سمح الإسلام بأنواع من اللهو المباح، وفي هذا الحديث بعض منها، وما نركز عليه هنا؛ هي أول كلمات الحديث التي كانت في تأديب الخيل. فلعلو مكانة الخيل بين فصيلتها وغير فصيلتها؛ ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم، وحث على تأديبها وتدريبها.
ففي حديث صححه الألباني، عن أبي الدرداء رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” اللهْوُ في ثلاث: تأديبُ فرَسِكَ، ورمْيُكَ بِقوسِكِ، ومُلاعَبَتُكَ أهلَكَ”. وقد وردت في بعض الكتب عدد من الصفات التي يجب ان تتوفر في من يقوم بتأديب الخيل؛ فيجب أن لا يؤدبها ويدربها إلاّ عارف بها، رفيق في تعامله معها، حاضر الذهن، يحثها بالتدريج، بدون ضرب ولا همز عنيف، ويعودها على وثوب الحفر و الجدر القصيرة، والنزول من الجبال الخالية عن الصخر الأملس، وأن تحنى يديها على الأرض إذا غمزها في إبطها. وأحسن ما يكون التعليم في الصباح والمساء، وأن لا يقف مع الناس وهو راكبها، كيلا تعتاد الوقوف إذا رأت أحداً، ولا يركضها أول ركوبها، ولا يجذبها باللجام…وغير ذلك.
قال يزيد بن مسلمة بن عبد الملك:
عودته فيما أزور حبائبي إهماله وكذاك كل مخاطر
وإذا احتبى قربوسه بعنانه علك الشكيم إلى انصراف الزائر
أي أدبته حتى إذا نزلت عنه وألقيت عنانه في قربوس سرجه وقف مكانه إلى أن أعود إليه.
والقربوس – بفتح الراء – أحد حنوي السرج، والعنان – بكسر العين – سير اللجام، والشكيمة: الحديدة في فم الفرس.
وقال احد الشعراء:
وأفراسٍ مذللة وبيض … كأن متونها فيها الوهاج
أي مؤدبة ومتونها ملساء صافية.