الأصالة|
يواصل معرض دبي الدولي للخيل 2013، المقام حالياً في مركز دبي التجاري العالمي فعالياته حتى اليوم السبت، بالتزامن مع بطولة دبي الدولية للجواد العربي، وسط إقبال جماهيري كبير من محترفي الفروسية وهُواتها وتجار الخيل ومالكيها ومديري الإسطبلات والعائلات، وتشهد دورة هذا العام من المعرض طرح تقنيات ومنتجات وابتكارات جديدة تماماً كبطانية علاجية للخيل وأجهزة قياس القراءات الحيوية للخيل عبر الإنترنت، ويشهد المعرض كذلك تقديم سلالة خيل كولومبية فريدة في مشيتها التي تتسم بالرشاقة والخفة، ويشارك للمرة الثانية في المعرض الفنان مصطفى العكرماوي، أصغر مصوّر عربي متخصص في تصوير الخيل في العالم.
“خطى واثقة” من كولومبيا إلى العالم العربي
من بين أبرز المشاركات الجديدة في المعرض الحصان الكولومبي الذي يتميز بخطواته الفريدة الرشيقة وغير المألوفة في عالم الخيل، وقد قدمت عرضاً عنه شركة “ألفا أوميغا” الكولومبية التي تشارك في المعرض لأول مرة، وتقول إن سلسلة الخيل الشهيرة هذه في كولومبيا غير موجودة في هذه المنطقة من العالم، ما جعلها تحظى باهتمام واسع من زوار المعرض من مربي الخيل وتجارها. ويسير الحصان المتسم بالأناقة والرشاقة بخطوات قصيرة وخفيفة، ما يجعل حركته سلسة لا تسبب أي اهتزاز للفارس، ما يُشعِر راكبه بأنه جالس على كرسي ثابت لا يهتز.
وقال ريكاردو أفيلا، مدير الشركة، إن رأس الحصان المحدب قليلاً، ورقبته المقوسة ذات البُنية المتينة، وعضلات ساقيه الرفيعة والمستقيمة، وحوافره الصغيرة، وخطواته الصغيرة الرشيقة، عناصر تجعله مطلوباً للركوب والاستعراضات الترفيهية وسباقات التحمّل، ومسابقات الفروسية. وأضاف: “شهدنا اهتماماً كبيراً واستفسارات متعددة من الزوار عن هذه السلالة الفريدة من الخيل، التي تبدأ أسعارها من 40,000 دولار (150 ألف درهم) وقد تصل إلى مليوني دولار (أكثر من 7 ملايين درهم) للخيل الحائزة على جوائز بطولات الرشاقة في المشي التي تُقام في كولومبيا وبيرو وبعض دول أمريكا اللاتينية الأخرى، والتي يتمّ التحكيم فيها عبر “استماع” لجنة التحكيم إلى وقع خطوات الحصان على أرضية خشبية، ويتمّ تقييم مدى إتقان المشية من صوتها”.
فروسية نَسَوية
عاد للمشاركة في معرض دبي الدولي للخيل هذا العالم كأحد الرعاة، نادي “أعيان” للفروسية، الوحيد في دولة الإمارات المخصص للنساء والأطفال، ويتخذ من منطقة الورقاء في دبي مقراً له. وقالت ندى المنصور، المواطنة الإماراتية المالكة والمؤسسة لهذا النادي، إن ناديها نما من 30 عضوة وحصان واحد عند تأسيسه في العام 2011 ليضمّ حالياً نحو ألف عضوة و42 خيلاً، وأضافت: “هذه مشاركتنا الثانية في معرض دبي الدولي للخيل، الذي ساعدنا على رفع الوعي بالنادي في أوساط السيدات من جنسيات متنوعة من اللواتي يبحثن عن ممارسة رياضة ركوب الخيل في مكان آمن يتيح لهنّ أجواء تتسم بالخصوصية والراحة”.
تقنيات مبتكرة
من بين المنتجات الجديدة التي طُرحت في معرض دبي الدولي للخيل بطانيات علاج متطورة للخيل صمّمها الطبيب البيطري بيورن نولتينغ ويتم انتاجها تحت العلامة التجارية “آندوليشن”. ولهذه البطانية منافع عديدة، منها إِحماء عضلات الحصان، وتسريع عملية التمثيل الغذائي في عضلاته، وتحفيز جهازه الليمفاوي. وقد أيّدت بطولات رياضية مهمّة استخدام هذه البطانية كالألعاب الأولمبية وبطولة العالم “بيكر أوتو”، كما لقيت رواجاً واسعاً في كثير من الإسطبلات في أنحاء مختلفة من العالم.
