تأسس مربط البداير في الشارقة عام 2004 عندما قام الشيخ محمد بن سعود القاسمي بشراء بعض الأفراس الروسية من مزرعة ساكس أريبيانز الألمانية، ثم أصبح مهتماً بشراء المزيد من الخيول. وأتت الكثير من هذه الخيول من الولايات المتحدة الأمريكية مثل “فالكونس لوف سونغ” ابنة الفحل “فالكون بي اتش اف” (بي شاه x بي سرينيد اس اف)، و”ماتاهاري” (ماغنوم شال اتش في بي x بيليندا)، و”مراج” (مروان الشقب x ار جي ايه كوريس) ابن الفحل الشهير “مروان الشقب” (غزال الشقب x ليتل ليزا فيم).
التركيز كان على السلالات الجديدة من “غزال الشقب” (انازا الفريد x كاجورا) عبره مباشرةً ومن خلال إبنه “مروان الشقب” كذلك، بالإضافة لسلالة “بادرون” (باترون x أوديسا) عن طريق “بادرونس سايكي” (بادرون x كيليكا) وذريتهما. وحدثت الأمور بهذه الطريقة نظراً للخيول التي اقتناها المربط في البداية، فعندما تتملك فحلاً بطبيعة الحال ستحاول الإستفاده منه بكل طريقة ممكنة عبر برنامجك في ذلك الوقت.
الهدف الرئيسي
الهدف الرئيسي من التربية وعمليات الإنتاج كان دائماً هو محاولة إنتاج خيل عربي متكامل، وليس فقط الرأس الأجمل أو الرقبة الأطول، بل خيل يستطيع التنافس في أي مكان في العالم، وحتى لو لم يكن دائماً هو الفائز الأول، يحظى بالاحترام لجودته العالية ومنافسته القوية في كل مكان. ولا يزال هذا الهدف الرئيسي لمربط البداير حتى هذه اللحظة ولا يزال البحث جارياً للعثور على خط سلالة مختلف ليضفي بعض العمق للبرنامج فالوضع الحالي يشير إلى أن جميع برامج الإنتاج أصبحت تستخدم نفس السلالة. وتزداد الصعوبة يوماً بعد يوم للعثور على فحول جيدة للتشبية، فأبرز الفحول أصبحت متقاربة في النسب حالياً.
اللحظات المبكرة من برنامج الإنتاج
لا يزال مربط البداير يتبع أسلوب التفكير وكأنه في المراحل المبكرة، ويستمر التركيز على الأفراس التي تم شراؤها منذ البداية، وكانت قد أنتجت تلك الأفراس عدد قليل من الأمهار في البداية البطيئة للمربط. وعبر تلك الجياد، تم إنتاج عدة أبطال لكن الأبرز هو “كنز البداير”، وهو من نسل “بادرون”، ووالده هو “عجمان مونيسيون” (دبليو اتش جستيس x أنثيا مونيسكيون) والفرس “دي ال ماريلي”. وحقق “كنز البداير” نجاحات منذ البداية بحصوله على لقب الأمهار في غالبية البطولات الإماراتية.
ولم تكن متوفره فئات للأمهار في عمر سنة في ذلك الوقت وكان يتوجب عليها مواجهة الأمهار في عمر السنتين والثلاث سنوات في البطولات، وبالرغم من أن “كنز البداير” كان الأصغر سناً في تلك البطولات لكنه أظهر قدرات هائلة أمام منافسين أقوياء وهذا أمر مذهل لحصان في عمره، وأكثر شيء يدعو للفخر هو قدرته على الإنتاج بشكل رائع، فأحد أول أبنائه في أوروبا كان “لويجي” الحائز على البرونزية وعدة ألقاب أوروبية عقب ذلك. وما زال “كنز البداير” ينتج خيول ناجحة وتستمر ذريته في حصد الألقاب لذلك هذا أمر مثير يفتخر به المربط كثيراً.
