وهب الله تعالى الخيل العربية الأصيلة أجمل الألوان وأبهاها، فأحبها المحبين باختلاف أمزجتهم وأهوائهم، فمنهم من فضل لونا ومنهم من مال إلى آخر. تعددت هذه الألوان واختلفت، وتفردت وامتزجت، فشكلت أروع اللوحات، وأجمل الصور، صور ملونة، وأخرى؛ “أبيض وأسود” وثالثة متفرعة من هذه وتلك .. المهم في الأمر أنها جميلة .. كيفما كانت..
بصورة عامة، للخيل العربية لونين؛ بسيط ومركب، فالبسيط نجده في الحصان ذي اللون الواحد، والمركب نجده في الحصان الذي له أكثر من لون. وألوان الحصان العربي الزاهية أساسها أربعة ألوان، هى الأبيض والأحمر والأسود والأصفر، ثم ينتج عن تمازج هذه الألوان ألوان أخرى وضعت العرب اسما لكل منها.
بما أن الأبيض هو اللون الذي يتفق عليه أغلب الناس إن لم يكونوا كلهم؛ كانت بدايتنا به، فاللون الأبيض الصافي نادر في الخيول العربية عند ولادتها، لكن نسبته تزيد في الخيول التي كان لونها أشهب في صغرها بعد أن تتجاوز السادسة من العمر، ولا يُرى في الخيل العتاق، ويستحب في الحصان الأبيض سواد عُرفه وذنبه وهذا نادر جدًا. ويتفرع من اللون الأبيض اللون الأشهب، وهو مزيج بدرجات متناسبة متفاوتة بين اللونين الأبيض والأسود. وللحصان العربي في الشَّهبة عدة ألوان، القرطاسي، والصِنّابي، والرمادي، والأبرش، والأبلق، والسوسني، والحديدي، والكافوري.
فالقرطاسي ما كان الغالب عليه البياض ويسمى أيضا أضحى، والصنابي ماكان الغالب عليه الحمرة، والصنَّاب هو الخردل بالزبيب، والرمادي ما كان الغالب عليه غبرة فيها كدرة، والأبرش ما كان فيه نُكَت بيض، وإن كثرت هذه النُّكَت وعم البياض جميع جسده سمي أبلق ومغلّسًا. أما إذا تفرقت هذه النكت سمي أشْيم، والسّوسني ما خالط بياضه صُفْرة. والحديدي ما زاد فيه اللون الأسود عن الأبيض إلى درجة يغلب فيها اللون الأسود على الأبيض، أما إذا قل فيه الأسود، بحيث يطغى اللون الأبيض، فهو الأشهب الفاتح أو الكافوري. وقد كان الحصان الأشهب مَرْكَب الملوك والقادة وكبار القوم عند العرب وغيرهم؛ فقد اقتنى سلاطين الدولة العثمانية الجياد العربية الشهباء، وكذلك أمراء الأندلس وملوك الفرس.
أما اللون الأحمر فتندرج تحته عدة ألوان فرعية منها الورد والكُمَيْت والأصدأ والأشقر. فالورد يكون في الحصان الأحمر خالص الحمرة، لكنّ عرفه وذيله أسودان. أما الكميت فهو ما كان في حمرته سواد، وتتفرع منه خمسة ألوان هي: الأحوى والأحم والمدمّى والأحمر والمحلّف. والكميت الأحوى يعلوه سواد، والأحم يشبه الأحوى إلا أنه أقل سوادا منه، أما المدمّى فهو ما اشتدت حمرته في السواد، أما إذا كانت كمتته بين السواد والبياض فهو ورد أغبس. أما الأحمر فيكون أشد حمرة من المدمّى، وهو أفضل أنواع الكميت، لأنه خالص الكمتة ويسمى الكميت المصامص (الخالص). أما الأحمر الأصدأ فهو ما قاربت حمرته السواد؛ أي مثل صدأ الحديد. والمحلف فهو ما قاربت حمرته إلى الشقرة، وعرفه وذنبه يميلان إلى السواد. والكمتة أحب الألوان إلى العرب، وهي أكثر الخيول صبرا في الحرب وأقلها جلودا وحوافر.
اللون الأشقر لا فرق بينه وبين الكميت إلا في العُرْف والذَّنَب والقوائم، فإن كانت سودا فكميت وإلا فأشقر. والأشقر هو مزيج من اللونين الأحمر والأصفر، ويكثر الجواد الأشقر في الحجاز، بينما يكثر الأحمر في بلاد نجد. والأشقر يتباين أنواعا: فمنها الذهبي والعسلي والمحرق والغامق. وقد روى عبدالله بن عباس أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: (ميامين الخيل في شقرها).
اللون الأسود في الحصان العربي يسمى أدهم، وهو مستحب ونادر بين الخيول العراب. ويتفرع منه ستة أقسام؛ فإن كان حالك السواد فيسمى غيهبي أو غَيْهَب، فإذا اشتد سواده حتى يضرب إلى الخضرة من شدته فهو أخضر، فإن كان بين الدهمة والخضرة وعلا سواده حمرة فهو أحوى، فإذا خالطت سواده شقرة فهو أدبس، فإن خالطه أدنى حمرة أو صفرة فهو أحمّ، فإن كان سواده ضاربا إلى البياض حتى يقرب من لون الرماد، فيسمى الأورق.
لدينا في الثقافة الشعبية المغربية مثل يصف أجود الخيول بقوله ” إذا تكسب العود (الفرس ) عليك بالأدهم المغلوق أو البرgي محروق (الكميت) أو لزرg (الأزرق ) مشقوق (المرقط بالأبيض والأسود )،أو اجمع فلوسك و اخوي السوق (انصرف من السوق )
من اجمل مخلوقات الله عز وجل