الدكتوره كلير ثورنس | ترجمة (الأصالة)
سؤال : هل حقاً يؤثر النحاس المضاف إلى طعام الخيول على لون الشعر ويحميه من الابيضاض بسبب الشمس؟
جواب : يعتبر النحاس معدن هام يلعب دوراً حيوياً في كثير من العمليات داخل جسم الحصان، فمثلاً هنالك إنزيمات تشترك في تركيبة وصيانة الأنسجة الموصلة المرنة. كما أن النحاس ضروري في تحريك الحديد المخزن في الجسم وهو أيضا يزيل سميات الاوكسيد الأعلى وهو مركب يفرزه الجهاز المناعي للقضاء على الأحياء الدقيقة التي تغزو الجسم.
يتحدد لون الشعر بوجود ونسبة صبغيات الميلانين، وقد اتضح أن الإنزيم المسؤول عن إنتاج الميلانين- التيروسينيس- يعتمد على النحاس. هذا الإنزيم المشتق من الحمض الأميني للبتروسين ينتج صبغيات بنية وسوداء وكثير من ألوان الغطاء الشعري بها قدر من السمار والسواد بما في ذلك لون جلد الغزال، الكستنائي، والكميت والأسود، واللونين الآخرين يتأثران أيضا بالزنك.
ويعد ضعف الصبغيات والمادة القرنية في الغطاء الشعري مؤشر على المستوى المتدني من النحاس أو الزنك، وبالمثل حينما يكون النحاس منخفضاً يظهر لون الشعر الكستنائي مائلاً إلى الاصفرار كما أن الصوف الأزرق يبدو مظهره صدئ . بإمكانكم ملاحظة هذا التغير في اللون في شعر عنق الحصان، ومع مرور الوقت يبدو لون الشعر باهتاً وذلك بسبب التلف الذي يحدثه الضوء فوق البنفسجي للصبغيات، مما يحدث التغير في اللون، أما إذا كانت مستويات الصبغيات أعلى فإن الصوف يبدى مقاومة أعلى لهذا التلف.
حقائق سريعة
- النحاس هو معدن صبغي له أهمية على صحة الخيول.
- الإنزيم المسؤول على إنتاج الميلانين يعتمد على النحاس.
- الأعلاف (التبن) تميل إلى الاحتواء على كميات قليلة من النحاس.
- نسبة متوازنة من علف الخيول (في شكل مركز) تقدم طبقاً لإرشادات العبوة، أو طبقاً لتوصيات اختصاصي تغذية الحصين بإمكانها أن تزود الخيول بكمية كافية من النحاس.
- الفلفل الحلو هو مصدر طبيعي للنحاس لكنه يحتوي أيضا على الكاسباسين وهو مادة تستطيع إخفاء الألم وتثير حساسية الجلد، ولذا فهي ممنوعة في العديد من منافسات الخيول من قبل الهيئات المنظمة.
تحتوي الأعلاف على كمية قليلة نسبياً من النحاس، مما يبقى مستوى التغذية اقل من الحد الأدنى بالنسبة لمجلس أبحاث التغذية ما لم تضاف إليها المكملات، عليه اقترح التغذية بنسبة 50% من الحد الأدنى اليومي المطلوب من قبل مجلس أبحاث التغذية من مصادر أخرى بخلاف العلف، وهذه بالنسبة لحصان وزنه 1,100 رطل أثناء فترة الاستراحة تكون 50 ملغرام من النحاس و 200 ملغرام من الزنك. مع ملاحظة أن الاعتماد على مكعب ملح صبغي معدني من غير المحتمل أن يوفر المستويات اللازمة.
للأسف ليس الأمر ببساطة تأمين الحد الأدنى المطلوب يومياً إذ أن عجزاً ثانوياً قد يوجد، و يحدث هذا حينما لا يتمكن النحاس والزنك من أداء وظائفهما المعتادة حيث إنهما يتفاعلان مع معادن أو مركبات أخرى، إما لأنها تمنع امتصاصهما، أو لأنها تشكل مركبات مع بعضها بمجرد دخولها الجسم. أما المعادن المضادة عادة للنحاس فتشمل الكبريت والموليبدنم والحديد، وحتى إن كانت هنالك مستويات كافيه من النحاس متوفرة في الغذاء فإن هذه المعادن المضادة بإمكانها إحداث اختلالات ثانوية .
لا يبدو الموليبدنم مشكلة كبيرة في الخيول بقدر ما هو في الماشية حيث يؤدي غالبا إلى نقص في النحاس، إلا أن بعض مصادر المياه يمكن أن تكون غنية بالكبريت والحديد كما أن الأعلاف تحتوي على كمية عالية من الحديد. هذه الحالات من السهل معالجتها إذا أضيفت المكملات للتغذية بطريقة صحيحة.
إذن كيف نؤمّن كمية كافيه من النحاس والزنك في التغذية بغرض تجنب تغيرات في لون الصوف أو المشاكل الأقل ظهوراً التي تقع حينما يكون مستوى النحاس أقل من الأمثل ؟ قد يكون من السهل إضافة سلفات النحاس فقط أو مصدر نحاس آخر إلى الطعام، غير أننا لا ننصح بإضافة النحاس مباشرة إلى الغذاء حيث يمكنكم أن تتسببوا في تأثير سلبي على استخدام الزنك في النحاس عالي التغذية ذلك لأن النحاس مضاد للزنك.
الوسيلة الأفضل هي التغذية على غذاء تجاري مقوى حسب إرشادات المصنع أو التغذية بمكمل معدني جيد. تدعي عدد من المكملات بأنها تجعل لون الشعر داكنا ويحتوي الكثير منها على النحاس وكلها قد تعمل أو لا تعمل. وفي اعتقادي أن المسائل المتعلقة بالشعر قد تكون مؤشراً على أن التغذية ككل ليست متوازنة كما ينبغي وان محلولا يوفر تشكيلة واسعة من المعادن هو الحل الأفضل. يضاف الفلفل الحلو غالباً إلى مكملات لون الغطاء الشعري للخيول، أو يطعم لوحده لأنه يعتقد مساعدته في لون الغطاء الشعري، وفي الواقع فإن الفلفل الحلو هو مصدر طبيعي جيد للنحاس لكنه كذلك مصدر للكابساسين، وهي مادة محرمة في المنافسات ومن الأفضل تجنبها إذا كنتم في عرض للخيول. و إذا كنتم غير متأكدين من أن حصانكم لا يحصل على قدر كاف من النحاس فعليكم الاستعانة بأخصائي تغذية خيول ليعمل، حيث إنه مؤهل ويستطيع تقييم وتحديد أية قضايا، ويضمن تلبية احتياجات حصانكم من المعادن الصبغية كما يستطيع أن يحدد ويصلح أي عجز ثانوي موجود .