بما أن الحصان العربي في الأصل من حيوانات الجزيرة العربية، فلا غرو أن نجد أنها تنتشر في كل أقطار شبه الجزيرة العربية، ومن ثم انتشر بانتشار الإسلام شرقًا وغربًا، فقد كان أداة المواصلات الوحيدة التي خرجت بالفاتحين الأوائل شرقًا إلى آسيا والبلاد المجاورة لها كبلاد الشام وما بين النهرين وغربًا إلى إفريقيا بدءًا بمصر ثم إلى أوروبا بعد فتح الأندلس. وبدءًا بالحروب الصليبية اختلط الحصان العربي بالأوروبي، ونقل الأوروبيون أعدادًا كبيرة منها إلى أقطار أوروبا المختلفة، كما دخل الحصان العربي إلى أوروبا عن طريق آخر، وذلك عندما تمكن العثمانيون من فتح بلاد البلقان. وازداد اهتمام أوروبا بالحصان العربي بصورة أكبر خلال القرن التاسع عشر حينما بدأ الأوروبيون يهجِّنون خيولهم بانتظام بجلب الفحول والأفراس الأصيلة من الشرق العربي لذلك الغرض. ويشير التاريخ إلى أن أحسن السلالات العربية التي استخدمت في تهجين السلالات المحلية في أوروبا كانت من سلالة المعنكي.
في المملكة العربية السعودية
وصف محمد بن الأمير عبدالقادر الجزائري الخيول في الحجاز ونجد بقوله ¸إن الخيول الحجازية أحداقها حسنة سود، وهي رقيقة الجحافل، طويلة الآذان، صلبة الحوافر. والخيل النجدية طويلة الأعناق، قليلة لحم الخد، مدورة الرأس، عريضة الأكفال، رحبة البطون، رقيقة الآذان، غليظة الأفخاذ·. وفي الوقت الحالي، تجد الخيول العربية في المملكة عناية ورعاية كبيرتين، وذلك تمشيًا مع رغبة المسؤولين والحب المتأصل للحصان العربي لدى الأمراء وكثير من أفراد الشعب. وهناك عدة مراكز في شتى أنحاء المملكة تُعنى بأمر الخيول العربية. وتحرص هذه المراكز على مالديها من نسل الخيول العربية الأصيلة التي نشأت في الجزيرة العربية، والتي لا تزال تحتفظ بدمها العربي الأصيل والمسجلة أسماؤها في سجلات نسب دقيقة منظمة تشرف عليها خبرات عالمية، وتعمل على تكاثرها بانتخاب طلائق ممتازة. ونتحدث في السطور التالية عن بعض هذه المراكز.
مركز الخيل العربية في ديراب في 20/5/1381هـ، 1961م، أُوكلت مهمة تربية الخيول العربية إلى وزارة الزراعة والمياه. ووقع اختيار الوزارة على مركز ديراب الواقع على بعد 30كم جنوبي غربي مدينة الرياض ليكون مقرًا لتربية الخيول العربية؛ وذلك لتجميعها في مكان واحد وتوفير الرعاية الصحية لها وكذلك المتخصصين، ولعدم اختلاطها بأي من السلالات غير العربية الأصيلة. وكانت نواة هذا المركز خيولاً من الصفوة النقية للملك عبدالعزيز آل سعود، كان قد أهداها له بعض زعماء القبائل العربية. وتوجد بهذا المركز خمسة أنواع من السلالات هي الحمدانية والكحيلانية والعبيانية والصقلاوية والصويتيات. وهناك أمر بعدم تصدير إناث هذه السلالات المحلية إلى خارج المملكة العربية السعودية. ومن الأعمال التي أُنجزت في هذه المراكز:
1- وضعت سياسة لتربية الخيول وتكثيرها وانتخاب الطلائق الممتازة، وعمل المواصفات الأساسية لبناء الإسطبلات وفق أرقى النظم الصحية المتبعة.
2- فتحت سجلات التربية وفق أفضل النظم وتم تسجيل الخيل فيها.
