يدل المثل على جودة بصر الخيل، وحدة نظرها، حتى أنَّ راكبها عندما يرخي عنانها في الطريق المظلم؛ تسير به وتتخطى الحفر والمطبات، وكأنها في وضح النهار!، وذلك لكبر أعينها التي تمكنها من الرؤية في الظلمات. وإذا ما قورنت حاسة البصر في الخيل بكثير من المخلوقات، وحتى الإنسان؛ نجدها تتفوق عليها بامتياز. وقد جاء في المعاجم أن الفَرَسُ: واحِدُ الخيْلِ، وتقال للذكر والأنثى، والجمع: أفرَاسٌ وفُرُوسٌ .
يعتمد الحصان في رؤياه على موقع العينين في جانبي الرأس، فتوفر العينان رؤية جانبية جيدة جدا أقوى من الرؤية الأمامية، حيث تتحركان بحرية تامة، الأمر الذي يمكنها من الرؤية في كل الاتجاهات من دون رفع الرأس أو تحريكه، لدرجة أن الحصان يستطيع أن يرى راكبه الذي يمتطيه!. ويضرب المثل لمن حباه الله قوة في البصر ميزته عن أقرانه.
قال الشاعر عدي بن زيد العبادي:
له أذنان خذاويتان والعين تبصر ما في الظلم
وقال جمال الدين يوسف أبو المحاسن – مؤرخ وشاعر مصري:
وأدهم اللون فاق البرق وانتظره … فغارت الريح حتى غيبت أثره
فواضع رجله حيث انتهت يده … وواضع يده أنى رمى بصره
وقال الدكتور عبدالجبار راشد الربيعي – المدير الأسبق للخيول العربية الأصيلة بالعراق:
إن عين الجواد من الأمور المهمة التي تحدد أصالته، فهي في الجواد العربي تقع في الخط الفاصل بين ثلثي الرأس العلوي والوسطى، وهذا الموقع يبعدها من أصل قاعدتي الأذن، فبالإضافة إلى كونها سليمة وخالية من الدموع؛ فهي واسعة وبارزة وبيضاوية الشكل، صافية وطامحة وبراقة، تنم عن ذكاء وحيوية وبأس، ولونها أسود، بغض النظر عن لون الجواد، والجزء الأبيض الذي يحيط بها يجب ألا يكون واسعاً، والأجفان والطيات الجلدية التي تحيط بالعين تكون سوداء ورقيقة ومتوازية على نسق واحد، والأهداب طويلة وسوداء اللون.