في الجزء السابق قلنا إن التهاب بطانة الرحم يعد جزءا من الشذوذات الرحمية، وقد قسمنا هذا الالتهاب إلى ثلاثة أنواع رئيسية، ذكرنا منها واحدا؛ وهو الالتهاب الرحمي الحاد، واليوم سنكمل الاثنين المتبقيين، ومن ثم نواصل سرد ما تبقى من شذوذات الجهاز التناسلي للفرس؛ التي تتسبب في نقص الخصوبة في الأفراس..
ب/ الالتهاب الرحمي المومن:
تعتبر الالتهابات أو الخمجات الرحمية المزمنة كتطور اعتيادي ناشئ من الخمج الرحمي الحاد، بسبب عدم مقدرة الفرس على مكافحة الخمج الأولي. في أغلب الأحوال, يؤثر مثل هذا الخمج على المدى البعيد، وباستطاعته إحداث تلف شديد للنسيج الرحمي، ويسبب نقص الخصوبة الدائم أو العقم. و يظهر الجس المستقيمي والتصوير فوق الصوتي الرحم المصاب متضخما, سميك الجدران ومترهل، مع تراكم الصديد بداخله. و إذا تركت الحالة بدون علاج فقد يتطور الالتهاب المزمن إلى إنتان الدم وعفونته، ومن ثم تسمم الحيوان و موته.
ج/ الالتهاب الرحمي المتقيح:
يعتبر الالتهاب الرحمي المتقيح هو أكثر الخمجات الرحمية خطورة، ويرتبط عادة باحتباس المكونات المشيمية أو الأنسجة الحميلية داخل الرحم أثناء المخاض. و يرجع نشوء هذا الالتهاب إلى تحلل النسيج المحتبس بمرافقة الخمج المقحم خلال عنق الرحم، بواسطة الهواء الممتص للداخل بعد الولادة مباشرة، أو بواسطة الأيدي المستخدمة لمساعدة الولادة، و يكون انتشار الخمج فائق السرعة.
4/ الشذوذات العنق رحمية:
ينتشر لحد ما التلف العنق رحمي كنتيجة لعسر الولادة في الأفراس. ولا تلتئم التمزقات أو الإصابات الناتجة لعنق الرحم بشكل مرضي في اغلب الأحوال, مسببة أما الالتصاقات التي قد تغلق مدخل عنق الرحم، أو عدم كفاءة عنق الرحم كمانع طبيعي ضد دخول الميكروبات إلى الجزء العلوي للجهاز التناسلي. و يكون التكهن بعافية المرض رديئاً، ولا يوجد لهذه الحالة علاج فعال حتى الآن.
يرتبط التهاب عنق الرحم عادة بالتهاب بطانة الرحم، والذي غالبا ما يشكل السبب الرئيسي لحدوث الالتهابات الرحمية. و يؤدي الخمج إلى تورم عنق الرحم وتدلي طياته للخارج، والتي يمكن ملاحظتها بالمنظار المهبلي. و يتم علاج هذا الالتهاب كما هو متبع في علاج الالتهابات الرحمية.
5/ الشذوذات المهبلية:
يعتبر الاسترواح المهبلي (مص الهواء ومن ثم البكتريا المحمولة جواً إلى داخل المهبل) سببا شائعا لنقص الخصوبة، ويعزى ذلك إلى عدم كفاءة المانع المهبلي، والمانع الفرجي في التصدي لدخول الهواء المحمل بالبكتريا. يرتبط ذلك بالبنية الرديئة لمنطقة العجان، وخصوصا في الأفراس التي تفتقر للصحة الجيدة، وكذلك الأفراس المسنة متعددة الولادات. و يمكن برء هذا الاسترواح المهبلي بنجاح تام خلال إجراء عملية (كاسليك) والتي من خلالها يتم قطع جوانب الجزء العلوي لشفري الفرج، ثم تخيط مع بعضهما البعض لتلتئم كما يحدث في الجروح المفتوحة لتشكل مانعا, و من ثم تمنع امتصاص الهواء وأية غائط إلى داخل المهبل. و تكون الفتحة المتروكة من الفرج كافية للتبول، إلا أنها صغيرة بالكفاية لمنع مرور الغائط إلى داخل المهبل،
و قد يلجأ مالكو خيول السباق إلى إجراء هذه العملية في أفراسهم لقابليتهم على امتصاص الهواء إلى داخل المهبل أثناء السباق.
قد تنتج الشقاقات المستقيمية المهبلية أو تهتك العجان من جراء قدم المهر المندفع بقوة، والتمزق للمستقيم أثناء المخاض، أو بسبب الشد العنيف لمهر كبير الحجم أثناء مساعدة الفرس المتعسرة.
و يجب في مثل هذه الأحوال خياطة التهتك الناتج عقب نزول المهر لمنع دخول البول أو الغائط أو الهواء إلى التجويف البطني مسببا الالتهاب الصفاقي والوفاة.
6/ الشذوذات الفرجية :
قد يكون تهتك المهبل مصحوبا في اغلب الأحوال بتهتك الفرج وخصوصا في ولادة البكر بجنين كبير الحجم، أو عند الإخفاق في شق مقر عملية كاسليك التي أجريت للفرس، وذلك أثناء الجماع أو ولادة المهر.
ويؤدي ذلك إلى المشاكل المرتبطة بالالتصاق والالتئام غير الصحيح للفرج، ومن ثم انعدام كفاءة انغلاق الفرج والعقم، وحيث إن الوقاية خير من العلاج, فيجب شق مقر العملية قبل الجماع وأثناء الولادة وإعادة خياطتها بعد ذلك، وأيضا يجب شق الفوهة الفرجية من أعلى للمساعدة في مرور الجنين كبير الحجم، ثم تخيط عقب ذلك مباشرة.