3- صدر الجزء الأول من سجل النسب ووافقت عليه المنظمة العالمية للحصان العربي، ويضم 913 رأسًا بعضها تابع لأصحاب السمو الملكي الأمراء وآخر لمربيي الخيول العربية بالمملكة العربية السعودية.
4- تشارك المملكة في كل الندوات الإقليمية والعالمية التي تناقش الوسائل المتبعة والتوصيات الضرورية للحفاظ على الدم العربي الأصيل، والمملكة العربية السعودية عضو فاعل في المنظمة العالمية للحصان العربي ومقرها لندن.
سلاح الفرسان ويتبع الحرس الوطني. مركز يُعدُّ من أهم المراكز التي تُعنى بالخيول العربية وتدريبها على القيام بالعروض الرياضية والعسكرية. كما يوجد مشروع الخيول العربية التابع للحرس الوطني أيضًا، ويحوي هذا المشروع سلالات طيبة من الخيول العربية الأصيلة. كما يوجد نادي الفروسية وسباق الخيل، وترصد الدولة الجوائز والمكافآت للمتسابقين وللخيل الفائزة. ومن المراكز الأخرى مركز الخيل العربية بالجنادرية وهو مشروع تابع لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز، وترصد له جوائز ومكافآت كبيرة تحصل عليها جياد السباق ويتقاسمها المشرفون على تربية الخيل. وهذه الجياد تسجل في شهادة معتمدة يصدرها المركز تحوي كل المعلومات المهمة، كتاريخ الميلاد واللون والأب والأم… إلخ. ومن المراكز الأخرى، توجد إسطبلات تُعنى بالخيول العربية الأصيلة متناثرة في مدينة الرياض والمدن الأخرى وفي الخرج والقصيم، وكذلك في المنطقة الشرقية ومكة المكرمة ومدينة جدة التي يوجد بها مجلس الفروسية الأهلي، بالإضافة إلى العديد من أندية ركوب الخيل في المدن والقواعد العسكرية.
في الإمارات العربية المتحدة
لا يختلف أهل الإمارات وأهل الخليج ـ بصفة عامة ـ عن أشقائهم في المملكة العربية السعودية من حيث إن حب الخيل متأصل فيهم. ويأتي على قمة من يعتنون بالحصان العربي الأصيل الحكام والأمراء. وتقام في دولة الإمارات سباقات تقتصر على الخيول العربية تشترك فيها الجياد العربية من شتى أنحاء العالم. وأقيمت مرابط حديثة للخيول في مدينة العين توافر لها المدربون والبيطريون.كما أنشئت إسطبلات حديثة ألحق بها مراكز سكنية تتوافر بها كل ما يحتاج إليه العاملون والخيول في المرابط والإسطبلات. ومن الإسطبلات الأميرية نذكر: الإسطبل الرئيسي، وإسطبل الحرس الأميري، وإسطبلات خيول السباق، وإسطبل خاص بتربية الخيول وتدريبها. هذا بالإضافة إلى الإسطبلات التي يشرف عليها جيش الإمارات، والإسطبلات التي يملكها بعض الوجهاء من المواطنين.
في الهلال الخصيب. لعل الحصان العربي الأصيل الذي وجده الأوروبيون في منطقة الشام إبان الحروب الصليبية، كان أول حصان يدخل إلى أوروبا بعد أن احتك الأوروبيون بأهل الشرق ووقفوا على إمكانات هذا الحصان. ونقلوه فرادى ثم بشكل منظم فيما بعد لتحسين سلالات خيولهم. ونجد أن عملية تربية الخيول في كل من العراق وسوريا يعدها العاملون في الحقل الزراعي من متممات حياتهم، فمعظم الفلاحين يمتلكون الخيول وبخاصة الإناث. وفي الأردن هناك مشروع الشريف ناصر الذي جُلب إليه أجود الخيول العربية الأصيلة من العراق. كما استورد بعض المهتمين بالخيول بعض الجياد ذات الدم العربي الأصيل وأنشأوا مراكز خاصة تُعنى بالسلالات الأصيلة واستيلادها. أما في لبنان فيأتي معظم الاهتمام بالخيول العربية من لدن كبار الشخصيات أكثر منه من الدولة، وتوجد مشاريع خاصة لاستيلاد هذه الخيول يمتلكها بعض وجهاء المجتمع اللبناني.
