للملاك والمربين والمحبين؛ أوقات من الهدوء والسعادة وراحة البال مع خيولهم. وللقلق أوقاته! .. لأن دوام الحال من المحال. فمرض الخيل، أياً كان نوع المرض، يمثل مصدر قلق وانشغال لصاحبها، وبخاصة إن كان المرض من النوع الذي يؤدي إلى النفوق، أو يكلف جهدا ومالا، كطاعون الخيل الأفريقي..
يعتبر مرض النجمة من أخطر الأمراض الفيروسية التي تصيب الفصيلة الخيلية (الخيول, البغال، الحمير, حمر الوحش) كما تحدث الإصابة في بعض الأنواع الأخرى مثل الجمال والكلاب بعد تناولها لحم حيوان نافق مصاب. تتجلى خطورة هذا المرض في نسبة الوفيات الكبيرة حيث تبلغ 70- 95 % في الخيول, وحوالي 50% في البغال و حوالي 10% في الحمير. ويسمى المرض أيضا طاعون الخيل الأفريقي وهذه التسمية نبعت من أنه يتمركز في قارة أفريقيا بصورة رئيسية.
ينتقل عن طريق الحشرات المفصلية الليلية مثل الكيوليكويد والبعوض، والصور الإكلينيكية له متفاوتة وتتراوح فيما بين فوق الحادة إلى المعتدلة. يأتي المرض على إحدى صورتين؛ إحداها يصاحب المرض أعراض تنفسية ونفوق بعد فترة وجيزة من المرض، أو صورة قلبية أقل حدة تتميز بإلتهاب على مناطق محدودة تحت الجلد. طاعون الخيل مصنف في القائمة ” أ ” لمكتب الأوبئة العالمية بباريس، ويعتبر أحد كوارث القارة الأفريقية لخطورته الشديدة على الفصيلة الخيلية ولصعوبة استئصاله.
أول تقرير مسجل عن مرض يشبه مرض النجمة كان في اليمن عام 1327، ثم ظهرت حالات مشابهه في شرق أفريقيا عام 1569 ثم في جنوب أفريقيا عام 1719 وكانت أسوأ الأوبئة في جنوب أفريقيا عام 1855. المرض متوطن وواسع الانتشار في القارة الأفريقية بصفه خاصة شرق ووسط وجنوب القارة، ولكن بحلول عام 1928 ظهر المرض في شمال القارة التي انطلق منه إلى الشرق الأوسط وآسيا وجنوب أوربا.
الفيروس المسبب للمرض مقاوم للمؤثرات البيئية ويمكنه البقاء حيا عند معظم درجات حرارة الظل لعدة سنوات. المرض يحدث موسميا في الظروف المناخيه المواتية لتكاثر الحشرات الناقلة في المناطق الدافئة المنخفضة الموحلة.
نسبة الإصابة تختلف تبعا لكثافة تواجد الحشرات الناقلة أثناء الوباء، ونسب النفوق تعتمد على ضراوة عترة الفيروس ودرجة حساسية العائل للإصابة. للمرض ثلاث صور إكلينيكية تتميز جميعها بحمى متقطعة 40 – 41 م°..
الصورة الرئوية الحادة: تحدث غالبا بين الخيول مكتملة الحساسية للإصابة والتي تصاب بفيروس ضاري خاصة الأمهار الصغيرة. فترة الحضانة حوالي 5 – 7 أيام ونسبة النفوق في هذا الشكل مرتفعه فقد تبلغ حوالي 95 %. يعقب ارتفاع درجة الحرارة صعوبة التنفس ونوبات سعال وإفرازات أنفيه رغوية غزيرة، وفى المراحل الأخيرة تتسع فتحتي الأنف ويفتح الحيوان فمه ويصبح ممتد الرأس والرقبة ويكسوه عرق غزير. الخيول المصابة تحتفظ بشهيتها حتى ينهار الحيوان ويموت والأكل في فمة بعد دورة قصيرة تتراوح بين عدة ساعات حتى خمسة أيام.
الصورة القلبية تحت الحادة: شائعة الحدوث بين خيول المناطق التي يتوطن بها المرض وفى البغال والحمير وفترة الحضانة أطول حيث تتراوح فيما بين 7-21 يوم ودورة المرض تنتهي بعد عده أيام. يتميز هذا الشكل بأوديما تحت الجلد تظهر على هيئة تورم بالرأس والرقبة وربما مقدم الصدر، وبالتحديد تورم التجويف أعلى العينين في المراحل الأخيرة من المرض، وهذا الشكل يبدأ بالحمى التي تستمر لمدة 4 – 8 أيام يتبعها إفرازات دمعية مصلية واكتساء اللسان واللثة بالزرقة. بالنسبة لتورم التجويف أعلى العينين المميز للمرض فإنه يبدأ مع انحسار الحمى. من الشائع حدوث قلق ومغص متوسط الشدة وعند سماع الصدر والقلب بالسماعة، يتضح وجود سوائل حول القلب والرئة، و النفوق يحدث في 50 % من الحالات المصابة.
الصورة المعتدلة: الإصابة المعتدلة العابرة تكون أكثر شيوعا في مناطق توطن المرض. وتتصف بحمى لمدة 1 – 5 أيام، وعدم الرغبة في الأكل والتهاب محدود بملتحمة العين وصعوبة التنفس.
الصورة المختلطة: هنالك شكل خليط شائع الحدوث تتواجد به الإعراض الرئوية والقلبية معا ولكنه غالبا ما يشخص بطريق الخطأ على أنه أحد الشكلين الأولين.