الأصالة | سالم بن محفوظ
تتعرض الفصيلة الخيلية لعوامل بيئية عديدة ويكون لبعض هذه العوامل نتائج سلبية. وعندما يكثر تعرضها لمثل هذه العوامل تقع نتائج وخيمة قد تؤثر على صحة وحياة هذه الخيل الغالية على قلوبنا حيث أنها قد تتعرض للوفاة بسبب هذه الأمور. ولهذا السبب وجدنا أنه ومن المهم أن نطرح الضوء بصورة مبسطة على أحد هذه العوامل الخطيرة جدا خصوصا في حالة اهمال عملية مكافحتها. هنا نناقش موضوع حساس وهام ألا وهو الطفيليات لدى الخيل ومنها الديدان كما يرجع اليها الكثير من الملاك والمربيين.
الطفيليات هي كائنات حية صغيرة وبعضها دقيق يعتمد الكثير منها اعتمادا كليا على البيئة المستضيفة “الخيل هنا” كمصدر للطاقة والغذاء وكبيئة للتكاثر. للطفيليات أنواع كثيرة وتنقسم الى قسمين: قسم يعيش خارجيا على سطح هذه البيئة حيث أنها تتواجد على أماكن مثل سطح الجلد والقوائم وحول الأعين والأنف والفم وبعضها يترعرع حول منبت الذيل ويسبب ذلك الحكة عند تلك المنطقة. القسم الثاني وهو الأخطر نوعيا وهو القسم الذي يعيش في داخل جسد الخيل ويوجد في أماكن متعددة كالجهاز الهضمي, والتنفسي, وفي الأوعية الدموية وكذلك في الكبد ويكون مصدر غذائها هو المواد الغذائية المرادة للخيل والخلايا المهمة والمكونة لكثير من الأعضاء الحساسة للخيل. وقد تتسب هذه الطفيليات بأضرار كبيرة وقاتلة للخيل فقد تكون سببا في أمور متعددة ومنها المغص. حيث أن بعض الدراسات أظهرت أن مانسبته ثمانين بالمئة من حالات المغص المميتة كانت بسبب الأضرار المباشرة من الطفيليات. وفي العموم فان هذه الأضرار قد ينتج عنها أمور غير مرغوب فيها وحالات صحية متدنية وخصوبة أقل سواء للحصن أو الأفراس.
في العقود السابقة كان مالك أو مربي الخيل يحكم على جواده بأنه قد يكون مصابا ببعض من هذه الطفيليات وذلك بتحليله الشخصي عند النظر لجواده وملاحظة هزالته مع انتفاخ بالبطن. أما الان فانه من الممكن أن ينظر المالك أو المربي أو المدرب لجواد معين ويرى براقة ولمعة جلده وشعره ونشاطه ومع ذلك كله لايعلم أن الطفيليات قد بدأت مهمتها في تدمير ماتستطيع تدميره بداخل هذا الجواد. وقد تبدأ العوارض بالظهور بعد أن يكون الضرر قد لحق بالجواد وتعديل ذلك أومعالجته هو أقرب للمستحيل. يذكر أن الأمهار الصغيرة في السن والخيل المتقدمة سنيا وكذلك الخيل المتدنية صحتها هي أقرب للاصابة بالضرر الناتج من الطفيليات.
ومن هنا تأتي الضرورة لعملية مكافحة هذه الطفيليات وقطع دورتها الحيايتية وذلك باستخدام مضادات الطفيليات “ابر الدود” بطريقة حكيمة باشراف بيطري ومن غير اسراف أو انقاص وذلك بتقديم الجرعة المناسبة من المركب المراد به محاربة الطفيليات. وحيث أنه يوجد العديد من المركبات المتوفرة بالسوق ضد أنواع مختلفة من الطفيليات فانه من الأفضل أن يقوم البيطري المختص بأخذ عينه من البراز للخيل وتحليل ذلك ليظهر نوع بيض الطفيليات المتواجد ويقوم بصرف المركب المناسب لمحاربة هذا النوع من الطفيليات. يذكر أن طريقة تحليل البراز تعد الأمثل في هذا الوقت حيث أن الباحثون في هذا المجال وجدوا أن بعض أنواع الطفيليات تقوم ببناء مناعة ضد بعض المركبات مما ينتج عنه عدم فاعلية المركب. الطريقة الثانية وهي الأسهل والأقدم نوعا ما هي طريقة الاستخدام الدوري للمركبات بصفة غير متكررة حيث أن المالك أو المربي يقوم باستخدام مركب مختلف كل شهرين الى ثلاثة وذلك بحسب مايراه البيطري المختص. ومن أهم الشروط عند تقديم الجرعة المناسبة هو أن يتم تقديم مايحتاجه الجواد من جرعة وذلك بناء على وزنه حيث أن للزيادة والنقصان اثار سلبية ومنها المناعة التي سبق ذكرها. يذكر أن مقاومة الخيل للطفيليات تختلف من جواد لاخر فبعضها قد يكون لديه من المقاومة مايساعده في محاربة هذه الطفيليات والبعض الاخر مقاومته ضعيفة ويتوجب على المالك التدخل بالمضادات لمساعدته.
السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته
اسعدالله اوقاتك
بارك الله فيك
د.سالم بن محفوظ
واناشخضيااستفتدت منه كثيراولازلنانستفيد
بالتوفيق