في مصر
دخل الحصان العربي الأصيل إلى مصر منذ عصر ما قبل الميلاد على يد العماليق (الهكسوس). لكنه لم ينتشر بصورة كبيرة إلا بعد الفتح الإسلامي في القرن الأول الهجري. واهتم كل من حكم مصر، بالخيول العربية الأصيلة. وبدا ذلك جليًا منذ بداية القرن 13 الميلادي حيث بدأ العمل المنظم على استيلادها وإكثارها. تلا ذلك إهمال لهذا المجال حتى جاءت الأسرة الخديوية وأعادت لها أهميتها، وبنيت لها الإسطبلات وجُلبت الخيول الأصيلة من الجزيرة العربية عن طريق الشراء والإهداء. وأسست جمعية للعناية بالخيول وتحسين نسلها عام 1892م، وعملت جاهدة على استجلاب السلالات الأصيلة، واشترت الجمعية عام 1919م 18 فرسًا عربيًا أصيلاً من إنجلترا لاستيلاد الخيول الأصيلة. أما اليوم فتنتشر بعض المراكز في أنحاء مصر وعلى رأسها الجمعية الزراعية المصرية. وقد قام المركز القومي للبحوث بإعداد مشروع لحماية السلالات الأصيلة للحصان العربي، وكذلك زراعة الأجنّة المخصّبة في الخيول العربية وذلك بالتنسيق مع معهد التكاثر الحيواني بجامعة ميونيخ بألمانيا وأكاديمية العلوم الزراعية بكراكوف في بولندا.
في قَطَر
يشارك القطريون إخوانهم في سائر الجزيرة العربية حبهم الفطري للجواد العربي. ويمتلك الحكام وعدد غير قليل من وجهاء قطر عددًا كبيرًا من الخيول العربية الأصيلة التي نافسوا بها في المهرجانات الدولية. ومن أشهر المرابط الموجودة في قطر مربط الشقب الذي أجريت فيه توسعة للإسطبلات القديمة وإنشاء العديد من الإسطبلات الحديثة لزيادة الطاقة الاستيعابية حتى تتسع للمزيد من الخيول، كما سيتم إنشاء مستشفى بيطري بكامل معداته، وكذلك مدرسة لتعليم ركوب الخيل وصالة مغلقة لتأهيل الشباب القطري على الرياضة التي عشقها أسلافهم. ويختص مربط الشقب باستيراد الخيول العربية الأصيلة ذات النشأة المصرية واستيلادها.
في السودان
يعود وجود الخيل في السودان إلى القرن الثامن قبل الميلاد إبان حكم الملك بعانخي الذي أحب الخيل حبًا كبيرًا. وهجم بجيشه على مصر عندما علم أن حكام الدلتا يسيئون معاملة خيولهم، وأصبحت الدولتان دولة واحدة إثر هذا الغزو.
دخل الحصان العربي إلى السودان بهجرة قبيلة بَلِيّ من الجزيرة العربية إلى شرق السودان قبيل الميلاد بقليل، ولعل أكبر عدد من الخيول العربية تجمع في السودان في وقت واحد هو العدد الذي أحضره القائد المسلم محمد القميّ سنة 255 هـ، 868م. وقد علَّق الأجراس على رقاب هذه الخيول في حربه ضد البجة فذعرت منها إبل البجة وانتهى الأمر بينهما بالصلح. كما أحضرت قبيلة هوازن خيلها معها عند هجرتها للسودان فرارًا من الحجاج بن يوسف، وكانوا في حربهم ضد القبائل المحلية يركبون خيولهم ويحملون السياط، لذا سمتهم هذه القبائل الحلنقا وهو اسم السوط في اللغة المحلية، ومن ثم عرفت هذه القبيلة باسم الحلنقا، ولا زالوا حتى الآن يمتلكون الخيول ويقاتلون على صهواتها.