ومن التقنيات الأخرى التي شهد المعرض طرحها لأول مرة في المنطقة أدوات إلكترونية على الويب تُقدّم الرعاية الصحية والتدريب للخيل وتُباع بأسعار معقولة ويتسم استخدامها بالأمان. هذه الأدوات، التي تقدّمها شركة “إكوينايتلي” تُستخدم للمراقبة المستمرة لمعدل ضربات قلب الحصان، ويمكن تثبيتها حول خصره بحزام خفيف الوزن، لإعطاء مؤشرات مبكرة في حال تدهور صحة الحصان وضعف لياقته البدنية، وبالتالي تمكين مالك الخيل أو سائسها من التعامل مع حالتها وفق الحاجة. وتقيس هذه الأدوات المتصلة بالإنترنت سرعة الحصان والمسافة المقطوعة في الجري وفترات الراحة ومعدل ضربات القلب ومعدل التعافي، ليقدّم معلومات لتحسين الجدول الزمني للتدريب، يمكن الوصول إليها من أي مكان في العالم على مدار الساعة ومن أي جهاز متّصل بالانترنت.
أصغر مصوّر عربي للخيل
يشارك بالمعرض هذا العام كذلك وللمرة الثانية الفنان مُصطفى حُسام العكرماوي، البالغ من العمر 9 سنوات، وهو أصغر مُصوّر عربي للخيل في العالم، ويشارك في معرض هذا العام ليلتقط بعدسته فعاليات بطولة دبي الدولية للجواد العربي المتزامنة مع المعرض. وقد بدأ حسام، الأردني الجنسية، هواية التصوير عندما كان في الرابعة من العمر واحترفها تدريجياً من خلال مشاركاته مع والده في بطولات الخيل ومهرجانات الفروسية المنتشرة في أنحاء الوطن العربي. وكان سمو الشيخ حمدان بن راشد آل مكتوم، نائب حاكم دبي وزير المالية الإماراتي، قد التقى أمس الطفل مصطفى أثناء جولة سموّه الافتتاحية في معرض دبي الدولي للخيل، وتسلّم منه صورة لحصان عربي مطبوعة على القماش كان المصوّر الصغير قد التقطها بعدسته.
وعبّر مصطفى عن سعادته بلقاء سمو الشيخ حمدان بن راشد في المعرض، ومشاركته في بطولة دبي الدولي للجواد العربي ومعرض دبي الدولي للخيل، وقال إن تصوير الخيل العربية يُشكّل تحدياً كبيراً نظراً لسرعة حركتها، وأضاف: “على المصوّر، حتى في بطولات الجمال والرشاقة، انتظار اللحظة المناسبة التي يمدّ فيها الحصان رقبته ويقوّسها ويرفع أذنيه إلى الأمام، لالتقاط الصورة، فتصوير الخيل فنّ صعب يتطلّب صقل مهارات المصور والتدريب المستمر”.
حصان من ذهب
من أبرز المعروضات في معرض هذا العام تمثال لحصان من البرونز المطلي بالذهب يقف على قائمتيه الخلفيتين بارتفاع ثلاثة أمتار. الحصان البالغ وزنه 200 كيلوغرام مطلي بنحو كيلوغرام من الذهب الخالص عيار 24 قيراطاً، وقد استغرق تصميمه في ألمانيا نحو ستة أشهر على يد المصمم العالمي ألبيرتو كارلوس، فيما تطلّبت عملية سبكه ستة أشهر أخرى. وتقول الشركة الألمانية الصانعة لهذا التمثال “فاين آرتس وونكولتر”، وهو القطعة التي تحمل الرقم واحد في سلسلة من تسع قطع مرقّمة تعمل على إنتاجها حالياً، إنه قد يصمد لما يزيد عن خمسمائة عام، فيما يمتد عمر الطلاء الذهبي لنحو مائة عام. وتعرض الشركة التمثال للبيع بمبلغ 490 ألف درهم.
يفتح الحدث أبوابه مجاناً أمام الزوار من التجار وعامة الجمهور والمهتمين بين 11 صباحاً و8 مساء يوم السبت 23 مارس. ويُسمح بدخول الأطفال دون السادسة عشرة من العمر على أن يظلّوا برفقة أولياء أمورهم.