وفي نهاية المطاف، شخص الأطباء البيطريون سبب عدم ارتياحها بأنه انقباض في المعدة. قالت د. سو إنه، في ذلك الوقت، كان ذلك الانقباض هو الأكبر من نوعه الذي تيسر للأطباء رؤيته.
الحالة الثالثة
لقد صارت فرس من سلالة ما تبلغ من العمر 7 سنوات، على مدى العامين الماضيين، شديدة الاهتياج قبل الصبح. ذكرت مالكتها، صاحبة البلاغ، أن الفرس تترنح، وتمضغ الخشب، وتقاوم مغادرة الحظيرة، ويصبح من الصعب الإفراج عنها، فهي تجري إلى زاوية مرعاها، وترتعش. كما أنها تكون أيضا عصبية ومتحمسة خلال تنظيفها وتسريجها. هذا السلوك يستمر حتى أواخر الربيع، حيث يختفي حتى أكتوبر التالي.
فكر الأطباء البيطريون في إجراء عملية استئصال للمبيضين. ولكن بعد إجراء تقييم دقيق لسلوكها، حددوا أن السبب الجذري لسلوكها كان الكهرباء الساكنة. كانت شديدة الحساسية للكهرباء الساكنة، والتي تزامنت مع أشهر السنة التي ترتدي فيها بطانية.
قالت د. سو إن هذه الحالات ليست سوى بضعة أمثلة عادية للعديد من الأفراس التي أحيلت إلى مركز بولتون الجديد لاستئصال مبايضها. وأضافت: “إن ما بين ثلثي إلى ثلاثة أرباع هذه الحالات التي تأتي إلينا تكون لإجراء عملية استئصال للمبايض. ولكن إجراء هذه العملية لم يخفف من الانزعاج الذي تعاني منه تلك الأفراس، فقد كانت هناك أسباب جذرية أخرى متعددة في كثير من الأحيان.
وأضافت:”إن التشخيص الدقيق مهم لإيجاد الحل الناجح لهذه المشكلة ، مع ما يترتب على ذلك من آثار كبيرة على رفاهية الخيول ورضا العملاء”.