المنتج والمربي الناجح
مصطلح “مربي ناجح” هو مصطلح غامض فقد يستطيع الكثير من المربين، مع الحظ، إنتاج جواد أو جوادين ناجحين، لكن لتصبح مربياً حقيقياً تحتاج إلى أجيال من الإنتاج ولا يزال مربط البداير في الجيل الأول، فهم يملكون عدداً محدوداً من أفراس الإنتاج التي تم إنتاجها من قبلهم، وغالبيتها لم تنتج أكثر من مهر واحد.
لا يتوقف المربي الحقيقي أبداً عن التقييم الذاتي والبحث عن فرص للتحسن، مهما كان الزمن الذي قضاه في الصناعة، ويسعى المربط في المضي قدماً بإستمرار وعدم التوقف عن المحاولة أبداً لتصحيح الأخطاء والتحسن مع كل مولود جديد، وإتخاذ قرارات مدروسة على حسب تفاصيل كل فرس وليس بالضرورة فقط إختيار الفحل الأشهر والأبرز في الزمن الراهن.
البطولات وأثرها على المربين
لا شك أن الغاية الرئيسية للمربين في عالم بطولات الجمال هي الحصول على اللقب والمراكز الأولى، والعديد من الأشياء قد تؤثر على من يصبح بطلاً وليس من الضرورة أن يكون هو الحصان الأفضل، وتوجه برامج الإنتاج في هذا الطريق قد لا يكون في مصلحة الخيل دائماً، فالمواصفات التي تطلب قد لا تكون الأصح والأكثر توازناً للحصان. وتتضح هذه الأمور في بعض البطولات عندما نشاهد خيل يحصل على 20 نقطة في الرأس والرقبة في الوقت الذي يملك الحصان درجة 20 في الرأس و17 في الرقبة، لذلك يركز بعض المربين على إنتاج حصان برأس سيحصل على 20 مع العلم بأن الرقبة التي تستحق درجة 17 لن تشكل عائقاً لهم في المسابقات وسيتم مسامحتها. لكن عندما تعكس الحالة لا يحصلون على نقاط عالية، فالرقبة التي تستحق درجة 20 و17 في الرأس لن يحصل على درجة 20 في الرأس والرقبة. وإذا كان الحصان حاصل على درجة 20 في الرأس لكن قوائمه لا تتمتع بالمواصفات المطلوبة فسيحصل على درجة 16 عوضاً عن درجة 14 التي يستحقها. ونشاهد أيضاً أن الخيول التي تتمتع بمواصفات جيدة ومقاييس جسمها متناسقة تحصل على درجات أقل من الخيول التي لها رقبة طويلة لكن مقاييس جسمها غير متناسقة.
إستمرارية المربين
ما تشهده الساحة اليوم هو حصول بعض المرابط والمزارع الكبيرة على فحول شهيرة ومحاولة إنتاج أكبر عدد ممكن من الأمهار لكن هذه ليست تصرفات مربي حقيقي وصريح، وهناك عدد قليل جداً من الأماكن التي يمكن رؤية ثلاثة أجيال من الأفراس فيها. مربط البداير يحافظ على عدد قليل من الأفلاء، فالجواد “كنز البداير” ولد في عام شهد فيه مربط البداير ولادة أقل من 10 خيول، و”مزن البداير” (اس ام أي ماجيك وان x ماتاهاري) في عام شهد ولادة 18 خيلاً، وفي نفس تلك الفترة كانت تنتج المزارع المنافسة لهم قرابة 100 خيل في العام.
مع الأسف الشديد، يبدو أن غالبية المربين المتفانين قد اضطروا إلى إستخدام أسماء “معروفة” فقط من أجل إبقاء الجيل القادم من خيولهم قابلاً للتسويق فالكثير من الناس في عالم بطولات الجمال ينظرون للأمر من ناحية مادية ويفكرون في حصد البطولات فقط، ولا يعرفون سوى بعض الفحول ذات شعبية كبيرة. هذه الظاهرة تصعب إيجاد برامج إنتاج فريدة من نوعها تفيد الساحة بشكل أفضل، ومن المتوقع في المستقبل القريب أن تكون الأسماء مكررة في كل المرابط والمزارع. وعبر السنين الماضية كانت مفاتيح نجاح مربط البداير والعلامة التي تحدد حقيقتهم هي الصدق والنزاهة.