ودخل الحصان العربي إلى غرب السودان عن طريق القبائل العربية التي هاجرت من مصر مثل سليم وفزارة وجهينة وغيرها. وكانت هذه القبائل تُعنى بتربية الخيول، ثم كثرت الخيل في غرب السودان خاصة لدى قبيلتي المسيرية والرزيقات.
ازدادت العناية بالحصان العربي حديثًا بعد قيام مشروع الجزيرة عام 1926م، فقد جلبت الشركة التي تولت إدارة المشروع عددًا كبيرًا من الخيول العربية ليتنقل بها مفتشو الغيط بين الحقول. ومن ثم أنشئ نادي الجزيرة لسباق الخيل، وازدادت العناية بتربية الخيول.
وأول من جلب الخيول العربية الأصيلة من أوروبا شركة كونتي ميخالوس، وأنشأت لها إصطلبلات حديثة لاستيلادها وتربيتها. قام السيد عبدالرحمن المهدي بشراء هذه الإصطبلات فيما بعد وصار أكبر منتجي الخيول العربية في السودان. وأُرسلت بعض سلالة الجياد الممتازة التي استجلبت خصيصًا من إنجلترا وفرنسا وكينيا إلى غرب السودان والخرطوم لتحسين النسل ورفع مستوى الأصالة العربية بين الخيول السودانية.
في إنجلترا
من أهم الخيول العربية التي دخلت إلى بريطانيا الحصان تركي بيرلي، وينسب إلى الضابط الإنجليزي بيرلي الذي استولى على هذا الحصان من أحد الباشوات الأتراك في معركة كالينبرج وأدخله إلى بريطانيا عام 1690م. ومن سلالته الثوربرد والهيرود. ومن أهم الخيول الإنجليزية الأخرى ذات الدم العربي تلك التي جاءت من سلالة الحصان عربي دارلي، وينسب إلى اللورد دارلي الذي اشتراه من أحد الأعراب، وأصله من نجد في الجزيرة العربية وهو من سلالة المعنكي، ووصل إلى إنجلترا عام 1704م، ويقال إنه صار أعظم حصان سفاد في التاريخ، ومن أحفاده أكليبْس، وسانت سيمون. ومن السلالات ذات الدم العربي النقي تلك التي نتجت عن الحصان عربي غولدفين، وكان هدية من باي تونس إلى الملك الفرنسي لودفيك الخامس، ونُقل عام 1729م إلى إنجلترا فاشتراه السيد غولدفين الذي سُمي باسمه، ويُعد هذا الحصان السلف الأول لسلالة ماتشم تسفيج، والرأي الراجح أنه من سلالة العبيان من اليمن.
أما الحصان الوحيد ذو السلالة العربية الذي استطاع أن ينافس الثوربرد في سباق المسافات القصيرة فهو الحصان الإنجليزي العربي الصافي. وهو نتاج إعادة تزاوج بين الثوربرد والعربي الأصيل، وينتج عن تهجين فحل ثوربرد مع فرس عربية على أن يكون كل منهما نقيًا. انظر: الحصان.
في فرنسا
تشير الوثائق إلى أن أول دخول للحصان العربي في فرنسا كان عام 1212م، عندما أهدى هارون الرشيد الملك كارل فرانكن الكبير تسعة من أفضل الخيول العربية الأصيلة. ثم جُلبت عام 1779م ثمانية فحول أصيلة إلى مربط بومبادور، أشهرها درويش، ثم جُلب عام 1790م 24 فحلاً آخر، كما أحضر نابليون عام 1798م بعد معركة الأهرام الكثير من خيول المماليك التي غنمها من المعركة. وبعد عام 1806م، حضرت بعثة فرنسية إلى سوريا وابتاعت 39 فحلاً أهمها الحصان مسعود، وكان لأحد شيوخ قبيلة عنزة، وكذلك الحصان أصلان الذي أهداه خورشيد باشا للبعثة الفرنسية. وصار الحصانان أصلاً للسلالة المعروفة باسم الأنجلو ـ آراب في فرنسا. ومن السلالات الفرنسية التي تأثرت بالدم العربي الليموزان المختلط، والشارلي المختلط، والأنجلو نورمان، وحصان الخبب الفرنسي.
في ألمانيا
أنشئ أول مربط للحصان العربي في ألمانيا عام 1817م في مدينة فيل في عهد الملك ويلهلم الأول. ومن أشهر الخيول العربية التي جُلبت إلى هذا المربط الحصان بيرقتار وهو من أصل صقلاوي جُدْران أشهب صافي اللون، ومن سلالته أمورات الذي كان له بصمات واضحة على سلالة الحصان العربي في أواسط أوروبا. ومن أشهر الخيول العربية التي دخلت ألمانيا الفحل ياسر الذي جلب عام 1930م من مربط الأمير محمد علي الكائن في القاهرة، وكان من أصل كحيلان شلبي، وكذلك الفحل حدبان العنزي عام 1955م. وترك الحصان العربي بصمات جلية على العديد من السلالات المحلية ومن أهمها سلالة التراكنر التي بدأت عام 1732م من سلالة فحل عربي خالص وفحل ثوربرد إنجليزي مع إناث محلية.
في بولونيا
يقال إن أول جواد عربي أصيل وصل إلى بولونيا كان عن طريق تركيا، وكان هدية من أحد الوزراء في الدولة العثمانية إلى سفير بولونيا الذي أهداه بدوره إلى الملك، واستُجلب إلى البلاط الملكي جوادان آخران ذكر وأنثى، وكانا من خيول عنزة، وهما أصل الخيول المعروفة في بولونيا اليوم بذات الدم النقي. وفي عهد الملك سيجسموند الثاني، أنشئ مربط خاص بالحصان العربي في منتصف القرن السادس عشر، وقد يكون أول مربط من نوعه في أوروبا. وجلب الأمير فالاف رتسفسكي في الفترة مابين 1817م ـ 1819م، 123 جوادًا عربيًا أصيلاً من سوريا وكانت نواة لمربطه المشهور في سوران. واستُجلبت الكثير من الخيول العربية الأصيلة إلى مربط جانو عام 1817م وكان بها ثلاث سلالات عربية وهي العربي الأصيل والعربي المختلط، والأنجلوآراب ولكن استولت روسيا على مئات من الخيول من هذا المربط عندما احتلت بولونيا.
في روسيا
دخل الحصان العربي إلى روسيا منذ أوائل القرن السادس عشر الميلادي، إلا أن دخوله رسميًا كان على يد الأمير أورلو عام 1770م، عندما حصل على 39 حصانًا أصيلاً من بينها 9 إناث والفحل سمتانكا الذي يعد السلف الأكبر لسلالة الأرلوف الروسية. وفي عام 1899م، جُلب 28 فرسًا من سوريا. وأنشئ مربط ترسك عام 1921م، وزُوِّد بنحو 47 فر سًا عربيًا استجلبت من المجر وبولونيا، وأُعطيت السلالة الجديدة اسم الترسكر نسبة إلى مربط ترسك. واعترفت منظمة الحصان العربي العالمية بالخيول العربية المسجلة في سجل الخيول الروسي الثالث لعام 1978م أثناء المهرجان الدولي للخيول العربية في ألمانيا. ثم ازداد الطلب عليها وقفزت أسعارها. ومن السلالات المهمة التي تأثرت كثيرًا بالحصان العربي سلالة آكال تاكنر، وكذلك البودجوني التي تمتاز بهدوئها وجلدها. وكذلك سلالة جمود المشابهة للآكال تاكنر لكنها أشد تأثرًا بالدم العربي.
في أسبانيا
دخل الحصان العربي إلى الأندلس مع فتحها على يد طارق بن زياد عام 710م. فقد جلب الفاتحون معهم الكثير من الخيول العربية والبربرية. ونتج عن اختلاط هذين النوعين بالسلالات المحلية خروج السلالة الأندلسية التي صدرت فيما بعد إلى أمريكا وفنلندا والدنمارك. ومن أشهر من شغف بالحصان العربي الملكة إيزابللا الثانية (1833 ـ 1870م) التي جلب إلى مربطها في يغُوَادا 38 حصانًا كانت النواة الأولى لهذا المربط. وخلال العقد الثاني من القرن العشرين جلب المركيز دي أفيلا عددًا من الخيول العربية الأصيلة من إنجلترا وفرنسا والأرجنتين. ومن الخيول المحلية التي تأثرت بالدم العربي كثيرًا الأنجلو ـ آراب الأسباني، وكان نتاجًا لتزاوج الخيول الأندلسية والثوربرد مع الحصان العربي الأصيل، وتستخدم في رياضة مصارعة الثيران لما عرف عنها من شجاعة وإقدام. واعترفت منظمة الحصان العربي العالمية بالسجل الرسمي للخيول العربية الأسباني عام 1972م. ومن ثم ازداد الطلب عليها وارتفعت أسعارها.
في المجر والنمسا
لا شك أن الحصان العربي دخل إلى المجر والنمسا من خلال الجيش العثماني الذي كان يمتلك معظم قواده من الباشوات الخيول العربية الأصيلة. وقد أدى ذلك إلى اختلاط الخيول المحلية بالخيول العربية. واهتم المجريون والنمساويون بالحصان العربي، وأنشأوا له المرابط بعد أن أدركوا قيمته لدى الجنود الأتراك. من أهم هذه المرابط مربط النبيل هُنْيادي الذي أنشئ عام 1818م وكان به 200 فرس في مقدمتها الفحول الأصيلة الأربعة طيار – سفير – طريفي – معنكي. وكذلك مربط البارون فون فَشْتيعْ، وهو الذي أدخل الحصان صقلاوي جدران الذي صار السلف الأكبر لسلالة الجدران المجرية المشهورة اليوم. وقد أنتج في مربطه خيولاً عربية أصيلة دون اختلاط بالإضافة إلى نوعين آخرين مهجَّنيْن. وكذلك مربط بابولنا الذي أنشئ عام 1789م ومن أهم الخيول التي جلبت له الفحل شاغيا، ومن أشهر الخيول التي مرت به الحصان عبيان الذي خلّف سلالة مشهورة، تميزت بحجمها الكبير ومشيتها الانسيابية بالإضافة إلى تناسق تكوين أعضاء جسمها. واعترفت جمعية الحصان العربي بأصالة نتاج خيول هذا المربط.
في أمريكا
دخل الحصان إلى أمريكا عام 1511م مع فردنانز كورتز، وكان مجموع ما جلبه 11 فحلاً وخمس إناث. وبدأ استيراد الخيول العربية الأصيلة إلي أمريكا بدءًا من عام 1730م. وقد كان وصول سلالة الحصان العربي عربي دارلى وهما سليم وعطيل عام 1750م إلى أمريكا نقطة بارزة في تاريخ الخيول فيها، وتلاها البدء في إنتاج أكثر السلالات الأمريكية عددًا وجودة وهي السلالة المسماة الثوربرد الأمريكية. ومن أشهر موردي الخيول العربية في أمريكا هومر ديفنبورت، وسبنسر بوردن، وألبرت هاريس، ووليم براون. وأهم الجهات التي مدت أمريكا بالخيول الأصيلة تركيا في عهد السلطان عبدالحميد، والمملكة العربية السعودية في عهد الملك عبدالعزيز، ومصر في عهد محمد علي باشا، وحاليًا من الجمعية الزراعية المصرية، ومراكز توليد الخيل العربي في بولونيا. وتأسس بها عام 1908م نادي الخيول العربية بهدف التحقُّق من أصالة الخيول العربية التي تُسجَّل في سجلاته الرسمية.